"تليجراف": مليشيات طرابلس تعذب المهاجرين لإجبارهم على القتال
المئات من المهاجرين في مراكز الاحتجاز غربي ليبيا يعيشون في ظروف بالغة السوء ويجبرون على القتال مع المليشيات في الخطوط الأمامية للحرب
يعيش المئات من المهاجرين اليائسين في مراكز الاحتجاز غربي ليبيا، في ظروف إنسانية ومعيشية بالغة السوء، ويجبرون على القتال مع المليشيات في الخطوط الأمامية للحرب.
وفي تقرير نشرته صحيفة "صنداي تليجراف" البريطانية، كشفت أن المليشيات التابعة لحكومة الوفاق تعذب اللاجئين والمهاجرين في مراكز الاحتجاز لإجبارهم على القتال، وتستخدمهم كرهائن ودروع بشرية، ما يرقى إلى "جريمة حرب" محتملة، وفقا لمنظمات حقوقية دولية.
واستنادا إلى معلومات أكثر من 10 مصادر تحدثت إليها في 5 مراكز احتجاز في طرابلس، أكدت الصحيفة أن المهاجرين يجبرون على القتال في الخطوط الأمامية ضد قوات المشير خليفة حفتر.
- الجارديان: مليشيا طرابلس تستخدم المهاجرين كدروع بشرية
- "أسواق العبيد" في ليبيا.. عندما يباع البشر بالمزاد
وأوضحت أنهم أجبروا على نقل الذخيرة وتحميل الأسلحة، بينما تم نقل بعضهم إلى قواعد عسكرية على الخطوط الأمامية لدعم المليشيات.
وقال أليك، وهو أحد المحتجزين الذين تحدثوا باسم مستعار، إن المسلحين دخلوا إلى المركز، حيث كان يعيش منذ أكثر من 5 أشهر، وأمروهم بالذهاب معهم.
وأوضح، في مقابلة مع الصحيفة باستخدام هاتف مخفي، أن المهاجرين واللاجئين الآخرين محشورون ومحبوسون مع مئات آخرين، ويأكلون وجبة واحدة فقط في اليوم، والكثير منهم يعانون الضعف والهزال.
وأضاف "أخذونا من السجن، ثم أمرونا (بارتداء) الزي الرسمي"، لافتا إلى أنه "سرعان ما حصل على سلاحه الخاص".
وتابع "أعطونا 4 أسلحة إيه كيه 47 (كلاشينكوف) قاتلنا معهم.. والرب القدير فتح الطريق أمامي، لذلك هربت".
وأشارت الصحيفة إلى أن "أليك" هو مجرد واحد من عشرات اللاجئين والمهاجرين الذين تم نقلهم من مراكز الاحتجاز في ليبيا، وإجبارهم على مساعدة المسلحين التابعين لحكومة طرابلس، ولكنه يعيش الآن في مدينة ليبية أخرى، حيث يخطط لمغادرة البلاد.
وأوضحت أن مراكز الاحتجاز الخمسة "أبوسليم"، "السبع"، "تاجوراء"، "طريق السكة"، و"عين زارة" الفارغ حاليا تشرف عليها ظاهريا الإدارة الليبية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، على الرغم من أن الكثير منها في الواقع تديره المليشيات.
وذكرت أنه في مركز "سبع" للاحتجاز، الذي يقع مباشرة بجانب قاعدة عسكرية، قال العديد من المحتجزين إن المسلحين يختارون المزيد من الأشخاص كل بضعة أيام، حيث قال إريتري يعيش هناك "في كل مرة تأتي شاحنة وتأخذ العمال".
وأشار إلى أنه بينما يذهب معظمهم رغم إراداتهم بعضهم يذهب بسبب نفاد أموالهم، حيث توقفت السلطات الليبية عن توفير الغذاء، و"إنهم يقدمون لهم (وجبة) بعد العمل".
وفي "أبوسالم"، مركز اعتقال آخر على الخطوط الأمامية، قال المحتجزون إنهم تم عزلهم وضربهم بأنابيب معدنية وعصي بعد رفضهم الذهاب مع المسلحين.
في السياق، قالت ماجدالينا مغربي، نائبة مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "العفو الدولية": "تعرض المهاجرون واللاجئون المحتجزون في ليبيا بالفعل لأكبر خطر جراء النزاع الجاري، لذا فإن هذه التقارير مزعجة بشكل لا يصدق".
وأضافت أن "إكراه المهاجرين واللاجئين على حمل الأسلحة والذخيرة ربما يصل في بعض الحالات إلى معاملة المدنيين كدروع بشرية أو كرهائن، ما قد يصل إلى حد جريمة الحرب".
وتابعت "يجب التحقيق في هذه التقارير بشكل كامل، وإذا تم التحقق منها يقدم الجناة إلى العدالة".
aXA6IDE4LjIyMi4xNjQuMTc2IA== جزيرة ام اند امز