"استقرار ليبيا".. دعم عربي وأممي و"خداع" إخواني تركي
مساع عربية وأممية لإنجاح مؤتمر "استقرار ليبيا" وإجراء الانتخابات بموعدها وسط ألغام إخوانية تركية تستهدف مسارا تنسيقيا موازيا.
وبدأت الوفود الدولية المشاركة في أعمال المؤتمر الوزاري الدولي المعني بمبادرة استقرار ليبيا، المقرر الخميس بالعاصمة طرابلس، بالوصول للبلد الأفريقي الذي مزقته الفوضى.
واليوم الثلاثاء، وصل جون كلود جاكوسو وزير خارجية الكونغو برازافيل إلى مطار معيتيقة في طرابلس، للمشاركة بالمؤتمر الوزاري الدولي، وكان في استقباله وكيل وزارة الخارجية للتعاون الدولي والمنظمات عمر كتي، وعدد من المسؤولين بوزارة الخارجية.
دعم أممي
كما وصلت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة روز ماري ديكارلو، الإثنين، رفقة رئيس البعثة الأممية للدعم في ليبيا يان كوبيش، للمشاركة بالمؤتمر الوزاري الدولي.
وقالت ديكارلو، عبر حسابها بموقع تويتر، إنها أجرت محادثات مثمرة في طرابلس مع نائبي رئيس المجلس الرئاسي موسى الكوني وعبدالله اللافي، ورئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة ووزير الداخلية خالد مازن.
وشددت ديكارلو، خلال الاجتماعات على إجراء الانتخابات بموعدها المحدد في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، والأهمية القصوى لانسحاب القوات الأجنبية والمقاتلين والمرتزقة، كما ناقشت وضع المهاجرين وطالبي اللجوء.
كما التقت ديكارلو رفقة كوبيش، الثلاثاء وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، بمقر الوزارة في العاصمة طرابلس.
وتركز اللقاء، بحسب بيان الخارجية الليبية، حول مبادرة استقرار ليبيا، والاستعدادات الجارية لاستضافة ليبيا لأعمال المؤتمر الوزاري الدولي المعني بهذه المبادرة.
وناقش اللقاء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة، وأهمية التنفيذ الكامل لمخرجات لجنة "5 + 5" ، وتقديم الدعم اللازم لها لإنجاز مهامها.
دعم عربي
وفي السياق ذاته، يعتزم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط إجراء زيارة إلى ليبيا، الخميس المقبل، للمشاركة في المؤتمر والتأكيد على الدعم العربي للعملية السياسية وإجراء الانتخابات في موعدها للمرور لمرحلة الاستقرار الدائم.
وسيشارك أبوالغيط في الاجتماع الوزاري الأول الذي تستضيفه ليبيا منذ سنوات حول مبادرة "استقرار ليبيا"، والذي دعت إليه حكومة الوحدة الوطنية، بغية توحيد الجهود الرامية إلى مساعدة ليبيا على عبور المرحلة الحالية، وإنجاز الاستحقاقات الضرورية في توقيتاتها المستهدفة.
وستكون الزيارة الرسمية الأولى للأمين العام للجامعة الدول العربية إلى ليبيا، وذلك منذ توليه المنصب في مارس/ آذار 2016.
وتحرص الجامعة العربية مع الاتحادين الأوروبي والأفريقي والأمم المتحدة، على حل الأزمة الليبية وإنهاء الانقسام وعودة دولة المؤسسات وتوحيدها.
خداع إخواني تركي
ولا يزال تنظيم الإخوان الليبي يحاول عرقلة الوصول إلى الانتخابات وإرباك المشهد السياسي الليبي بالتعاون مع تركيا حليفهم الاستراتيجي من خلال خالد المشري رئيس ما يعرف بـ"المجلس الأعلى للدولة" الاستشاري.
ورغم أن المشري حاول كثيرا تعطيل مسار القاعدة الدستورية للانتخابات، كما هدد بالانقلاب على الانتخابات العامة حال فشل مرشحيهم، إلا أنه استقبل -في نوع من الخداع كما وصفه مراقبون- سفير تركيا لدى ليبيا كنعان يلمز، زاعما بحث دعم الانتخابات، والتنسيق بشأن الاجتماع الدولي بطرابلس.
وزعم المكتب الإعلامي للمشري أن اللقاء الذي عقد بمقر المجلس في طرابلس تطرق إلى مؤتمر دعم الاستقرار المزمع عقده، الخميس المقبل، بمشاركة تركيا، وسبل إنجاحه بما يخدم مصلحة الشعب الليبي وأمنه واستقراره، كما بحث اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها ودعمها.
الإخوان والانتخابات
وينظر للانتخابات المقبلة على أنها خطوة حاسمة لجهود تحقيق الاستقرار في ليبيا التي تشهد حالة من الفوضى منذ 2011.
وحاول تنظيم الإخوان الليبي عرقلة الوصول إلى الانتخابات وتعطيل مسار قاعدتها الدستورية، كما هدد بالانقلاب على الانتخابات العامة حال فشل مرشحيهم، واشترط أن يكون التصويت على مسودة مشروع الدستور الدائم للبلاد قبل إجراء الانتخابات الرئاسية رغم علمهم باستحالة ذلك إجرائيا وفنيا.
وبعد إصدار مجلس النواب الليبي قانون انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب ليكون قاعدة دستورية للانتخابات وقانونا للاقتراع النيابي، رفض المشري القانونين وقال إنه سيطعن على الانتخابات ولن يرضى بنتيجتها.
كما أشار المشري إلى الانقلاب على النتيجة، زاعما أن الشباب لا يمكن السيطرة عليهم وقد يعترضون على النتيجة بالسلاح.
ومؤخرا، أجرى مجلس النواب مع المجلس الاستشاري مشاورات بشأن الاستعداد لاستحقاق 24 ديسمبر/كانون الثاني المقبل، في اجتماعات استضافتها الرباط المغربية تحت رعاية أممية، إلا أنه لم يجر الاتفاق على قانون الانتخابات.