الطيران الليبي يواصل دك"مرتزقة تشاد" أتباع "الجضران" عميل قطر
الجيش الليبي استهدف المعارضة التشادية المسلحة بضربات جوية أسفرت عن مقتل القيادي التشادي محمد خير، أبرز العناصر الإرهابية بالمنطقة.
يواصل الجيش الوطني الليبي دك معاقل الإرهاب المدعوم من إمارة الإرهاب قطر، في الجنوب الليبي، كما يواصل تضييق الخناق على جماعات "المعارضة المسلحة التشادية" التي تساعد المتطرفين والمليشيات هناك؛ لزعزعة استقرارها مقابل الأموال الغزيرة التي تدفعها الدوحة لهذا الهدف.
وكشفت وسائل إعلام ليبية محلية، السبت، أن رتلا مسلحا تابعا للمعارضة التشادية تعرض فجر اليوم لسلسلة غارات جوية هي الأعنف التي تستهدف هذه الفصائل النشطة فى الجنوب الليبي، منذ أشهر، وتركزت الغارات في جنوبي منطقة "تمسّة" الواقعة شرق منطقة "أم الأرانب" على الطريق المؤدي إلى الحدود مع تشاد .
وتعتبر "المعارضة التشادية" المسلحة المدعومة من قطر رأس الحربة في أي هجوم يستهدف المناطق النفطية الليبية وقواعد الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، بسبب وقوفه بالمرصاد لطموحات تلك الجماعات، وعلاقته الوثيقة بالرئيس التشادي إدريس ديبي.
وفى السياق نفسه، أصدرت هيئة الاستخبارات العسكرية الليبية بيانا اطلعت عليه "العين الإخبارية"، جاء فيه أن الضربات الليبية الجوية المكثفة أسفرت عن مقتل القيادي التشادي محمد خير، والذى يُعد أبرز العناصر الإجرامية والإرهابية بتلك المنطقة.
وعلى صعيد متصل، قال عدد من الخبراء والباحثين السياسيين الليبيين لـ"العين الإخبارية"، إن قطر الممول الأول للإرهاب في ليبيا، مؤكدين أنها "دولة مارقة" تسعى لتدمير البلاد تدميرا شاملا بمساندة ودعم من تركيا، وأن الدعم المادي والعسكري الذي تقدمه للعصابات الإجرامية والمليشيات والعناصر الأجنبية "المرتزقة" من تشاد وغيرها هدفه السيطرة على ثروات ليبيا.
قطر تدمر ليبيا
وقال الدكتور عثمان بركة الباحث السياسي الليبي، إن قطر تنفذ أجندة أعداء ليبيا بكل وضوح، مؤكدا أن أي مشروع يدمر الوطن العربي تجد سياسة قطر هي أداته.
وأضاف بركة لـ"العين الإخبارية" أن المجتمع الدولى يعرف من أين يأتي السلاح إلى ليبيا ليصل لأيادي الإرهابين فيها، ويعرف جيدا أن قطر هي من تقف وراءه، ولكن للأسف راضٍ عن ذلك، لأن دولا كبرى من مصلحتها تدمير ليبيا وإسقاطها في بحر الفوضى، مشيرا إلى أن الجنوب الليبي بات مسرحا لصراع دولي.
وفجر اليوم، السبت، سُمع دوي انفجارات عنيفة، حيث استهدفت الغارات، حسب الإعلام الليبي، عناصر تشادية مسلحة كانت هاربة في اتجاه شمال تشاد من إحدى مناطق الشمال الليبي، حيث كانت تتمركز منذ أشهر عقب مشاركتها فى شهر يوليو/ تموز الماضي فى الهجوم على الموانئ النفطية، برفقة مليشيات الإرهابي الليبي المدعوم من قطر "إبراهيم الجضران".
من جهته، قال عيسى رشوان الخبير السياسي الليبي، إن عدم استقرار الجنوب الليبي، سببه المهربون وعصابات المافيا المدعومة من تركيا وقطر، والتي تعمل على تهريب الوقود والتجارة في كافة أنواع المخدرات، مؤكدا أن تلك العصابات تتبع مافيات دولية عابرة للحدود.
وأكد رشوان في تصريحات لـ" العين الإخبارية" إن سياسيين ليبيين مثل "ناجي مختار" الملقب بـ"ناجي بنزينة" عضو مجلس الدولة الليبي، والذي ينتمي لتنظيم الإخوان الإرهابي، يعملون على تهريب الوقود من ليبيا لإشعال أزمات داخلية تصب في مصلحة أعداء البلاد، مشيرا إلى أن "مافيات" الأتراك وراء ما يحدث بشكل كبير من أجل تدمير شامل لليبيا.
وتتمركز فلول المعارضة التشادية في عدة مناطق جنوب ليبيا، منها جبال تربو وجبال بن غنيمة، ومنطقة "أم الأرانب"، وسلسلة جبال الهروج جنوبي قاعدة الجفرة الجوية.
وتهدف المعارضة التشادية المسلحة بقيادة المتمرد تيمان أرديمى، المقيم في العاصمة القطرية الدوحة، إلى جمع الأموال والأسلحة لاستخدامها ضد الرئيس التشادي في العاصمة أنجامينا.
دعم المعارضة التشادية
فيما قال الباحث السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم، لـ"العين الإخبارية" إن قطر تقف بشكل كبير وراء عمليات تهريب الأسلحة من مناطق في تشاد والنيجر، عبر عناصر المعارضة التشادية، مشددا على ضرورة تجفيف منابع الإرهاب في الجنوب الليبي من أجل استقرار البلاد.
وكانت المعارضة التشادية شنّت، في شهر أغسطس/آب الماضي، هجمات على معسكر للجيش التشادي "معسكر60" الحدودي، وقالت وسائل إعلام محلية هناك إن إرهابيي المعارضة استخدموا الأراضي الليبية لتنفيذ تلك الهجمات.
ومليشيات "الجضران" الإرهابية كانت قد شنَّت هجمات مسلحة، بالتعاون مع عناصر المعارضة التشادية على منطقة "خليج السدرة" في 15 يونيو/حزيران الماضي، للسيطرة على المرافق النفطية ونهب ثروات الليبيين، قبل أن ينسحب منها، وكبَّد ليبيا خسائر بمليارات الدولارات.