ليبيا.. جرائم المليشيات ورسائل الانتخابات
تستمر جرائم مليشيات طرابلس ضد الليبيين وقيادات العاصمة، في انتهاكات مستمرة، ترسخ تردي الأوضاع الأمنية غرب البلاد.
وخلال أقل من أسبوع اقتحمت المليشيات منازل واختطفت عددا كبيرا من القادة والرموز بالعاصمة طرابلس.
واليوم الثلاثاء، أعلنت منطقة طرابلس العسكرية اقتحام مليشيات ما يعرف بـ 444 منزل خليفة أبوناب آمر ما يعرف بـ"اللواء الرابع مشاة" التابع للمنطقة العسكرية في طرابلس كما قامت بترويع عائلته.
والخميس الماضي اقتحمت مليشيات بالعاصمة الليبية منزل آمر منطقة طرابلس العسكرية عبدالباسط مروان، من قبل مجموعة مسلحة تابعة لمليشيا "444 قتال" بناء على تعليمات من آمرها محمود حمزة في محاولة للقبض عليه.
ابتزاز المسؤولين
والأحد، اختطفت مليشيات العاصمة الليبية طرابلس "أبوالقاسم شنقير" عضو مجلس ادارة "المؤسسة الوطنية للنفط" بمطار معيتيقة أثناء عودته من خارج البلاد رفقة أسرته بطريقة تعسفية خارج إطار القانون.
ووصفت المؤسسة في بيان لها إن اختطاف شنقير جاء "في إطار الحرب الممنهجة التي يشنها تحالف كبير جمع بين بعض المليشيات والمهربين وبعض الشخصيات الفاسدة من السياسيين وبعض المؤدلجين وأصحاب المصلحة المشتركة ضد المؤسسة الوطنية للنفط، في محاولة ابتزازها واختراقها وتسيسها.
تصفية الحسابات
ويقول محمد جبريل اللافي الحقوقي والسياسي الليبي إن المليشيات تحاول تصفية حساباتها والضغط على المسؤولين في العاصمة طرابلس لعدة أسباب من بينها تعمد إظهار العاصمة في وضع أمني مضطرب ما يستحيل معه إجراء الانتخابات في موعدها.
وتابع اللافي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن المليشيات تختطف وتضغط على كل من يختلف معها وإن كانوا من نفس التوجه السياسي كرسالة إلى الجميع أنهم وحدهم من بيدهم الأمر في العاصمة.
وأردف اللافي أن هذه المليشيات سجلها الإجرامي بات حافلا ومرفوضا من كافة الليبيين، وهو ما يؤكد أهمية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وحل المليشيات بسرعة، ونزع سلاحها وإخراجها من العاصمة.
رسائل الانتخابات
ويقول الحقوقي والسياسي الليبي عبدالله الخفيفي إن الأزمة الليبية في المقام الأول أزمة أمنية وأن الخطوات في المسارين الآخرين السياسي والاقتصادي وإن كانا مهمين فإنهما ليسا بقدر أهمية المسار الأمني الذي يجب حسمه سريعا.
وتابع في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن عملية إخراج المليشيات من العاصمة ونزع سلاحها وحلها لا تقل أهمية عن إخراج المرتزقة الأجانب.
ونوه إلى أن هذه المليشيات التي لا تحترم التراتبية ولا تعترف بها ولا تعترف إلا بقيادتها المباشرة ترسل رسالة للجميع على أنها قادرة على الانقلاب على الانتخابات كما تنقلب على قيادتها وهم جميعا من نفس التوجه السياسي فما بال لو جاء رئيس من توجه آخر.
الأزمة الأمنية
وتستمر مليشيات العاصمة الليبية طرابلس في ارتكاب جرائمها ضد الناشطين السياسيين والاجتماعيين غربي البلاد وسط إدانات دولية واسعة.
ولا تزال معضلة المليشيات تواجه الدولة الليبية خاصة مع تلقي الأولى دعما من بعض الدول الإقليمية والدولية رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار والاتفاق السياسي القاضي بحل المليشيات ونزع سلاحها.
وأمس الأربعاء، أعلن وزير الرياضة بحكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالشفيع الجويفي، اقتحام مليشيات مسلحة مقر الوزارة في العاصمة طرابلس، والاعتداء على العاملين بالسلاح وترويعهم.
وتقع العاصمة طرابلس أسيرة لأكثر من 35 مليشيا رئيسية، إضافة إلى عدد من المليشيات الصغيرة والتنظيمات الإرهابية المسلحة التابعة لمصراتة والزاوية، علاوة على تشكيلات مسلحة من المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا لدعم السراج.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا على ضرورة نزع سلاح المليشيات وإخراجها من المدن وحلها وإعادة تأهيلها ودمج منتسبيها بشكل فردي.