حفتر يجري جولة خارجية لبحث تداعيات التدخل التركي في ليبيا
مصادر ليبية قالت لـ"العين الإخبارية" إن المشير خليفة حفتر سيجري جولة تضم مصر وقبرص لبحث تداعيات التدخل التركي في الشأن الليبي
كشفت مصادر ليبية لـ"العين الإخبارية" أن المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، سيجري جولة خارجية تشمل مصر وقبرص، لبحث تداعيات التصعيد التركي الأخير والتدخل السافر في الشأن الليبي.
وقالت المصادر إن قائد الجيش الليبي سيزور القاهرة، الإثنين، رفقة المستشار عقيلة صالح، رئيس البرلمان الليبي، لبحث تطورات الأوضاع واطلاع القيادة المصرية على مستجدات الأزمة الليبية وتداعيات التصعيد التركي الخطير.
كما أعلنت المصادر لـ"العين الإخبارية" أن زيارة حفتر إلى مصر تعقبها زيارة إلى قبرص لتنسيق المواقف على خلفية الاتفاق المثير للجدل الذي وقعه رئيس حكومة الوفاق فايز السراج مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مجال ترسيم الحدود البحرية، إضافة إلى تلويح أردوغان بالتدخل العسكري في ليبيا، وقيامه بإرسال عناصر إرهابية من سوريا لدعم السراج وما قد ينتج عن ذلك من تفجر للأوضاع في ليبيا وتأثيره على دول الجوار ودول البحر المتوسط.
وكان رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح التقى، السبت، رئيس البرلمان القبرصي ديمترس سيلوريس الذي أكد دعم بلاده لتطهير ليبيا من الإرهاب إلى جانب دعم مساعي مجلس النواب الليبي على الساحة الدولية، في سحب الاعتراف من حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج، مشددا على دعم بلاده لإرادة الشعب الليبي ورفضه وجود الإرهابيين والمتطرفين على الأراضي الليبية، ورفض الدعم الخارجي لهذه المليشيات، والتدخل الأجنبي في ليبيا.
وأعلنت مصادر عسكرية ليبية رسمية أن العناصر السورية الإرهابية تم نقلهم إلى طرابلس للقتال في صفوف السراج ومليشياته عبر رحلات طيران مدنية من إسطنبول وأنقرة إلى مطاري مصراتة ومعيتيقة اللذين تسيطر عليهما المليشيات.
ولاقت تدخلات أردوغان في الشأن الليبي منذ وقت مبكر من اندلاع الأزمة ردود فعل إقليمية ودولية غاضبة، أشارت إجمالا إلى أن هذا التدخل من شأنه أن يفاقم الأزمة ويزيد خطر الإرهاب في ليبيا.
وانتقدت أوروبا سابقا الحل العسكري الذي ينتهجه أردوغان وحكومة السراج في ليبيا، وأصدر الاتحاد الأوروبي بيانا شديد اللهجة أدان فيه انتهاك تركيا لسيادة قبرص عبر اتفاق أنقرة مع حكومة الوفاق الليبية.
وتعتزم دول "فرنسا - إيطاليا - بريطانيا - ألمانيا" إيفاد وزراء خارجيتها إلى ليبيا في السابع من يناير/كانون الثاني المقبل لمحاولة إيجاد حل للأوضاع المتأزمة والترتيب لمؤتمر برلين، فيما بادر الرئيس التركي بالإسراع بطلب تصديق برلمانه على قرار يتيح له إرسال قوات إلى ليبيا في يوم 2 يناير استباقا للزيارة الأوروبية إلى طرابلس، وذلك بعد أن كان مقررا عقد جلسة البرلمان التركي لهذا الغرض يوم 8 يناير.
كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أكد، خلال اتصال هاتفي الأحد مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، موقف القاهرة المطالب بضرورة وضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي.
وبات الوضع في ليبيا مثيرا للقلق دوليا بعد انخراط تركيا في الصراع، دعما للمليشيات الإرهابية التي تسيطر على العاصمة طرابلس.
وتدعم تركيا مليشيات طرابلس في انتهاك واضح لقرار مجلس الأمن الدولي حظر توريد السلاح إليها منذ 2011، وأبقت دعمها سرا حتى أواخر الشهر الماضي، حيث وقعت مذكرة تفاهم مع حكومة الوفاق غير الدستورية تسمح بإرسال جنود للبلد الذي مزقته الحرب خلال السنوات الماضية.
ويأتي الدعم التركي في محاولة للحيلولة دون هزيمة المليشيات الإرهابية بعد أن أطلق الجيش الوطني عملية "طوفان الكرامة" في أبريل/نيسان الماضي لتحرير طرابلس.
aXA6IDMuMTQ1LjM5LjE3NiA= جزيرة ام اند امز