مصدر استخباراتي لـ"العين الإخبارية": إحباط مخطط تركي لاغتيال قيادات الجيش الليبي
مصدر استخباراتي ليبي يكشف لـ"العين الإخبارية" مخططا تركيا لتصفية ضباط الجيش الوطني واحتلال الهلال النفطي بعد السيطرة على الجفرة
كشف مصدر استخباراتي ليبي عن إفشال الجيش الوطني مخططا تقوده المخابرات التركية لتصفية عدد كبير من ضباطه، إضافة إلى احتلال الهلال النفطي في الشرق بعد السيطرة على الجفرة.
وقال المصدر "الذي فضل حجب اسمه" في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": "إن الاستخبارات الليبية توصلت إلى معلومات تفيد بوصول فرقة استخباراتية تركية للبلاد لتنفيذ اغتيالات لضباط الجيش الليبي".
وأوضح أن الجيش ضبط قائمة تضم 150 اسما للضباط المشاركين في معارك "طوفان الكرامة" بحوزة الفرقة الاستخباراتية التركية، من بينهم القيادات الثلاثة باللواء التاسع الذين تمت تصفيتهم بصاروخ استهدف سيارتهم، وهم يقاتلون في أحد المحاور جنوبي طرابلس.
وأضاف المصدر، أن الفرقة التركية نفذت العملية بمعاونة عملاء حكومة السراج الذين حددوا موقع المستهدفين عن طريق الهواتف المحمولة.
وأوضح أن الاستخبارات التركية استخدمت ذات الطريقة مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، في شمال سوريا لتصفية قيادات قوات سوريا الديمقراطية، ولكنها فشلت نتيجة مقاطعة قادة الأكراد للهاتف المحمول، واستخدامهم الطرق التقليدية في المراسلات.
وأشار المصدر الاستخباراتي إلى وصول معلومات عن اجتماع سري جمع الإرهابي إبراهيم الجضران والإرهابي محمد الحصان آمر مليشيا 166 التابعة لحكومة السراج مع ضباط أتراك بالقرب من سرت، للترتيب لهجوم كبير ومباغت على منطقة الجفرة العسكرية.
وتابع: "الهجوم الذي كان من المفترض أن يستهدف منطقة الجفرة العسكرية خطط له بمساعدة رتل كبير كان موجوداً في مدينة سرت وطريق النهر وقلعة السدادة المجاورتين للانطلاق إلى منطقة الهلال النفطي شرق ليبيا للسيطرة عليها، وكانت هذه المليشيات تتقدم نحو الجفرة تحت تغطية الطائرات التركية المسيرة بغرض الاستطلاع، وأخرى تحمل صواريخ "أمتاس" تركية الصنع ومضادة للدروع من تصنيع شركة "روكيستان"، وهي صواريخ موجهة بالليزر يصل مداها إلى 8 كيلومترات، والتي قصفت بها قاعدة الجفرة العسكرية، بينما أسقطت الدفاعات الأرضية ثلاث طائرات منها، إضافة إلى قيام القوات الجوية باستهداف الأرتال العسكرية للمليشيات التي كانت جاهزة للتقدم نحو الجفرة ثم الهلال النفطي، وتكبدت المليشيات خسائر فادحة جدا".
وأكدت دوائر عسكرية ليبية أن التدخل العسكري التركي في ليبيا تجاوز دور المساند لحكومة السراج ومليشياته وتنظيماته الإرهابية، ليتطور إلى حرب مباشرة ضد ليبيا وعسكرييها وجنودها وجيشها الوطني.
وذكر العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، أن القوات الجوية استهدفت حافلة كانت تقل ضباطاً أتراكا، وقتلت منهم 6، كما قصفت غرف عمليات ومعسكرات ودشم ذخائر في مدينة سرت كانت تعدها المليشيات والتنظيمات المسلحة بإشراف الأتراك لشن هجوم يستهدف قاعدة الجفرة مجددًا.
وزاد: "جثث الجنود الأتراك نقلت بواسطة المليشيات إلى مستشفى ابن سينا بمدينة سرت، وبعد مشاهدتهم من قبل الأهالي تم نقلهم إلى مكان آخر على الفور ولم يتسن للجيش معرفة أسمائهم ورتبهم".
وكان المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري قد أعلن أن القوات المسلحة الليبية حصلت على وثائق سفر خاصة بجنود في جهاز الاستخبارات التركية يساندون المليشيات والتنظيمات الإرهابية بطرابلس.
وأوضح المصدر أن الجيش الليبي رصد أسماء الـ 19 ضابطا تركيا الذين دفع بهم الرئيس رجب طيب أردوغان لإدارة المعركة ضد الجيش الليبي.
وتضمنت قائمة الجنود الأتراك الفريق ثاني جوكسال كاهيا نائب وكيل وزارة الدفاع التركية، وهو لا يزال عاملا في الجيش التركي، ويليه السكرتير العام للقوات المسلحة التركية عرفان أوزسارت، إضافة إلى الجنرال لفانت أرجون المتهم بجرائم قتل ضد عناصر حزب العمال الكردستاني في بلدة "نصيبيين" بولاية ماردين.
كما شملت القائمة اللواء جورسال تشايبينار، واللواء سلجوق يافوز، أحد أهم قادة عملية "غصن الزيتون" في عفرين السورية، بالإضافة إلى "ألكاي ألتينداج، وبولنت كوتسال، وجينان أوتقو، وعز الدين ياشيليورت، وقنال إمره، وأمير مرادلي، ومحمد حسام الدين يوجاسوي، وساهان أيدن، وعمر أقتشيبلبينار، وأرتشين تيمون، وبكير آيدن، ورجب يلدريم، وسليمان أنجا".
وأصدر الجيش الليبي في وقت سابق حزمة من القرارات العقابية ضد انتهاكات أنقرة في ليبيا أهمها استهداف السفن والطائرات الحربية التركية التي توجد داخل المياه الإقليمية الليبية، إضافة إلى إيقاف جميع الرحلات الجوية من المطارات الليبية إلى التركية والعكس.
ما تقوم به تركيا في ليبيا يمثل تدخلاً مسلحاً مباشراً وسافراً في الشؤون الداخلية، وفقاً للمحلل السياسي عبد الباسط بن هامل، مشيراً إلى أن أنقرة تخرق الأجواء الليبية وتنتهك سيادة البلاد بكل ما تعنية الكلمة.
ونوه إلى أن ما يقوم به نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعد تجاوزاً لجميع القوانين والقرارات الدولية التي تحظر دعم أي طرف.
وأضاف بن هامل في حديث لـ"العين الإخبارية" أن تركيا تتدخل في الشأن الليبي، وتستهدف القوات المسلحة وتدعم الجماعات الإرهابية المدرجة على قوائم الإرهاب والعصابات الدولية المتخصصة في عمليات الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر ولصوص الوقود الليبي مثل إبراهيم الجضران وصلاح بادي وزياد بلعم.
وأردف "لا يقتصر دور نظام أردوغان على هذا فقط بل يتجاوزه إلى التنظيمات الإرهابية مثل أنصار الشريعة وأنصار بيت المقدس والقاعدة وتنظيم الدولة (داعش) وجبهة النصرة الذين تحركهم تركيا عبر مطاراتها وتستقدمهم إلى ليبيا".
بيد أنه وعلى الرغم من حشد أنقرة لإرهابيي العالم في ليبيا، إلا أن الجيش الليبي لن يتوقف حتى وإن استشهدت قيادات بارزة، وهذا لن يثبط من عزيمته وإنما سيزيد من مشروعية المعركة.
أما النائب علي السعيدي عضو مجلس النواب عن مدينة الشاطئ، فيرى أن الواجب التاريخي الملقى على عاتق قيادات القوات المسلحة هو هزيمة المشروع الاستعماري التركي.
وزاد "تعنت أردوغان وجهله سيؤدي به إلى تلقي صفعة من الجيش الليبي".
ولفت إلى أن أردوغان أخطأ في حساباته التي قادته لاستهداف الجيش الليبي الذي يستمد قوته وروحه النضالية من المجاهدين الذين واجهوا أكبر الإمبراطوريات الاستعمارية لعشرات السنين.