انتخابات "مجلس الدولة" الليبي.. الإخوان لتدوير الأزمة بـ"المشري" أو غيره
تنطلق، اليوم الإثنين، انتخابات رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، وسط ترجيحات باحتكار جماعة الإخوان للمنصب مجددا.
وسواء احتفظ الرئيس الحالي خالد المشري بالمنصب أو فاز منافسه الإخواني عبد السلام الصفراني، يرى المراقبون أن الجماعة في طريقها لتدوير الأزمة الراهنة، ووضع العراقيل في طريق الحلول السياسية المطروحة على موائد المباحثات عبر الإقليم أو الساحة الدولية.
والمجلس الأعلى للدولة هو المؤتمر الوطني السابق في ليبيا الذي رفض تسليم السلطة لمجلس النواب المنتخب في 2014 بعد خسارة تيار الإسلام السياسي لتلك الانتخابات.
ومنذ ذلك الوقت انقسمت البلاد لطرفين إلى اليوم، حيث أصبح المجلس الأعلى للدولة الذي حكم عبر حكومة فاقدة للشرعية قبل تحوله لتسمية مجلس الدولة مدن ومناطق غرب ليبيا.
وبعد تدخل الأمم المتحدة لحل المشكلة رعت الأمم المتحدة حوارا في المغرب نتج عنه ما عرف بالاتفاق السياسي الليبي بالصخيرات المغربية عام 2015 والذي نصت مادته 19 على إنشاء مجلس أعلى للدولة (هو ذاته المؤتمر الوطني) يكون جسما استشاريا يتولى إبداء الرأي للحكومة في مشروعات القوانين والقرارات قبل إحالتها لمجلس النواب.
ويترأس الإخواني المشري المجلس منذ أربعة سنوات، وقد حصل في أغسطس/آب عام 2021على 73 صوتًا من أصل 132 صوتًا في آخر انتخابات جرت.
ويواجه المشري في انتخابات اليوم ناجي مختار وهو من التيار الليبرالي المتمثل في تحالف القوي الوطنية الذي يعد الأقل حظا في ظل سيطرة الإسلاميين على المجلس.
لكن الخصم الأبرز للمشري هو الإخواني عبد السلام الصفراني، الذي تتنامى فرصه في اقتناص المنصب في ضوء خلافات المشري مع أجنحة في تياره مؤخرا.
والصفراني كان يترأس كتلة حزب العدالة والبناء، الجناح السياسي لجماعة الإخوان الليبية في المؤتمر الوطني السابق قبل أن يتحول إلى تسمية الحالية.
ويشارك أيضا السباق الرئاسي شخصيات أخرى لا تتوفر على ثقل يعتد به في المجلس، وبينهم العجيلي بوسديل وفتح الله السريري.
وسواء فاز المشري أو الصفراني لن يؤثر ذلك في النهج العام للإخوان بشأن الموقف من الأزمة الحالية في البلاد.
ويرى المحلل السياسي الليبي يوسف الفزاني أن "فوز الإخوان لن يكون في صالح الحوارات الجارية لحل الأزمة الليبية ولن يكون في صالح ليبيا اجمالا ".
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن "الإخوان يعملون وفق توجهاتهم الدولية وليس الوطنية بالتالي ما يملى عليهم من خارج البلاد هو ما سوف يتمسكون بتنفيذه بعض النظر عن تأثيره على البلاد".
كما أبدى الفزاني تخوفه من استمرار المشري في إدارة المجلس رغم توقعه بخسارته في الانتخابات التي تجري اليوم، مشيرا إلى أن "حظوظ المشري أقل كونه في الفترة الأخيرة كان على خلاف مع عدد كبير من أعضاء المجلس إلى حد أنهم قاطعوا الجلسات لأكثر من شهرين وهو ما أدى إلى عدم قدرة المجلس على الانعقاد رسميا وتحقق النصاب طوال تلك المدة".
وتابع: "الأعضاء المقاطعون الذين لم يحضروا سوى الجلسة الماضية المنعقدة قبل ثلاثة أسابيع في حال حضروا التصويت اليوم لن يكون للمشري وجود في الرئاسة قطعا".
ومع ذلك يرى يوسف الفزاني أن "الإخوان دائما ما لديهم صفوف ثانية يتقدمون بها للمناورة والكسب بالتالي أظن أنهم سيتفقون مع أحد المرشحين غير المنتمين للتنظيم للدفع به ودعمه للفوز ليحققوا من خلالها أجنداتهم".
ولم يستبعد المحلل السياسي أيضا أن يكون المشري قد حسم تحالفاته مع المقاطعين لضمان الفوز بولاية خامسة في لعبة طالما احترفها التنظيم.
aXA6IDMuMTQ0LjEyMi4yMCA= جزيرة ام اند امز