فرنسا تطلع مصر ودول الجوار الليبي على مبادرتها لإنهاء الأزمة
مصدر دبلوماسي فرنسي يكشف محاور مبادرة بلاده لحل أزمة ليبيا قبيل اجتماع الرئيس ماكرون مع حفتر والسراج.
أكد مصدر دبلوماسي فرنسي، الإثنين، أن بلاده أطلعت مصر ودول جوار ليبيا وبلداناً أخرى في المنطقة والأعضاء الدائمين بمجلس الأمن على مبادرتها من أجل إنهاء الأزمة في هذا البلد، مشيراً إلى وجود إجماع على تناسب التوقيت لعقد هذا الاجتماع.
وذكرت وكالة الأنباء المصرية الرسمية، أن المصدر كشف عن أن البيان المرتقب صدوره غداً الثلاثاء، عقب اللقاء بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق الليبي فايز السراج، سيؤكد على عدم وجود حل عسكري في ليبيا بل سياسي.
وأضاف أن ميزان القوى على الأرض يفتح المجال لإمكانية المضي نحو حل سياسي عبر المبادرات الدبلوماسية.
وحول إمكانية اقتسام السلطة، أكد المصدر أن هناك سيناريوهات متعددة مطروحة حول مسألة الإدارة، مشيراً إلى أن الأمور ستتضح خلال الأشهر القادمة في هذا الشأن، وإلى مقترح السراج لإجراء انتخابات مبكرة في مارس/آذار 2018.
وأضاف أن اجتماع غداً الثلاثاء لن يشهد تسوية كل الخلافات إلا أن هناك أملاً في أن يتم وضع مبادئ عامة تمكن الطرفين من إحراز تقدم، في ضوء رغبتهما المشتركة في إيجاد مخرج للأزمة الراهنة.
وحول النقاط المقترح تعديلها في اتفاق الصخيرات، أكد المصدر الدبلوماسي أن بلاده ترى أن اتفاق الصخيرات يحتاج للتعديل، وأنه لا يمكن إشراك أي طرف متورط في أنشطة إرهابية في حل سياسي.
وأوضح أن فرنسا مستعدة لتشجيع السيناريوهات المختلفة التي سيتم وضعها على المائدة للاتفاق على شكل جديد للمجلس الرئاسي الليبي أو إشراك مجلس الدولة أو البرلمان إلا أن ذلك ليس الهدف من اجتماع الغد بل هو التركيز على مقترح إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في الربيع المقبل.
وعما إذا كان نجاح الحوار السياسي بين حفتر والسراج قد يضعف الأخير في غرب ليبيا، أكد المصدر الدبلوماسي أن باريس تسعى لتضمين البيان المشترك غداً وقفاً للأعمال العدائية في الحالات التي لا تندرج ضمن مكافحة الإرهاب.
وأكد أن باريس ستواصل اتصالاتها المكثفة مع الأطراف الليبية التي تم إشراكها في هذه المبادرة لضمان عدم حدوث حالة من انعدام الاستقرار جراء لقاء حفتر والسراج بباريس وصولاً إلى تحقيق تهدئة في غرب وشرق ليبيا.
وحول نوايا حفتر حال فشلت المفاوضات، أكد المصدر أن المشير حفتر حتى الوقت الراهن لم يكشف عن نواياه على الصعيد السياسي والعسكري حال فشل الحوار ولكنه مستعد للنقاش ولوضع نفوذه على الأرض تحت تصرف عملية ترعاها الأمم المتحدة.
وحول التنسيق مع إيطاليا المتضررة الأولى في أوروبا من تدفقات الهجرة القادمة من ليبيا، أكد المصدر أن بلاده تعمل على نحو وثيق مع روما بالنسبة لكل المبادرات الخاصة بليبيا، مشيراً إلى مشاركة وزير الداخلية الفرنسي، جيرار كولومب ونظيره الإيطالي ماركو مينيتى في اجتماع مجموعة 5+5 المنعقد اليوم بتونس حول الهجرة.
كانت الرئاسة الفرنسية قد أعلنت في وقت سابق أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيجتمع غداً الثلاثاء ببلدة "سيل سان كلو" قرب باريس بقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في لقاء منفصل يليه اجتماع موسع بحضور رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة.
كما أكدت وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية حضور وزير الخارجية جون إيف لودريان الاجتماع غداً، الذي سيعقبه بيان مشترك يقوم بإلقائه الرئيس إيمانويل ماكرون.