باحث ليبي يحدد شرط نجاح "ملتقى الحوار" في تونس
قال الباحث الليبي المقيم في تونس عز الدين عقيل إن شرط نجاح ملتقى الحوار الليبي يتمثل في التوافق على نزع سلاح أمراء الحرب.
تصريحات عقيل لـ"العين الإخبارية" تأتي قبل ساعات من انطلاق الملتقى الذي تحتضنه تونس اليوم الإثنين بحضور 75 شخصية ليبية وبرعاية أممية.
وأشار الباحث الليبي إلى أن أي تحرك في اتجاه السلام سيظل شكليا إذا لم تنضج العناصر الميدانية لجعله ممكنا وعلى رأس هذه العناصر نزع سلاح المليشيات.
وتسيطر على العاصمة الليبية طرابلس مليشيات إرهابية تحمي بقوة السلاح حكومة غير دستورية يقودها فايز السراج.
وانتقد عقيل أداء مبعوثة السلام الأممية إلى ليبيا ستيفاني وليامز خلال تواجدها في ليبيا وخلال عملية تحضيرها للقاء السبيل الليبي في تونس.
وتوقع عقيل إقالة المبعوثة الأممية ستيفاني في الفترة القادمة، قائلا إن حظوظ نجاح اجتماع تونس تبدو ضعيفة خاصة وأن السياق الدولي لم ينضج بالشكل الكامل تجاه ليبيا.
وعن التدخلات الأجنبية في ليبيا، أكد عقيل أن التحولات الطارئة على الإدارة الأمريكية مع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض سينحصر الدور التركي من ليبيا وفق قاعدة التقارب بين الاتحاد الأوروبي والرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية.
وبخصوص الشخصيات التي ستجتمع اليوم في أحد النزل بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس، أكد أن هناك بعض الأشخاص الذين تمت دعوتهم هم محل استغراب لعدم وجود معايير مقنعة لدعوتهم.
واعتبر أنه من الضروري أن تلتقي الشخصيات المعنية بالحوار السياسي الليبي للدفع بالحل إلى أفقه المطلوب، معتبرًا أن بعض الوجوه السياسية الناشطة حاليًا ضمن ما يسمى بالشرعية الدولية جعلوا من ليبيا دولة "مليشياوية".
وسيلتقي في تونس 75 طرفا، 13 منهم من مجلس الدولة، و13من برلمان طبرق (الشرعي)، مؤكدا أن البقية تم اختيارهم من قبل بعثة الأمم المتحدة بطريقة عشوائية ولا يمثلون القبائل الليبية في أغلبهم.
وتوقع أن الحل الوحيد للاجتماع هو الاتفاق على مركزة السلطة في ليبيا ضمن قانون يقضي على تواجد المليشيات بشكل نهائي واعتماد منطق عقلاني في إدارة البلاد يضمن لها السيادة على ثرواتها.
وقال إن الفرقاء الليبيين، ليس أمامهم سوى القبول بما سيقدم لهم من حلول من قبل القوى الدولية، معتبرًا ضمن هذا المنهج أن تغييب القيادات البارزة (عناصر الصراع الأساسية بين الشرق الليبي وغربه) من حوار تونس هو دليل على أن المجتمع الدولي يريد التخلص منهم.
وعن الدور التونسي الدولة المضيفة، أكد أن الأطراف العقلانية في ليبيا تأمل كثيرا من مساعدة الرئيس التونسي قيس سعيد على إنجاح هذا اللقاء وتقديم التعاون اللوجستي الضروري لتقريب وجهات النظر.
ومن المنتظر أن يفتتح الحوار الليبي الليبي الرئيس التونسي قيس سعيد، بحضور عدد من الشخصيات السياسية التونسية والمدنية الذين تمت دعوتهم لحضور فعاليات الحوار الليبي.
وكانت ستيفاني وليامز، مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالنيابة قد أعلنت في مؤتمر صحفي مساء الأحد أنها تسعى لإطلاق حوار سياسي ليبي ليبي من أجل تحقيق المصالحة الوطنية بين كافة الليبيين.
وشددت ويليامز على ضرورة أن تكون مخرجات برلين وغيرها من المسارات الإطار للحوار السياسي الليبي.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن الـ 75 مشاركا في الحوار يمثلون القوى الليبية المختلفة، مشيرة إلى أن اللجنة العسكرية هي من ستشرف على خروج المقاتلين الأجانب والمرتزقة، وستكون هي اللجنة الرئيسية وسيتم إدراج قوات وزارتي داخلية الغرب والشرق لتأمين المنطقة الممتدة من سرت إلى الجفرة.
وتوصلت لجنة عسكرية ليبية الشهر الماضي في جنيف إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار برعاية أممية تضمنت توحيد الجيش الليبي وإخراج المرتزقة من البلاد.
ودفعت تركيا بآلاف المرتزقة إلى ليبيا لدعم مليشيات حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج ما عقد الأزمة الليبية المشتعلة منذ نحو عقد.