"هي والقذافي".. قبلة وزواج وإعدام
تطوقه الروايات حتى بعد رحيله وتلاحقه يومياته المثقلة بعبء السلطة لكن أيضا بتفاصيل تكشف الوجه الآخر لزعيم كان ولا يزال بطل كل الحكايات.
معمر القذافي، الرجل المثير للجدل، والزعيم الذي تشكل حياته نقطة توقف تثير الفضول على الدوام وتفجر تشويقا، لم يغب يوما عن روايات صنعها أو صُنعت حوله.
دعد شرعب، صاحبة كتاب "العقيد وأنا.. حياتي مع القذافي"، تعود للواجهة مجددا لتروي حادثة قالت إنها أفضت إلى إنقاذ سيد قذاف الدم، ابن عم الزعيم الليبي الراحل، وآخرين، من الإعدام.
وفي مقابلة متلفزة مع "روسيا اليوم"، عزت شرعب، والتي تقدم نفسها كسيدة أعمال أردنية، ومستشارة سابقة للقذافي، سر الثقة الكبيرة التي كانت تحظى بها لدى الزعيم الليبي الراحل التي تفوق، كما يظهر في الكتاب، حتى ثقته في أجهزته الأمنية، إلى عدة عوامل منها، أن ثقته معها بنيت مع الوقت.
ولفتت إلى أن القذافي كان يكلفها بمهام هي بمثابة تجربة، وفي كل مرة تنجح فيها، تزيد الثقة.
وعلاوة على ذلك، أشارت هذه السيدة التي عملت عن قرب مع القذافي لأكثر من عشرين عاما، إلى أن القذافي في العموم كان يثق في المرأة أكثر من الرجل، ويفضل التعامل مع المرأة ويثق بها أكثر من الرجال.
كما قالت إن العقيد "كان لا يثق في أجهزته الأمنية نهائيا"، ولذلك كان يستقي المعلومات عن الشارع من الحرس الثوري، وأفراده من ليبيين عاديين بمهن مختلفة كانوا يتفرغون دوريا لحراسته.
قبلة
بالمقابلة نفسها، استعرضت شرعب حكاية لافتة عرّفتها بابن عم القذافي، سيد قذاف الدم، وكيف أنقذته وضباط مقربين آخرين من الإعدام.
وتقول صاحبة كتاب " العقيد وأنا.. حياتي مع القذافي"، إنها في ذلك الوقت كان لديها شركة نفط، وكانت تتولى تسويق ما نسبته 10 % من النفط الليبي، وأن العقيد كان يعلم أنها خبيرة في مجال النفط.
وكان أن استدعاها، حسب روايتها، وسلمها ملفا عن شركة وطلب منها معرفة مكان إيداع أموال بيع النفط لهذه الشركة، هل تعود إلى ليبيا أو تستقر في سويسرا أو أي بلد أجنبي.
شرعب أفادت بأنها لم تكن على علم بما وراء هذا الطلب، وأن العقيد خصص لها طائرة خاصة وأنها سافرت إلى جنيف، وزارت مقر شركة "ترانس كونتينيتال"، وكان يرأسها جزائري اسمه خالد، وآخر ليبي يدعى السنوسي عبد السلام.
مستشارة القذافي لنحو عقدين من الزمن، روت أنها أخذت صور الاعتمادات وتوجهت إلى البنوك وحصلت بطريقتها الخاصة على أدلة بعد 4 أيام للقذافي، بأن الأموال تعود إلى ليبيا وتستقر في حساب كتيبة "الساعدي".
ومضت شرعب تسرد بقية الحادثة، مشيرة إلى أن القذافي حين قرأ تقريرها استغرب وسألها عما إذا كانت متأكدة من هذه المعلومات، وأنها أجابت بالإيجاب وأن هذه المعلومات صادرة عن البنوك "فقام وقبلني.. وقال لي إن شاء الله تبوسي الكعبة".
عرض زواج
تفاجأت شرعب بما حصل، بحسب روايتها، وسألته ما الحكاية؟ فأخبرها بأن ابن عمه سيد قذاف الدم، رئيس كتيبة الساعدي، ومجموعة من الضباط الأحرار بينهم العقيد عبد الكبير ومجموعة مهمة تتكون من سبعة أشخاص بينهم السنوسي عبد السلام، محتجزون في السجن منذ أشهر.
وأضاف -حسب روايتها- أن هؤلاء كانوا سيلاقون حكم الإعدام بتهمة الخيانة العظمى، وذلك لأن التقارير الأمنية التي وصلته من الأمن الخارجي تقول إن سيد قذاف الدم وهؤلاء الضباط يحتفظون بأموال بيع النفط الليبي في سويسرا لعمل انقلاب ضده.
القذافي قال لها: "أنت الآن برأت أعز إنسان على قلبي وهو ابن عمي سيد قذاف الدم"، لافتة إلى أنها في ذلك الوقت لم تكن تعرف سيد قذاف الدم، ولم تسمع به.
شرعب صرّحت بأنها تخوفت من أن يطالها الصراع بين مراكز القوى والأجهزة الأمنية في ليبيا، وأنها في اليوم التالي غادرت البلاد إلى لندن.
الرواية تقول إن اتصالا هاتفيا عبر تحويلات عديدة وصلها بعد عدة أيام وهي في منزلها، وفوجئت شرعب بشخص يقول: "أنا سيد قذاف الدم، وقد قرأت تقريرك وأنت أنقذت حياتي وزملائي من الإعدام. وأنا إنسان لا يملك إلا قلمه وشرفه وأنا أريد الزواج بك ردا للجميل".
وأوضحت أن الزواج لم يتم، معتبرة أن الحادثة تثبت عدم ثقة القذافي في أجهزته الأمنية.