مقابر جماعية في سرت الليبية.. و3 معطيات حول الفاعل
عثرت السلطات المحلية في مدينة سرت الليبية، الأحد، على مقابر جماعية تضم رفات 18 قتيلاً مجهولا وسط 3 معطيات حول هوية الفاعل.
وقالت الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين، هيئة حكومية، أنه "توجه فريق من إدارة البحث بالهيئة إلى مدينة سرت وتحديدا منطقة السبعة وذلك للعمل على استخراج وانتشال جثث مجهولة الهوية".
ووفق بيان، وصلت إلى "العين الإخبارية " نسخة منه، فتم استخراج عدد (18) جثة مجهولة الهوية وتم نقلها إلى مستشفى ابن سيناء بمدينة سرت".
وأضافت: "قامت الفرق المختصة بالهيئة بأخذ عينات من العظام بعد عرضها على الطب الشرعي ونقلها لمختبرات الهيئة للعمل عليها"، مؤكدة أن "الفرق الخاصة بالهيئة قامت بالدفن الشرعي للجثث مجهولة الهوية".
وفي 2 أكتوبر/ تشرين الأول أعلنت تلك الهيئة الليبية، أن "فرقها الميدانية من إدارة البحث عن الرفات قامت باستخراج عدد 42 جثة مجهولة الهوية من مقبرة بمدرسة ابن خلدون بسرت".
وسبق ذلك في 31 أغسطس/ آب الماضي، أعلنت استخراج (15) جثة تم انتشالها مقبرتين جماعيتين بباحة مستشفى ابن سينا بسرت.
وكانت كل تلك الجثث المستخرجة على مدى العام الماضي جميعها مجهولة الهوية بعد أن عاشت المدينة قبل سنوات عهدين دمويين إثر إعلانها من قبل تنظيم داعش بما يسمى بـ"ولاية ليبيا"، كذلك بعد فترة سيطرة مليشيات "بركان الغضب" القادمة من مدينة مصراتة، غربي البلاد، والتي تحمل بعض صفات الدواعش وهو ما قد يملح إلى هوية الفاعل الحقيقي.
3 معطيات
وحول هوية القاتل، يقول الكاتب السياسي الليبي فتحي فرحات لـ"العين الإخبارية" إن :"هوية القاتل في تلك الجرائم يمكن تحديدها وفق لعدة معطيات، بينها الحروب التي عاشتها مدينة سرت والحقب الدموية التي تمتد من نهاية عام 2014 حيث سيطر تنظيم داعش على المدينة وأعلنها في أغسطس/ آب عام 2015 ولاية رسمية له في ليبيا".
أما السيناريو الأول، حسب فتحي فرحات- فإن تلك المقابر" أنتجتها الحرب بين ميليشيات البنيان المرصوص التي جاءت من مدينة مصراتة إلى سرت فيما كان الطرف الثاني في تلك الحرب هو تنظيم داعش الذي فقد سيطرته على المدينة في ديسمبر/ كانون الأول عام 2016 لصالح مليشيات مصراتة"، مؤكدا أن "الحقبتين كانت دمويتين وكثر خلالهما قتل الليبيين هناك"
أما عن دلائل هوية الفاعل، فيضيف أن" طريقة الدفن وهي المقابر الجماعية دليلا على أن الفاعل إما تنظيم إرهابي أو مليشيا مسلحة تعتنق الفكر المتطرف والإرهابي".
وثالث تلك المعطيات وفق الكاتب الليبي، فهو "وضع تلك الرفات التي يدل تحللها بشكل نهائي على مرور سنوات على عملية دفنها، ما يشير إلى تلك الحقب السابقة التي عاشتها المدينة وتحدثنا عنها".
وختم فتحي فرحات حديثة، قائلا إن: " تنظيم داعش الإرهابي هو الأقرب لارتكاب تلك الجريمة البشعة".
وفي 6 يناير / كانون الثاني عام 2020، حرر الجيش الليبي مدينة سرت من قبضة مليشيات مصراتة إثر عملية عسكرية استمرت فقط ثلاث ساعات كانت بلا دماء فيما سلمها بعد لمجلس محلي مدني يقوم على إدارتها وشرطة نظامية تعمل على تأمينها.