خبيران لـ"العين الإخبارية": النفط الليبي كبديل للإيراني وراء سفينة طهران المشبوهة
خبيران في الإرهاب الدولي والملف الليبي يؤكدان أن إيران دعمت المليشيات في طرابلس ومصراتة من أجل استمرار التدهور الأمني
أكد خبيران في الإرهاب الدولي والملف الليبي، في تصريحين منفصلين، أن إيران تورطت في دعم المليشيات المسلحة في طرابلس ومصراتة بالسلاح من أجل استمرار التدهور الأمني وعدم الاستقرار في ليبيا.
وكانت حمولة السفينة الإيرانية "شهر إي كورد" قد أثارت الجدل في الأوساط الليبية بعد رسوها في ميناء مصراتة في 23 أبريل/نيسان الماضي.
وأكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري، في مؤتمر صحفي سابق، أن السفينة الإيرانية التي وصلت إلى ميناء مصراتة مدرجة على قائمة العقوبات الأمريكية لصلتها بالحرس الثوري الإيراني.
وأوضح المسماري أن السفينة الإيرانية متورطة في تهريب أسلحة وذخائر وأن الجيش الليبي يلاحق من يدعم الإرهابيين ويوفر لهم الملاذ الآمن.
اقتصاديات الفوضى
يرى محمد صالح جبريل اللافي، المحلل السياسي الليبي، أن إيران تورطت بشكل مباشر في دعم المليشيات والجماعات الإرهابية في طرابلس ومصراتة لتحقيق مصالح خاصة.
وتابع اللافي في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "إيران استهدفت من دعم المليشيات زيادة أمد المليشيات المتسببة في الفوضى في ليبيا، لتحقيق مصالح اقتصادية من عدم استقرار ليبيا".
وأوضح اللافي أن العقوبات الأمريكية على إيران أدت لتراجع إنتاجها وتصديرها من النفط، إلى مليون برميل يوميا بعد أن كان 2.7 مليون برميل يوميا.
وأردف اللافي "إيران أرادت عرقلة الاستقرار في ليبيا حتى لا تكون بديلا مستقبليا عنها ما قد يسهم في مقدراتهم في رفع العقوبات عنها".
واختتم اللافي بالإشارة إلى أن دعم إيران للجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليس وليد الموقف أو اللحظة، وأن إيران كانت دائما المعبر الآمن للإرهابيين من أفغانستان إلى مختلف دول العالم.
سماسرة الحروب
وفي السياق ذاته، يرى أحمد عطا، الباحث بمنتدى الشرق الأوسط في لندن، أن تركيا وإيران تحاولان لعب دور السمسار في مبيعات السلاح لحكومة الوفاق، وخرق حظر التسليح داخل الأراضي الليبية، موضحا أن إيران وتركيا وقطر قرروا أن يكونوا شركاء مستقبلين في النفط الليبي من خلال دعم حكومة الوفاق والمليشيات المسلحة.
ونوَّه عطا بأن هذه السفينة ليست الأولى من نوعها، إذ سبقتها صفقات أخرى عدة تكتمت عليها حكومة الوفاق، مشيرا إلى السفينة التركية المحملة بالأسلحة استوقفتها البحرية اليونانية قبل توجهها إلى الأراضي الليبية 2018.
وأكد عطا أن السفينة التابعة لشركة خطوط الشحن الإيرانية IRSL تحركت من بلغاريا -أوروبا الشرقية- وعليها ١٤٤ حاوية تحمل صفقة أسلحة خفيفة وثقيلة تم الاتفاق عليها بمعرفة الحرس الثوري الإيراني، وقامت وزارة الدفاع القطرية بسداد ثمن الشحنة كاملة.
وأردف عطا أن الشركة مدرجة على القوائم السوداء من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لعلاقاتها المشبوهة مع الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس.
صور مسربة
وكان نشطاء ليبيون تداولوا الأربعاء مقطعا مصورا لصواريخ في ميناء مصراتة، قالوا إنه كان ضمن حمولة السفينة الإيرانية التي رست بالميناء الخاضع لسيطرة حكومة الوفاق غربي البلاد.
ويقول أحد عناصر المليشيات، خلال المقطع، إن الحمولة بها 100 حاوية ذخيرة و20 ألف صاروخ، موجها تهديدا للقائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.
وأطلق الجيش الوطني في الرابع من أبريل/نيسان الماضي عملية عسكرية باسم "طوفان الكرامة"، لتحرير العاصمة طرابلس من المليشيات والجماعات الإرهابية المدعومة من قبل حكومة الوفاق.
في المقابل، حشدت حكومة الوفاق المليشيات المسلحة والجماعات التابعة لجماعة الإخوان الليبية، للوقوف ضد الجيش الوطني.