كيف حولت قطر ليبيا إلى مقر لنشر الفوضى بالمنطقة؟
قطر زرعت معسكرات لإرهابيين داخل ليبيا بمساعدة تنظيم الإخوان الإرهابي
اتهم القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر منذ يومين دولة قطر، بتمويل جماعات إرهابية تحارب الجيش الليبي.
وقال بيان صادر عن القيادة العامة للجيش، إن هناك عناصر أجنبية من جنسيات مختلفة، دخلت ليبيا بطرق غير شرعية بمساعدة قطر وبتأمين من جماعة الإخوان الإرهابية، وأنها تلقت تدريبات بإشراف قطري.
إلا أن الدور القطري في ليبيا كان أكثر من ذلك بكثير، فالأسلحة التي وصلت لأيدي متطرفي تنظيم الإخوان والأموال التي ضخت كانت كفيلة بأن تجعل هذه المليشيات دولة داخل الدولة.
فبعد سقوط نظام معمر القذافي بدأت قطر في دورها المشبوه للسيطرة على مراكز اتخاذ القرار في ليبيا، من أجل ضمان أن تكون ليبيا نقطة هادئة لتدريب الإرهابيين والمتطرفين لتوريدهم للدول التي تختلف معهم سياسيا.
قطر وإخوان ليبيا يد بيد بعد الثورة
بعد سقوط نظام القذافي تولى إدارة البلاد المجلس الانتقالي الليبي، قبل أول انتخابات تشريعية تقام في ليبيا حينها، حيث استضافت قطر بعض أعضاء المجلس الذي عرف عنهم أنهم موالون لتنظيم الإخوان وتنظيم القاعدة.
وفي هذا الوقت استعانت قطر ببعض قيادات التنظيم الدولي حتى تكون شاهدة على هذا التحالف واعتماد ليبيا مركزا لتحريك جماعات تساهم في أي صراع سياسي أو ديني في أي منطقة بالعالم.
وبالفعل نجح الاتفاق وكان علي الصلابي القيادي الإخواني وعبد الحكيم بلحاج حينها هم الأساس الذي قررت قطر الاعتماد عليهم في تجهيز معسكرات داخل الصحراء الليبية لتدريب العناصر الأجنبية التي تحدث عنهم المشير خليفة حفتر مؤخرا واتهم قطر بأنها تدعمها.
وكان من ضمن شروط الاتفاق سيطرة تنظيم الإخوان على مطارات في ليبيا تضمن لقطر سهولة توريد الإرهابيين والأموال، فوقع الاختيار على مطار مصراتة الدولي حيث كانت مدينة مصراتة هي المدينة الوحيدة التي تقع تحت سيطرة الإخوان بالكامل في ليبيا.
وفي هذا الحين دعمت قطر مدينة مصراتة بمنظومة دفاع جوي متطورة أشرف على تركيبها ضباط قطريون لحماية المطار وميناء مصراتة من أي هجمات قد تقع على هذه المدينة.
كما اتفقت قطر مع الوفد الذي زارها على تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم في الانتخابات البرلمانية التي عقدت بعد موت القذافي، ومساعدتهم في القضاء على القبائل التي أيدت القذافي أثناء الحرب حتى تكون الساحة خالية أمامهم تماما والقضاء على أي معارضة قد يجودها.
بدء تنفيذ الاتفاق الفوضوي في ليبيا
وبعد عودتهم من قطر دخل الاتفاق حيز التنفيذ، فكانت البداية إرسال طائرة محملة بأموال لإنشاء معسكرات إرهابية، تلتها طائرة أخرى محملة بأسلحة خفيفة وثقيلة لدعم المليشيات وطائرة أخرى على متنها ضباط قطريون يشرفون على تركيب منظومة دفاع جوي للمدينة.
وبدأ الصلابي وبلحاج تكوين مليشيات قوية داخل مدينة مصراتة حتى تكون نقطة انطلاق أولا للسيطرة على المدن الليبية ومن بعدها تأمين المعسكرات التي طلبتها قطر منهم لتدريب الإرهابيين بعيد عن أعين الشعب الليبي.
وفي هذه الأثناء انطلقت الانتخابات الليبية، وتزامن مع انطلاقها إنشاء قناة فضائية باسم قناة النبأ وكان يديرها قيادي بالتنظيم، حيث كان الهدف منها دعم الإخوان وتوابعهم.
وحققت هذه القناة ما تريده واستطاع تنظيم الإخوان بالفعل الفوز بهذه الانتخابات بفضل هذه القناة والأموال التي دفعت لهم.
وبعد مرور جلسات اختيار رئيس (المؤتمر الوطني الليبي) ونوابه، اتخذ الإخوان أول قرار وهو اعتماد مليشيا درع الوسطى الحامي الأساسي للمؤتمر الوطني وذلك لإعطائه شرعية لدخول العاصمة الليبية طرابلس، وبهذا أنشئ أول معسكر تريده قطر داخل العاصمة طرابلس.
أم ثاني القرارات كانت للقضاء على عائلات وقبائل كان معروفا عنها تأييدها للقذافي وهو القرار رقم 7 الذي دخلت مليشيات مصراتة بمقتضاه مدينة بني وليد وقتلت العشرات وشردت المئات وأسرت معظم رجال المدينة.
وامتدت هذه الحرب إلى بعض المدن الأخرى بحجة القضاء على رجال القذافي ومؤيديه، إلا أنه في النهاية اتضح أن دخولهم لهذه المدن كان الهدف منه تأمين معسكرات لإرهابيين تنوي قطر إرسالهم إلى ليبيا لتلقي التدريبات اللازمة.
ولعل مدينة بنغازي هي أكبر المدن الشاهدة على ما فعله رجال قطر بها قبل أن يطلق المشير خليفة حفتر حملة للقضاء عليهم، حيث تمركزت داخلها ثلاثة معسكرات هم كتيبة راف الله الساحتي معسكر 17 فبراير ومعسكر قوات الردع.
وفي هذه الأثناء أرسل تنظيم الإخوان أيضا حملة عسكرية على مدينة سرت الليبية التي ولد فيها القذافي واستطاعت دخول المدينة وانشئت هناك معسكرات لاستقبال المليشيات الإرهابية.
وبهذا تكون مصراتة وتنظيم الإخوان الإرهابي قد وفروا معسكرات لقطر داخل طرابلس وبنغازي ومصراتة وسرت.
وعمت الفوضى في هذه المدن، وخلال هذه الفترة انتشرت تقارير عالمية أن هناك إرهابيين يقاتلوا في الدول التي تشهد نزاعات داخلية تدربوا في ليبيا.
وفي الانتخابات التشريعية التي تلت الانتخابات الأولى كان الشعب الليبي قد سئم من أفعال الإخوان وأسقطهم في هذه الانتخابات، لتأمر قطر إرهابييها في ليبيا بفعل أي شيء لوقف انعقاد مجلس النواب الجديد وعدم دخوله المنطقة الغربية التي تعتبر ملاذا آمنا لمعسكرات إرهابييها.
وبالفعل شن تنظيم الإخوان الإرهابي حربا موسعة لفرض سيطرته على الغرب الليبي والقضاء على أي جهة معارضة لهم.
واستطاع التنظيم بمساعدة هذه المليشيات الإرهابية التي زرعتها قطر السيطرة على الغرب الليبي بالكامل، بل قامت المعسكرات الموجودة في بنغازي بشن حرب على معسكرات الصاعقة هناك وطردتهم من المدينة.
حرب الكرامة وعودة الشرق الليبي رغم أنف قطر
إلا أن المشير خليفة حفتر في هذه الأثناء كان قد أعد قوة في الشرق الليبي بمساعدة بعض القبائل وأطلق عملية الكرامة الليبية.
واستطاع القضاء على ثلاثة المعسكرات الرئيسية المتمركزة في بنغازي، وعاد الشرق من جديد للجيش الليبي، بالرغم من أن قطر تدعم حتى الآن جماعات وعناصر تقاتل الجيش الليبي في الشرق.
إلا أن الغرب الليبي حتى الآن يعاني من ويلات معسكرات قطر الإرهابية حتى الآن.