"منزل الأيتام" في درنة.. "العين الإخبارية" تكشف حقيقة "معجزة الإعصار"
أضحى مبنى صمد أمام إعصار دانيال في مدينة درنة الليبية، حديث وسائل التواصل الاجتماعي، حتى لُقِّب بـ"البيت المعجزة".
يقع المنزل الناجي من الإعصار المُدمَّر في منطقة تُسمّى "شرق"، وهي أحدى الأماكن التي جرفها التيار فجعلها ركاماً.
صمود المنزل في وجه الإعصار المميت فتح شهية روّاد الشبكات الاجتماعية لنسج الحكايات حوله ومنها أن صاحبه من المشهود لهم برعاية الأيتام وأن نجاة المبنى بمثابة مكافأة ربانية، فيما نفى آخرون تلك القصة.
"العين الإخبارية" استقصت الأمر، وتواصلت مع الناشطة الحقوقية حنان عيسى، من سُكّان مدينة درنة المنكوبة، التي أكدت بالفعل أن المنزل لا يزال موجوداً، ولم يتأثر بفعل الإعصار المدمر.
ولم تجد حنان مبرراً لبقاء المنزل صامداً دون غيره من المنازل التي تحولت إلى كومة تراب، معتبرة أن الأمر برمته يرجع إلى إرادة الله في هذا الشأن.
الأمر نفسه أكدته الدكتورة إيمان القطروني، إحدى الطبيبات العاملات في مركز بنغازي الطبي، والتي شاركت في حملة إغاثة منكوبي درنة لأيام.
وقالت لـ"العين الإخبارية"، إن "المنزل المعجزة" كان حديث الناجين والمغيثين في درنة كونه نجح في الإفلات من الإعصار المدمر.
واتفقت "القطروني" مع الرأي السابق حول كون السكان يجهلون حتى الآن السبب الحقيقي وراء بقاء هذا المنزل.
"القطروني" نفت ما يتردد عن أن المنزل كان مأوى لرعاية الأيتام، مشيرة إلى أنه مملوك لمواطن يدعى "عيد عيد بودراعة" وكان خارج المنزل وقت حدوث الإعصار.
وأشارت في الوقت نفسه إلى أن هذا الشخص مشهود له فعلاً برعاية شؤون ثلاثة من الأطفال الأيتام، ولذلك ترددت الأقاويل بأن المنزل كان لرعاية الأيتام.
واستطلعت "العين الإخبارية" رأي الخبير الجيولوجي الدكتور عباس شراقي حول الأسباب العلمية لبقاء المنزل، فأجاب: "من الناحية العلمية فإن الأعاصير والمياه المندفعة بطبيعتها لا تهدم المنازل المبنية بأساس خرساني جيد"، غير إن انهيار السدين في درنة واندفاع السيول بقوة جعل الجرف يهدم البيوت التي كانت تفتقر بطبيعتها لجودة الأساسات الإنشائية وتفتقد لشروط السلامة.
وأشار إلى أن التفسير الوحيد لبقاء المنزل صامداً في وجه الطوفان هو أنه أسس بشكل هندسي يتناسب مع "جيولوجيا الأرض" التي يقع عليها، بالإضافة إلى أنه تم تشييده بمواد خرسانية وإنشائية قوية تتحمل المتغيرات المتعلقة بالمنطقة.
واستشهد شراقي في حديثه لـ"العين الإخبارية" بزلزال تركيا المدمر العام في فبراير/شباط الثاني، مؤكداً أن المباني التي أسست على الطراز الحديث نجت من التدمير، وهو ما يفسر صمود "المنزل المعجزة" في درنة.