"الصراع على ليبيا".. خبراء يجمعون على "سوء حسابات" تركيا
ندوة "افتراضية" نظمها مركز الإمارات للسياسات بحثت استراتيجيات القوى الإقليمية والدولية الرئيسة في الأزمة الليبية، وطبيعة الصراع.
أجمع خبراء دوليون ودبلوماسيون على أن تركيا لديها "سوء حسابات" بشأن الصراع في ليبيا، وطالبوها بمراجعة موقفها قبل فوات الأوان.
جاء ذلك خلال ندوة "افتراضية" نظمها مركز الإمارات للسياسات تحت عنوان "الصراع على ليبيا"، اليوم الأربعاء.
وبحثت الندوة، التي أدارتها الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات وأستاذة العلوم السياسية في جامعة الإمارات، استراتيجيات القوى الإقليمية والدولية الرئيسة في الأزمة الليبية، وطبيعة وحدود الصراع بين روسيا وتركيا على الساحة الليبية.
كما تطرقت إلى اتجاهات الموقف الفرنسي بين الطرفين الروسي والتركي، ومآل الصراع العسكري في ليبيا، واحتمالات وشروط الدفع بتسوية سلمية للصراع.
- توافق جزائري روسي على رفض الحل العسكري لأزمة ليبيا
- اليونان تتأهب عسكريا لصد استفزازات تركيا شرق المتوسط
وقال الدكتور عمر طاش بينار، الباحث الأول في «معهد بروكنجز» في واشنطن وأستاذ استراتيجيات الأمن الوطني في جامعة الدفاع الوطني الأمريكية، إن "أردوغان يحاول إيجاد موقع إقليمي له بعسكرة السياسة الخارجية التركية، وهو ما حدث في سوريا والعراق وفي خليج عدن والعلاقات مع قطر وغيرها أو ما يسمونه الآن استراتيجية الوطن الأزرق".
وأضاف أن "تركيا تستعرض قوتها في ليبيا وتسعى للسيطرة على الشرق الأوسط وأن يكون الإخوان المسلمون لهم السيطرة في الشرق الأوسط".
وتابع: "أردوغان لديه ثأر مع مصر يسعى لأخذه بعد الإطاحة بالرئيس الإخواني الراحل محمد مرسي".
ولفت إلى أن "الرئيس التركي لديه نوع من الأوهام فهو ليس قوة اقتصادية كبيرة وبلاده تعاني وهو في حاجة ماسة لتشتيت الانتباه عن مشاكله الداخلية عن طريق السعي إلى انتصارات مزعومة".
وأشار إلى أن "الشعب التركي ليس مقتنعا بما يفعله أردوغان ومهتم بدخله ووضعه المتردي ولا يفهم ما يحدث في ليبيا".
من جانبه، قال مايكل أوهالون مدير الأبحاث وباحث أقدم في الشؤون الأمنية والاستراتيجية في معهد بروكنجز بواشنطن إن "على تركيا ومليشيا الوفاق أن تتعاملا بمنطقية في الصراع.. هناك تغير في الموازين على الأرض".
وأضاف أن "(الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب لا يولي أهمية كبرى للصراع في ليبيا وعليه التدخل بقوة في الوقت الراهن".
ولفت إلى أن "الحرب يمكن أن تندلع في أي لحظة وبكل أسف ليبيا لا تحظى بالاهتمام الدولي الكافي، ونحتاج إلى مبادرة دولية قوية لوقف الصراع في ليبيا".
وفي سياق متصل، قال د. أندريه كورتونوف، مدير عام مجلس الشؤون الدولية الروسي والخبير الأبرز في شؤون السياسة الخارجية الروسية والعلاقات الدولية المعاصرة، إن "على روسيا أن تبقى نصب عينيها العلاقات مع مصر، ولا يمكن أن تتجاهل أيضا موقف إيطاليا وفرنسا".
وأوضح أن "الدور الروسي في ليبيا محدود للغاية وليس على غرار دورها في سوريا، وعليها بذل المزيد من الجهود في حل الأزمة الليبية".
بدوره قال بيتر ميليت، السفير البريطاني السابق لدى ليبيا والمفوض السامي في قبرص، إنه "يتعين وقف إطلاق النار فورا وبدء المفاوضات السياسية في ليبيا".
وأضاف أن "مليشيا الوفاق لا تمثل الشعب الليبي.. فأغلب العناصر من المرتزقة الأجانب".
وتابع: "يمكن الاستعانة بمراقبين دوليين لمراقبة وقف إطلاق النار والشعب الليبي يدعم ذلك".
وأشار إلى أن "الموقف الأوروبي غير قادر على بناء موقف موحد في ليبيا ويجب عليهم التوحد من أجل مصلحة ليبيا".