في السياسة، "الباب الدّوار" هو انتقال الشخص بين أدوار المشرعين والمنظمين.. والمعاملات والآراء تنتقل من باب لباب دون أن تجد لها حلاً..! هكذا القضية الليبية، وما أكثر أبواب الأمم المتحدة ودهاليزها..!
تتمتع ليبيا بأهمية استثنائية، كونها تملك شاطئاً على الأبيض المتوسط هو الأطول في أفريقيا "1770 كم"، وتحتوي أرضُها على ثروات طبيعية ضخمة، لا سيما في مجال الطاقة والبترول.. ويصحب ذلك شغف كبير لدى الشعب الليبي بأن يسود بلادَه الأمنُ والوئام والسلام وأن تتحرك عجلة الاقتصاد فيها لتعويض أربعة عقود مظلمة من الحكم الديكتاتوري.
ومع تغير الوضع الجيوسياسي على الضفة الجنوبية للأبيض المتوسط، وبروز تحديات جديدة في سياق تشكل النظام الدولي.. تتجه أنظار العالم اليوم إلى ليبيا لمتابعة تطوراتها، خصوصاً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي المجاورة، وكل من روسيا ومصر وتركيا.
وفي سياق اهتمام الولايات المتحدة، شدّد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ونظيرته الليبية، نجلاء المنقوش، يوم 8 يوليو الحالي، على التنفيذ الكامل لاتفاق 23 أكتوبر 2020 لوقف إطلاق النار، بما في ذلك الانسحاب الفوري لجميع القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.
وأبدى "بلينكن" التزام واشنطن بزيادة المشاركة الدبلوماسية لدعم التقدم في ليبيا، وشدد على أهمية ضمان إجراء الانتخابات الوطنية في ديسمبر 2021.
ويشكل وجود المرتزقة، الذين جاءت بهم تركيا، عقبةً حقيقية أمام إعادة الاستقرار في ليبيا.
وفي السياق ذاته، ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، يوم 7 يونيو الماضي، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عرض على نظيره الأمريكي، جو بايدن، خطة من أجل إخراج المرتزقة من ليبيا.
وأوردت المجلة أنها اطلعت على الخطة الفرنسية، موضحة أنها تراهنُ على تنفيذ هذه المهمة في جدول زمني من ستة أشهر.
وقد تلقّى المسار السياسي الليبي، الهادف لإعادة الاستقرار في البلاد، ضربة جديدةً بعدما فشلت لجنة الحوار السياسي في جينيف في جولتها التفاوضية الأخيرة في الاتفاق على القاعدة الدستورية للانتخابات البرلمانية والرئاسية المزمع عقدها في 24 ديسمبر المقبل، فيما يملك مجلس النواب طوق النجاة لإنقاذ البلاد من الرجوع إلى المربع الأول.
وهو ما أثار استهجان الشارع الليبي، الذي كان يعقد آمالاً كبيرة على إتمام الاستحقاق الانتخابي وانتهاء المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد منذ عام 2011.
وبدوره طالب عارف النايض، رئيس تكتل "إحياء ليبيا"، "يان كوبيش"، المبعوث الأممي لدى ليبيا، بمنع أي محاولات لرئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة ومساعديه لعرقلة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المباشرة في موعدها المحدد.
وشرح "النايض" في خطاب وجهه إلى "كوبيش"، ست نقاط ترتكز عليها خطته لإتمام الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر المقبل ومنع عرقلتها مثلما تريد جماعة "الإخوان"، لعلم أنصارها من الخبرات السابقة لكل الانتخابات التي أُجريت في ليبيا منذ 2011 أن نتائج الانتخابات القادمة ستفضح وزنهم الحقيقي، إذ ليس لديهم حاضنة شعبية ولا عمق انتخابي.
وتعويضاً عن ذلك يلجؤون لأسلوب الفوضى بغية تخريب العملية السياسية، كما هو حاصل في تونس، حيث تعرضوا لخسارة كبيرة.
كما دعا "النايض" إلى فتح تحقيق شامل للنظر في الأساليب التي اتبعها المعرقلون للانتخابات واستطاعوا من خلالها "تخريب" جلسات ملتقى الحوار السياسي الأخيرة، وذلك بطرح مقترحات مخالفة للقانون الدولي والإجماع المحلي والعالمي تنال من قطعية التاريخ المحدد لعقد الانتخابات، مطالباً بنقل صلاحيات "الدبيبة" التنفيذية إلى نائبه لحين انتهاء التحقيقات وصدور نتائجها.
وطرح "النايض" حلاً بديلاً لاعتماد قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات، وذلك بتفعيل صلاحيات رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، وفي حال تعذر هذا الإجراء يمكن حث مجلس الأمن على اعتمادها خلال جلسته المقبلة.
نقلا عن الاتحاد الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة