جهود عسكرية وشعبية لاستعادة الأمن بالجنوب الليبي
الجيش الليبي يقول إن بعض الدول إضافة إلى مليشيات حكومة الوفاق الليبية تعمل على زعزعة الجنوب باللعب على وتر التنوع القبلي
أعلن الجيش الليبي أن قواته تبذل قصارى جهدها في الحفاظ على أمن البلاد وبخاصة جنوبي البلاد، الذي يعاني منذ سنوات فراغا أمنيا ملحوظا.
وساهمت عدة عوامل جغرافية وسياسية في عدم استقرار الجنوب الليبي، منها اتساع رقعته واتساع مساحة حدوده المشتركة مع دول الجوار، فضلا عن استغلال بعض الدول والأطراف المحلية للتنوع القبلي بالجنوب لخلق القلاقل والمشاكل التي تؤثر على ليبيا بأثرها.
ويقول الجيش الليبي إن بعض الدول إضافة إلى مليشيات "حكومة الوفاق" الليبية تعمل على زعزعة الجنوب باللعب على وتر التنوع القبلي، والهجوم على حقوله النفطية، التي تعد عصب اقتصاد البلاد.
وفي هذا السياق، يقول مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب إن قوات الجيش تبذل قصارى جهدها لحفظ أمن الجنوب، معلنا تصدي الجيش لكل محاولات العبث به سواء من مليشيات محلية أو أطراف دولية.
خطوات عسكرية لاستتباب الأمن
وتابع المحجوب، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن هناك عددا من الخطوات التي اتخذها الجيش في سبيل تأمين الجنوب مثل نشر قوات عسكرية بأغلب المدن فضلا عن نقل مقر قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية إلى مدينة مرزق.
وتعرضت مدينة مرزق في أغسطس/آب الماضي لهجوم شنته حكومة الوفاق من أجل السيطرة عليها، ثم تعرض حقل الفيل (في حوض مرزق)، ثاني أكبر حقول النفط بالجنوب لمحاولة السيطرة عليه من قبل مليشيات الوفاق الأربعاء.
وأعلن الجيش الليبي، الخميس، أن قواته أحبطت محاولة المليشيات بالسيطرة على الحقل، وقامت بملاحقة تلك المليشيات وإبعادها عن المنطقة.
وفي هذا الصدد أوضح خالد المحجوب أن مدينة الكفرة (جنوب شرق) مؤمنة بشكل كامل، مشيرا لتخرج دفعات عسكرية جديدة بالمدينة، فضلا عن بدء عودة المشروعات الزراعية بها.
وكانت الحكومة المؤقتة قد أعلنت، الأحد، تسليم عدد من الآليات والعتاد والأسلحة لكتيبة سبل السلام المتمركزة بالمدينة لتعزيز الأمن ومراقبة الحدود.
وفيما يتعلق بمدينة سبها، أشار المحجوب إلى دخول قوات إضافية تابعة للجيش للمدينة منذ أيام، بهدف وقف عمليات تهريب الوقود والبشر والمرتزقة.
وشدد المحجوب على نشر قوى الأمن بمدينة مرزق، ونقل مقر آمر المنطقة العسكرية الجنوبية إلى المدينة، نظرا لحساسية مرزق وأهميتها.
وينتشر بالجنوب الليبي عدد من القبائل مثل الطوارق والتبو والعرب، كما يعاني من وجود أعداد من المرتزقة من الدول المجاورة مثل تشاد.
ولفت العميد خالد المحجوب إلى استمرار المواجهات بين الجيش وقوات المرتزقة التشادية.
وشدد المحجوب على أن التبو الليبيين هم مكون أساسي من المجتمع الليبي، وأنه "غير مسموح لأحد بالبقاء في ليبيا إلا الليبيين".
وأشار إلى أن أهالي الجنوب يناشدون الاستقرار وأنهم بحاجة للاهتمام والسلع الأساسية والسيولة، ملقيا باللوم على حكومة الوفاق في عدم توفير ذلك، ومضيفا: "قريبا ستحل هذه المشاكل مع دخول الجيش طرابلس".
دعوة لتعزيز التعاون الدولي الجيش الليبي
ومن مدينة مرزق، يقول الجيلاني جاردم، عضو مجلس تسيير أعمال المدينة، إن القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية تضع سيادة الوطن فوق كل شيء، موضحا أن مليشيات قوة حماية الجنوب (مليشيات تابعة لحكومة الوفاق) تعبث بأرزاق الناس وممتلكاتهم وحياتهم.
وأضاف جاردم، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الجيش الليبي تمكن من وقف هذه المليشيات عند حدها، وقتل أحد أكبر قيادتها الإرهابي حسن موسى التباوي، المسؤول عن القلاقل الأمنية في الجنوب والمدعوم ماديًا و معنويًا من حكومة الوفاق ودولة تركيا.
وأشار جاردم إلى أن انتصار الجيش الليبي في حقل الفيل يضع العالم أمام مسؤولياته، داعيا للتعامل مع الجيش كطرف حامٍ للبلاد وقدراتها.
وأضاف أن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية التابعة للجيش الليبي اللواء بلقاسم الأبعج أثمرت جهوده منذ أول يوم في مباشرة عمله في استعادة كافة المعسكرات من مليشيا "قوة حماية الجنوب" في مناطق: أوباري والويغ ومعسكر تينيدي (مقر قيادة مليشيات السراج في أوباري والذي كان يقوده علي كنه).
جهود شعبية لنشر الأمن
من جهة أخرى، أطلق تجمع شباب الجنوب بالتنسيق مع الغرفة الأمنية المشتركة بمدينة سبها وهيئة السلامة الوطنية حملة لجمع مخلفات الحروب والذخائر المعطوبة التي قد تؤثر على سلامة الليبيين وأبناء المدينة.
وقال المتحدث باسم الغرفة الأمنية المشتركة سبها علي الطرشاني لـ"العين الإخبارية" إن فكرة جمع المخلفات انطلقت من تجمع شباب الجنوب وبالتنسيق مع الغرفة الأمنية وباقي كتائب المنطقة العسكرية سبها.
وتابع الطرشاني: "منذ ثلاثة أيام ونحن نجمع المخلفات والألغام والمقذوفات الحربية التي لم تنفجر في أكثر من نقطة في مدينة سبها تمهيدا لنقلها خارج المدينة لإعدامها".
وأكد وجود تنسيق عالٍ بين كتيبة الهندسة والغرفة الأمنية وهيئة السلامة الوطنية في هذا الشأن.
aXA6IDMuMTM4LjE3MC42NyA= جزيرة ام اند امز