قوات من مصراتة تتحرك شرقا.. مخاوف من الصدام في ليبيا
تحركت قوات ما يعرف بـ"شعبة الاحتياط بقوة مكافحة الإرهاب" في مصراتة شرقا، في خطوة تنذر بصدامات محتملة.
وأصدر آمر شعبة الاحتياط بقوة مكافحة الإرهاب، مختار الجحاوي، تعليماته بتحرك مفارز من القوة، بالتنسيق مع جهاز مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، نحو منطقة أبوقرين والمناطق المحيطة بها (غرب مدينة سرت)، وفقا لبيان رسمي.
وقالت الشعبة في بيانها إن هذا التحرك يهدف إلى تعزيز الجاهزية ورفع مستوى الاستعداد العسكري بما يضمن أداء الواجبات الأمنية وحماية المواطنين وإرساء الاستقرار والتعامل مع المخالفين للقانون بكل حزم.
غير أن مراقبين رأوا في هذا التحرك مؤشر توتر جديد قرب خطوط التماس، لا سيما أن المنطقة تُعدّ جزءا من نطاق سرت – الجفرة، التي تحظر فيها الاتفاقات الأممية أي تحركات عسكرية من شأنها تهديد الهدنة أو تغيير الوضع القائم.
اتفاق جنيف
وينص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر/تشرين الأول 2020 بجنيف على وقف شامل لكل العمليات العسكرية ومنع إرسال تعزيزات أو تحريك قوات باتجاه خطوط التماس داخل منطقة سرت – الجفرة، باعتبارها منطقة عازلة لضمان استمرار الهدنة الهشة.
ويرى متابعون أن التحركات الأخيرة، وإن صُنّفت رسميًا في إطار مهام أمنية، قد تزيد من الهواجس بشأن احتمال انزلاق الأوضاع إلى مواجهات جديدة ما لم تُجرَ معالجة عاجلة عبر القنوات الأمنية والسياسية المشتركة.

مشهد أكثر تعقيدا
وتأتي هذه التطورات وسط مشهد سياسي منقسم، مع وجود حكومتين متوازيتين في الشرق والغرب، ومؤسسات تشريعية وتنفيذية متنازعة الصلاحيات.
وزاد من حدة الخلاف إعلان المجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة ورئيس حكومة الوحدة الوطنية تشكيل ما يعرف بهيئة الرئاسات الثلاث، وهي خطوة اعتبرتها أطراف عدة "مخالفة دستوريا وقانونيا"، ما دفع الحكومة الليبية في الشرق إلى التلويح بخيار الحكم الذاتي إذا استمر هذا المسار وعدم الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية.
تحريض
وفي غضون ذلك، سجّل مراقبون تصاعدا في الخطابات التحريضية، حيث وجّه المفتي السابق المقرب من تيار الإخوان في ليبيا الصادق الغرياني انتقادات شديدة للقيادات والشخصيات من المنطقة الغربية التي تتواصل مع الشرق، معتبرًا أن هذه اللقاءات "ممالأة للظالمين"، ومصدرا فتاوى تُقوّض جهود الحوار الوطني، بحسب تعبيره.
ورغم إعلان بعثة الأمم المتحدة، في 12 أغسطس/آب الماضي، عن خطة لإعادة توحيد السلطة التنفيذية وتمهيد الطريق نحو الانتخابات، فإن التقدم ما يزال محدودا، مع استمرار الخلافات بين الأجسام السياسية وتوزع المؤسسات بين الشرق والغرب.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTMg جزيرة ام اند امز