خبراء لـ"العين": روسيا تدخل ليبيا من بوابة تسليح الجيش
رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، يجري زيارة إلى موسكو تمتد ثلاثة أيام.
يجري رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، زيارة إلى موسكو تمتد ثلاثة أيام يلتقي خلالها بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ويلقي كلمة داخل مجلس الدوما الروسي يتبعها مؤتمر صحفي يجمعه بنظيره الروسي.
وكان القائد العام للجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر زار موسكو مرتين خلال العام الجاري، أجرى خلالها محادثات مع المسؤولين الروس للحصول على مساعدات عسكرية في قتاله ضد الميلشيات الإرهابية.
من جانبه قال أحمد الفيتوري، رئيس تحرير جريدة ميادين الليبية، إنه بالنسبة للعلاقات الليبية الروسية الليبية فقد بدأت في العهد الملكي، وامتدت لحوالي ستين سنة منذ عهد الملكية و ليس هناك جديد لكن الجديد في الأمر أن ليبيا وجود أزمة حقيقية في ليبيا وأن هناك حربا دائرة ضد الإرهاب والميلشيات.
وأضاف الفيتوري في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن روسيا منذ قرار 1973 لعام 2011 وعلى الرغم من عدم رفضها وبعض الدول الأخرى للقرار، فقد اكتفت بالامتناع عن التصويت وتركت أمر تنفيذ القرار لدول الأمم المتحدة الأخرى، و أعرب رئيس وزرائها صراحة أن موسكو لا تعتبر القرار خاطئا وهي تسعى لحماية مدنيّي ليبيا، مما جعلها توافق على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1970 هو الآخر، لكنها مع ذلك لن تشارك بقواتها في الحملة العسكرية ضد ليبيا، مشيرا إلى أنها اتخذت جانب الحياد وهذا يعتبر غير معتاد بالنسبة لسياساتها المتبعة.
وأوضح أن منذ القرار الأممي، أصبحت الأزمة الليبية في تصاعد مستمر واتخذت منحنى الصراع بين الميلشيات الإسلامية والجيش الوطني الليبي لتسيطر الأولى على طرابلس ولم يتضح أي دور رئيسي لروسيا في هذا التوقيت، لتعود ليبيا وتصبح جزءا من اهتمامات موسكو كبلورة لدورها الإمبريالي في سوريا وتدخلاتها في سياسة العديد من الدول، مرجحا أن ذلك قد يكون دافعا لروسيا بوتين في محاولة لاستعادة الإمبراطورية الروسية.
وأشار إلى أن الليبيين الذين يعانون من الإرهاب في المنطقة الشرقية ليس أمامهم خيارا آخر من أجل الحصول على مساعدات دولية، حيث إن الإرهاب يحيط بهم من جميع الجهات من خلال الجماعات المتطرفة، بالتزامن مع قرار حظر الأسلحة عن الجيش الوطني الليبي والظروف الصعبة التي يعيشها الجنوب الليبي.
فيما قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن الزيارات المتبادلة بين القيادات الليبية على الأصعدة المختلفة سواء كانت عسكرية يمثلها المشير خليفة حفتر أو سياسية عبر المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، تهدف إلى التسليح لاسيما وأن الجيش الوطني الليبي يتدرب على الأسلحة الروسية وعظم الأسلحة التي كان يستخدمها الجيش الليبي في عهد معمر القذافي قبل الثورة الليبية كانت روسية قبل الانفتاح على التسليح الإيطالي في عهد رئيس الوزراء سيلفيو بيرلسكوني.
وأضاف حسن، في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن التدخل الروسي في ليبيا لن يكون مماثلا لما تقوم به موسكو في دمشق، حيث إن روسيا لديها قاعدة "طرطوس" البحرية، والتي تعتبر مركز الإمداد المادي والتقني الروسي، ونشرت منظومة "إس 300" في طرطوس لحماية العسكريين الروس في سوريا ولهذا فموسكو تعتبرها الأهم ليدها في البحر المتوسط في مقابل القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج، وتمتلك أيضا قاعدة حميمم الواقعة جنوب شرق مدينة اللاذقية والتي استخدمتها روسيا القاعدة لتنفيذ مهام قتالية ضد المعارضة السورية، وبعد مرور عام على التواجد الروسي أعلنت عزمها توسيع القاعدة العسكرية بغرض تحويلها إلى قاعدة جوية عسكرية مجهزة بشكل متكامل.
وتوقع أنه، بعد تسلم الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، ستشهد تلك الفترة تعاوناً مع الجانب الروسي في حل بعض الصراعات في المنطقة، حيث إن الولايات المتحدة الأمريكية لديها القدرة على إقناع بعض الدول التي لديها تدخلات في سوريا التي تمر بصراع للقوى الإقليمية على العكس من الوضع في ليبيا.
aXA6IDMuMTM3LjE2Mi4yMSA=
جزيرة ام اند امز