كشف الصواريخ التي سقطت على مدينة غريان الليبية العلاقة الوثيقة بين حكومة الوفق التي يقودها فايز السراج وقطر.
لا يمر يوم إلا وتنكشف فيه تفاصيل مؤامرة قطرية هنا أو هناك، لا لشيء إلا لزعزعة استقرار المنطقة وبث الفوضى والتناحر بين أبناء الوطن الواحد.
وفي ليبيا لم يتوقف تنظيم الحمدين عند مد المليشيات الإرهابية بالمقاتلين والسلاح، بل ذهب لما هو أبعد من ذلك بكثير لشراء الذمم والمواقف الدولية لتشويه صورة الجيش الوطني الليبي.
موقع (أفريكا إنتليجنس) الصادر من فرنسا، والمقرب من الاستخبارات الغربية، قدم دليلا جديداً على تورط قطر وحكومة الوفاق في طرابلس، برئاسة فائز السراج، في واقعة العثور على صواريخ (جافلين) الأمريكية في مدينة غريان جنوب العاصمة الليبية.. فكيف بدأت هذه المؤامرة؟
علاقة مشبوهة تجمع بين فائز السراج ومايكل سولمان الشريك في شركة ميركوري للشؤون العامة للضغط، بدأت في أبريل 2019 حين تعاقد السراج مع الشركة الأمريكية بهدف محاولة تغيير موقف البيت الأبيض تجاه الجيش الوطني الليبي.
ومعروف عن شركة ميركوري، ارتباطها الوثيق بتنظيم الحمدين، إذ تعمل باستماتة لتحسن صورة الدوحة ومحو صفة الإرهاب اللصيقة باسمها.
ولكن كم يدفع السراج للشركة الأمريكية مقابل تشويه الجيش الوطني الليبي؟
150 ألف دولار شهرياً ضمن عقد سنوي قيمته 1.8 مليون دولار، تدفع من خزينة البنك المركزي الليبي، حسب ما أكدته صحيفة (بوليتيكو) الأمريكية، في 16 مايو 2019.
كل هذه الأموال الطائلة تكشفت حقيقتها بعدما دست مليشيات طرابلس 3 صواريخ أمريكية في مخزن تابع للجيش الوطني الليبي في "غريان" بمساعدة قطرية تركية.
تلك المؤامرة الدنيئة أثيرت للتغطية على جرائم حرب ارتكبتها مليشيات حكومة الوفاق الإخونجية حين اقتحمت غريان الواقعة على بعد 100 كلم جنوب طرابلس بغطاء جوي تركي، وقتلت العشرات من مصابي الجيش الوطني الليبي بمشاركة مرتزقة تشاديين.
مؤامرة تؤكد أن توظيف المال القطري لتمكين الإرهاب من ليبيا أمر لا ينتهي، لكنها تفضح في الوقت ذاته رشاوى تنظيم الحمدين التي امتدت إلى مراكز القرار الدولية.
محاولات قطرية مستميتة لتعطيل زحف الجيش الوطني الليبي نحو تحرير العاصمة طرابلس من المليشيات المسلحة، محاولات لا تعدو كونها أكثر من سراب يحسبه أمير دوحة الإرهاب ماء.