الإمارات تجاه ليبيا.. دعم كبير لمساعي السلام والأمن والتنمية
إنهاء المرحلة الانتقالية، وتجاوز حالة الانسداد السياسي، والمضي قدمًا في طريق الانتخابات، رسائل وجهتها دولة الإمارات، من منبر مجلس الأمن، أكدت خلالها دعمها للحل السياسي، طريقًا لإنهاء أزمة ليبيا.
روشتة قدمتها دولة الإمارات، يوم الثلاثاء، على لسان المنسق السياسي بالإنابة لبعثة دولة الإمارات الدائمة في الأمم المتحدة سعود المزروعي، أكد فيها، أنه يجب التغلب على القضايا المتبقية في مسودة الإطار القانوني للانتخابات، بحيث يتيح عقد انتخاباتٍ برلمانية ورئاسية متزامنة، تكون مبنيةً على أسسٍ قانونية متينة.
ومن الانتخابات إلى ضرورة تجاوز حالة الانسداد السياسي، رسائل إماراتية كانت حاضرة بقوة، داخل مجلس الأمن؛ فأكد المزروعي، ضرورة تَجاوُز حالةِ الانسداد السياسي، وتجنب الأطراف لأي مبادرات أحادية الجانب قد تؤدي إلى تعميق الانقسام الحالي.
رسائل لطالما كررتها دولة الإمارات داخل مجلس الأمن محاولة استثمار عضويتها لحلحلة الأزمات العربية التي كان من بينها ليبيا، فكانت النتائج مثمرة؛ بوضع الأزمة الليبية على الأجندة العالمية؛ بهدف تحقيق الوئام بين شرقي وغربي البلاد، وتوحيد المؤسسات التي فاقمها الانقسام.
فهل استطاعت دولة الإمارات إيصال صوت ليبيا داخل مجلس الأمن؟
يقول المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن دولة الإمارات لعبت دورًا مهمًا في الأزمة الليبية؛ كونها حريصة على إنهاء حالة الصراع الحالية، وحل الأزمة الليبية، مستغلة علاقاتها ودورها الذي كان على مسافة واحدة من كل الأطراف الليبية المختلفة.
وأوضح المحلل السياسي الليبي، أن دولة الإمارات كان لها دور كبير في مساعدة الجيش الليبي في محاربة الإرهاب، بالإضافة إلى دورها في كبح جماح قوى إقليمية، ودفعتها لتغيير مواقفها من الأزمة الليبية.
وأشار إلى أن دولة الإمارات، كانت وما زالت داعمة للشعب الليبي في المحافل الدولية، خاصة في تبنيها موقفًا محايدًا لجمع الأطراف الليبية على طاولة واحدة، وتقريب وجهات النظر بينها.
دور تكامل مع الدور السعودي والمصري الداعم لحل الأزمة، وإنهاء الانقسام والتشظي السياسي في ليبيا، بحسب المحلل السياسي الليبي، الذي قال إن دولة الإمارات وضعت القضية الليبية نصب عينيها منذ اللحظة الأولى للأزمة، مشيرًا إلى أنها لم تتأخر في دعم القضية الليبية في المحافل الدولية، على عكس بعض الدول التي استخدمت القضية الليبية للمتاجرة السياسية، من أجل مصالحها.
وبحسب المهدوي، فإن دور دولة الإمارات كان داعمًا للسلطات الليبية التشريعية في مساعيها نحو إنهاء الأزمة؛ فسخرت وزارة خارجيتها لتولي اهتمامًا واسعًا بالأزمة الليبية.
رؤية وافقها المحلل السياسي الليبي محمد يسري، الذي قال في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن دولة الإمارات، كانت وما زالت أكثر البلدان الخليجية، دعمًا لليبيا وللحلول السياسية في البلد الأفريقي، مشيرًا إلى أنها لطالما وضعت ليبيا نصب أعينها، عبر احتضان لقاءات ومؤتمرات عدة، لتحقيق السلام، ورأب الصدع بين الليبيين.
وأوضح المحلل السياسي الليبي، أن دولة الإمارات التي قدمت دعمًا كبيرًا للجيش الليبي في إطار حربه على الإرهاب، كانت مواقفها حريصة على استقرار الوضع الأمني في شرقي وغربي البلاد، وتحقيق السلام العادل في البلد الأفريقي.
وأشار إلى أن دولة الإمارات كانت أكثر البلدان الخليجية الداعية لتوحيد الجيش الليبي شرقه وغربه تحت مظلة وقيادة واحدة، بهدف إعادة السلام الغائب إلى ليبيا، ودحر المليشيات المسلحة التي تروع الآمنين، وتبرز صورة سلبية عن الوضع في البلد الأفريقي.
دور سعت دولة الإمارات لتحقيقه، مستخدمة كل قوتها الناعمة ودبلوماسيتها التي لا تقصي أحدًا، يقول المحلل السياسي الليبي، مشيرًا إلى أن البلد الخليجي تمكن بعلاقاته المتوازنة بين شرقي وغربي البلاد، من تقريب وجهات النظر بين الليبيين.
وبحسب المحلل الليبي محمد يسري، فإن دولة الإمارات، قدمت مساعدات كثيرة لليبيا، أبرزها الجسر الجوي الذي دشنته في العام 2016 عندما احتدم القتال مع الإرهابيين في بنغازي، مما كان له بالغ الأثر في تطهير شرقي البلاد من براثن الإرهابيين.
إطار محكم
في السياق نفسه، قال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن كلمة ممثل دولة الإمارات كانت واضحة وغطت الجوانب الأساسية في الأزمة الليبية، مشيرا إلى أنها وضعت إطارًا محكمًا لجملة التحديات التي تواجه المجتمع الدولي، و"كشفت قصور البعثة الأممية في معالجة أشمل وأنجع للأزمة في ليبيا، يمكن أن تؤدي إلى حلحلة الأوضاع في البلد الأفريقي".
وأوضح المحلل السياسي الليبي، أن كلمة دولة الإمارات، ركزت على مسألة الانتهاء من الإطار القانوني لتنظيم الانتخابات، ودعت بشكل مباشر البعثة الأممية إلى مساعدة الأطراف الليبية للتغلب على ما تبقى من مشاكل "وهي ليست بالكثيرة".
وأشار إلى أن دولة الإمارات تنبهت إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار مازال هشًا ويمكن أن يُنتهك، إذا لم يعزز بجسور بناء الثقة وتوحيد المؤسسة العسكرية تحت قيادة عسكرية واحدة، وضم كل المجموعات المسلحة تحت لوائها وفق معايير عسكرية ومهنية.
نقطة هامة
وبحسب المحلل السياسي الليبي، فإن ممثل دولة الإمارات تطرق إلى موضوع وصفه بـ"الهام للغاية"، ممثلا في "حماية الأموال الليبية ونظام العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا، وخاصة حظر السلاح المفروض على الجيش الوطني الليبي، مما يعيقه عن محاربة الإرهاب والهجرة غير النظامية وحماية حدود ليبيا المترامية، بالإضافة إلى منع العبث من بعض الدول الغربية والتلاعب بالأموال المجمدة وحمايتها من الفساد الذي يمكن أن يلحق بها وفق صفقات مشبوهة، وإبقائها مجمدة حتى تصبح في ليبيا حكومة موحدة ومنتخبة تمثل كل الليبيين".
فهل نجحت دولة الإمارات في وضع الأزمة الليبية على الأجندة الدولية؟
يقول المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، إن دولة الإمارات نجحت -بالطبع- واستطاعت عبر دبلوماسيتها في إيصال رسائلها للمجتمع الدولي بوجوب إنهاء الأزمة بالطرق التي لا تقصي أيًا من الأطراف الليبية الفاعلة على الأرض، على عكس بعض الدول التي ساندت أطرافًا على حساب أطراف أخرى.
وأوضح المهدوي، أن دولة الإمارات قادرة بوجودها في مجلس الأمن على مساندة وجلب الدعم الدولي، لأية حلول، من شأنها إحداث انفراجة في الأزمة الليبية، كونها تملك كل المقومات الأساسية للعب هذا الدور.
دور جاء متكاملا، مع مساعيها لخلق قناة تواصل بين الشرق والغرب، وإزالة كافة العوائق أمام إجراء أي توافق حقيقي ومقبول بين كل هذه الأطراف، رغم محاولة البعض السيطرة عليها.
في السياق نفسه، قال رئيس مجلس التعاون الدولي والعلاقات الدبلوماسية في ليبيا عادل ياسين، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن دولة الإمارات نجحت في وضع أزمة ليبيا على أجندة الاهتمام الدولي، مشيرًا إلى أنها نجحت عبر علاقاتها في مجلس الأمن، في الدفع بالأزمة الليبية إلى الصدارة.
وأوضح ياسين، أن دولة الإمارات، استطاعت دبلوماسيا وسياسيا أن تكون رقما صعبا في المعادلة الليبية؛ فكانت داعمة للجيش الليبي، وللاستقرار في البلد الأفريقي؛ نظرًا لما تتمتع به من علاقات متوازنة ومتزنة في آن بين شرقي وغربي ليبيا، مما كان له أبلغ الأثر في دعم الحل الليبي وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء، وهو ما يفسر الترحيب بدورها في الشرق والغرب.
ماذا يريد الليبيون من الإمارات؟
يقول المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، إن الليبيين يريدون من دولة الإمارات، مساندة لخلق فرصة سياسية محلية لإنهاء الصراع في ليبيا.
بدوره، قال رئيس مجلس التعاون الدولي والعلاقات الدبلوماسية في ليبيا عادل ياسين، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن الليبيين يريدون من دولة الإمارات، مساعدة مجلسي النواب والأعلى للدولة، على الوصول إلى صيغة مشتركة للتفاهم حول القوانين الانتخابية؛ كون ذلك الطريق مفتاح الحل في ليبيا.
وأوضح رئيس مجلس التعاون الدولي، أن دولة الإمارات إذا استطاعت تحقيق اختراق في ذلك الجانب، فإنها قد تكون ضعت لبنة هامة على طريق استقرار ودعم ليبيا.
وأكد ياسين، ضرورة أن تقدم دولة الإمارات يد العون إلى اللجنة الليبية المشتركة (6+6) التي أنهت القوانين الانتخابية حتى الوصول إلى إجراء الانتخابات التي أرجأتها القوة القاهرة.
وكانت دولة الإمارات، قالت في بيان الذي ألقاه المنسق السياسي بالإنابة سعود المزروع، أمام مجلس الأمن يوم الثلاثاء، إن هناك ضرورة ملحة للمضي قدما في توحيد جميع مؤسسات الدولة الحيوية، لتمكين ليبيا من مواجهة التحديات والأخطار المحتملة بشكل أكثر فعالية، خاصة وأن الأوضاع في عدد من دول الجوار قد تهدد بتقويض المكتسبات التي حققتها ليبيا خلال السنوات الأخيرة.
وحثت دولة الإمارات الأطراف الليبيين على خلق بيئة مواتية لعقد الانتخابات، مشددة على ضرورة استمرار المساعي لتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية، وإخراج كافة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة بشكل متزامن، ومرحلي، وتدريجي، ومتوازن.
وكررت دعوتها السابقة لتحييد قطاعي النفط والمال عن الاستقطاب السياسي والحفاظ على وحدتهما ونزاهتهما، مشيرة إلى أنها تدعم جهود المجلس الرئاسي الليبي في تشكيل آلية الرقابة المالية.