لقاء «صالح» و«تكالة» في القاهرة.. هل ينهي الانسداد السياسي الليبي؟
تحرك جديد لمحاولة حل حالة الانسداد السياسي في ليبيا برعاية مصرية لإنهاء الخلافات حول الانتخابات والوصول إلى تفاهمات.
ويلتقي رئيسا البرلمان الليبي عقيلة صالح والمجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، خلال ساعات في العاصمة المصرية، في أول لقاء مباشر بين الطرفين بعد انتخاب الأخير في أغسطس/آب الماضي خلفا لخالد المشري، لتقريب وجهات النظر بينهما والوصول لتفاهمات حول القوانين الانتخابية الصادرة عن البرلمان، وملف تشكيل حكومة موحدة تقود البلاد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وكان مجلس النواب أقرّ الشهر الماضي، قانوني انتخاب رئيس الدولة وانتخابات مجلس الأمّة اللذين وضعتهما لجنة 6+6 المشتركة وأحالهما إلى مفوضية الانتخابات لتنفيذها، لكن مجلس الدولة عارض هذه القوانين وقال إنّها "مخالفة للتعديل الدستوري وباطلة"، رافضا إجراء أي تعديلات عليها.
ونشر المجلس القانونين بالجريدة الرسمية وسلمهما للمفوضية العليا للانتخابات للقيام بدورها والدعوة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد، ولكن الخلاف يعوق الخطوة الأخيرة خاصة بعد دعوة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي في إحاطة أمام مجلس الأمن، جميع الأطراف الليبية بما في ذلك أهم القيادات إلى الاجتماع ببعضهم والاتفاق على تسوية سياسية ملزمة نحو عملية انتخابية سليمة يكون عمودها الفقري هو حكومة موحدة تقود البلاد نحو الانتخابات.
تقريب وجهات النظر
وقال رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة درنة، الدكتور يوسف الفارسي، إن "اللقاء يهدف لتقريب وجهات النظر حول القوانين الانتخابية والعمل وفق حكومة موحدة".
وأضاف الفارسي لـ"العين الإخبارية"، أن "الهدف الأساسي من اللقاء هو عقد الانتخابات الليبية الرئاسية والبرلمانية في موعد محدد، بحل (ليبي-ليبي)، بعيدا عن أي مشروع جديد للأمم المتحدة القادم يسمح بجنيف جديدة".
وأشار إلى الخلاف بين مجلسي النواب والأعلى للدولة بسبب القوانين الانتخابية يقوض أي تحركات لتفعيل العملية الانتخابات في ظل وجود تحفظ على بعض الشروط ومن بينها المرشحون للانتخابات الرئاسية، مؤكداً أن محاولة القاهرة لتقليل اعتراض الأخير على قانون الانتخابات حتى يتم إجراؤها وعدم اعتراض الأطراف الداخلية على نتائجها.
واعتبر الفارسي أن خطة البرلمان الليبي لتشكيل حكومة جديدة موحدة لن تنجح خاصة في ظل تمسك عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة "منتهية الولاية" بعدم تسليم السلطة، وكذلك في ظل تحفظ المجتمع الدولي على هذه الخطوة إلا باتفاق شامل بين الأطراف الليبية يستطيع إنهاء حكم الدبيبة.
توقيت مهم
ومن جانبه، أكد رئيس مركز التمكين للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الدكتور محمد المصباحي، أن اللقاء يأتي في وقت مهم جدا في ظل حالة الانسداد السياسي في الملف الليبي لتحقيق توافق داخلي للوصول لانتخابات.
وبين المصباحي في حديث لــ"العين الإخبارية" أن ما حددته لجنة 6+6 للوصول للانتخابات هو اعتماد في مقرراتها وجود حكومة شاملة قادرة على الوصول للانتخابات لكل الليبيين، لافتا إلى أن البلاد في أمس الحاجة للترابط بين الأطراف لتخطي الأزمة.
وأشار إلى أن محنة "نكبة درنة" تحولت لمنحة لجمع شمل الليبيين شرقها وغربها في قلب رجل واحد، وحثت على ضرورة وجود حكومة موحدة، مؤكدا أن تحرك القاهرة جاء في ظل وجود رغبة المجتمع الدولي بوجود سلطة موحدة للوصول للانتخابات.
وشدد على أن الليبيين قادرون على ذلك في ظل استغلال الأطراف المختلفة عدم وجود سلطة موحدة، ما أنهك الشعب سواء على المستوى الداخلي والخارجي ومعاناة ضنك الحياة، مؤكدا قدرة الطرفين برعاية القاهرة على الوصول لحل قريب لملفي الانتخابات والحكومة الموحدة والحفاظ على السيادة الليبية في تلك الملفات.
جهود مصرية
وفي ذات السياق، قال عضو مجلس النواب الليبي خليفة الدغاري، أن كلا من صالح وتكالة سيبحثان خلال هذه الأيام ملف القوانين الانتخابية وتشكيل حكومة جديدة موحدة ضمن مبادرة مصرية لإنهاء الانسداد السياسي فيما يخص القوانين الانتخابية والسلطة التنفيذية.
وشدد الدغاري على أن البرلمان قام بكل واجباته تجاه القوانين الانتخابية بإصدارها كما هي وإحالتها إلى مفوضية الانتخابات، مشيرا إلى أن التوافق الذي أحدثته لجنة 6+6 هو أقصى توافق يمكن الوصول إليه في الوقت الحالي.
وأعرب عن أمله أن ينتهي لقاء عقيلة وتكالة بتوافق ينهي الانسداد للذهاب نحو الاستحقاق الانتخابي.
ويعد ملف تشكيل حكومة موّحدة تتولى إدارة انتخابات في البلاد، موضع خلاف واسع بين المؤسسات الرئيسية، حيث يدعم البرلمان هذه الخطّة، في حين ينقسم المجلس الأعلى للدولة حيالها، في حين يرفض رئيس الحكومة الحالي عبدالحميد الدبيبة تسليم السلطة قبل إجراء انتخابات.
aXA6IDMuMTQ0LjIxLjIwNiA= جزيرة ام اند امز