"النواب" الليبي يرفض مبادرة المبعوث الأممي.. ما المخرج؟
تعثرت مبادرة أممية لجمع المؤسسات والقوى الفاعلة في ليبيا لبحث معوقات تواجه تنفيذ قوانين الانتخابات برفض مجلس النواب في طبرق.
وأعلن مجلس النواب الليبي، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، تحفظه جملة وتفصيلاً على ما ورد في بيان المبعوث الأممي عبدالله باتيلي، خاصة "عدم احترام البعثة الأممية مخرجات المجلس المتعلقة بالتعديل الدستوري (13) وقرار منح الثقة للحكومة الليبية، وعدم دعوتها للاجتماع رغم أنها الحكومة الشرعية".
ويقصد بيان المجلس حكومة أسامة حماد المنبثقة عنه (خلفت حكومة فتحي باشاغا)، التي منحها الثقة عقب انتهاء المدة القانونية لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة في العاصمة طرابلس.
رفض قاطع
النواب الليبي ذكر أنه تابع دعوة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لتعيين ممثل عنه لحضور اللقاءات التحضيرية للاجتماع الذي تنوي البعثة الأممية تنظيمه لقادة المؤسسات الفاعلة لتدارس المعوقات التي تواجه تنفيذ قوانين الانتخابات.
وأكد مجلس النواب رفضه "المشاركة في أي حوار أو اتفاق سياسي لا يحترم الإرادة الليبية والمؤسسات الشرعية المنتخبة من الشعب الليبي وما انبثق عنها من مؤسسات تنفيذية"، بحسب البيان.
كما أكد رفضه تكرار التجارب السابقة التي ثبت عدم نجاحها في حل الأزمة، وأنه لن يقبل بأي مخرجات مكررة لما سبق اتخاذه من قبل البعثة الأممية.
وشدد المجلس على تمسكه بمبادئه السياسية فيما يتعلق بضرورة احترام إرادة الشعب الليبي، وذلك من خلال صناديق الاقتراع وبشفافية تامة بعيداً عن التدخلات والإملاءات الخارجية.
ما المخرج؟
في هذا السياق، يقول المحلل السياسي الليبي أحمد أبوعرقوب، إن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح كان مرحباً بالمبادرة بعد اجتماعه مع المبعوث الأممي والتأكيد على أهمية مشاركة جميع الأطراف.
ويوضح، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أنه "بعد إعلان باتيلي عن مضمون دعوته، اكتشف المجلس ضم حكومة الوحدة وغياب الحكومة المنبثقة عنه"، مشيرا إلى أن المجلس يرى إما ضمهما معا إلى المبادرة أو استبعادهما معاً، وليس واحدة دون الأخرى.
وشدد أبوعرقوب على أن "الحل الآن بيد المبعوث الأممي بدعوة الحكومة المكلفة من مجلس النواب للمبادرة حتى لا يكون في مرمى الاتهامات بعدم الحياد".
ويتفق مع الطرح السابق رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة درنة الدكتور يوسف الفارسي، الذي أكد أن الليبيين أمام مشكلة جديدة، مشدداً في حديث لـ"العين الإخبارية"، على "ضرورة تدخل المبعوث الأممي بالحل لاستكمال المبادرة التي قد تساهم في إجراء انتخابات ينتظرها الليبيون بفارغ الصبر".
اجتماع تحضيري
وفي وقت سابق اليوم، أطلق الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبدالله باتيلي، دعوة إلى الفاعلين المؤسسين في ليبيا، للاجتماع لمناقشة الخطوات المقبلة للعملية الانتخابية.
وبحسب بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية"، قالت البعثة الأممية إن باتيلي وجّه دعوات إلى الأطراف المؤسسية الرئيسية للمشاركة في اجتماع سيُعقدُ الفترة المقبلة، بغية التوصل إلى تسوية سياسية حول القضايا مثار الخلاف السياسي والمرتبطة بالانتخابات.
ولفتت إلى أن الاجتماع التحضيري سيتباحث فيه الممثلون الذين ستتم تسميتهم من جانب المجلس الرئاسي، ومجلس النواب، والمجلس الأعلى للدولة، وحكومة الوحدة، والقيادة العامة للجيش الليبي بشأن موعد اجتماع قادة مؤسساتهم ومكان انعقاده وجدول أعماله، وتحديد المسائل العالقة التي يتوجب حلها لتمكين المفوضية الوطنية العليا للانتخابات من الشروع في تنفيذ قانوني الانتخابات الصادرين عن مجلس النواب.
aXA6IDE4LjE4OS4xOTQuNDQg جزيرة ام اند امز