حسن التباوي.. زعيم المرتزقة التشاديين بحكومة السراج في ليبيا
التباوي قتله الجيش الليبي اليوم بعد مهاجمته لحقل الفيل النفطي بدعم مالي كبير من المجلس الرئاسي لفايز السراج وقد اعترف بنفسه بذلك
"الفلوس اللي عندي ناكل فيها 100 سنة قدام، أنا خدمت وشغلت عقلي"، كانت هذه هي العبارة التي أطلقها حسن موسى التباوي قائد مليشيات قوة حماية الجنوب، التابعة لحكومة فايز السراج بطرابلس فبراير/شباط الماضي، معلنا أنه سيقود المليشيات لإرهاب الجنوب الليبي.
- الجيش الليبي يعلن مقتل مسؤول تجنيد المرتزقة للسراج
- مليشيا "حسن التباوي".. ذراع إرهابية للإخوان جنوبي ليبيا
ويعرف حسن موسى سوكي الككردا التباوي بـ"أبوبكر سوقي"، وهو أحد أبرز الإرهابيين الذين تعتمد عليهم حكومة السراج في جلب وتجنيد المرتزقة من تشاد ونيجيريا وبعض الدول الأفريقية، وشكل مليشيا أطلق عليها السراج "قوات حماية الجنوب".
وقد قتل على يد الجيش الليبي، الخميس، بعد محاولة مهاجمة حقل الفيل النفطي جنوبي البلاد، وتدمير 35 قطعة مسلحة من آلياته.
رحلة مع الإرهاب
استغل التباوي انتماءه لمكون التبو ودرايته بدروب الصحراء لاستقدام المرتزقة من الدول المجاورة، كما عمل كأحد المهربين وتجار البشر في منطقة الكفرة قبل طرده منها.
وتحالف التباوي مع مجموعات مسلحة من المعارضة التشادية، ونفذ عدة هجمات على مواقع عسكرية ومنشآت نفطية مع إبراهيم الجضران وسرايا الدفاع عن بنغازي منذ عام 2016، بالإضافة إلى الهجمات المتكررة على الحقول والموانئ النفطيـــة وعلى مدينة سبها ومطار تمنهنت في وقت سابق.
وتولى من خلال هذه المليشيا المكونة من المقاتلين المرتزقة الأجانب بدعم مالي من فايز السراج بنحو 50 مليون دينار ليبي -بحسب اعترافات التباوي في مقطع مصور- ضرب الخطوط الخلفية للجيش الليبي والتنافس على السيطرة على مؤسسات الجنوب.
التباوي الذي شرعن فايز السراج تحركه بتكليفه بـ"حماية حقل الفيل النفطي" ورد اسمه في تقرير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة والمنظمة الدولية لمكافحة الجريمة الصادر عام 2017، برفقة كل من أدامو تشيكي التباوي وشريف أبردين التارقي باعتبارهم المسؤولين مسؤولية تامة عن استقبال الأفارقة القادمين من النيجر عبر الصحراء، وإنهم يتقاضون رسوما كبيرة مقابل السماح للمهاجرين غير الشرعيين بعبور الصحراء الليبية نحو الشمال.
التحالف مع داعش
وعمل التباوي على تقوية مليشياته بأي طريقة، فتحالف مع تنظيم داعش الإرهابي، وسهل تهريب عدد من عناصره إلى داخل ليبيا وإمدادهم بالسلاح، كما تولى عملية إمدادهم بالوقود عند سيطرته على حقل الفيل قبل إطلاق الجيش الليبي عملية فرض القانون يناير/كانون الثاني الماضي.
كما جمع عددا من العناصر الإرهابية من تنظيمات ذات معتقدات تكفيرية متفاوتة، في إطار ما تعتبره تلك التنظيمات "مواجهة العدو الموحد"، خاصة أن غالبية تلك العناصر حديثة عهد بالأفكار التكفيرية ومن مجتمعات فقيرة تعليميا لا تدرك الفوارق الجوهرية الفكرية الفاصلة بين هذه التنظيمات بشكل كامل، وفق خبراء مختصين بالملف الليبي، في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية".
كما تحالف مع تنظيم القاعدة من خلال علاقته مع القيادي بتنظيم القاعدة أحمد عبدالجليل الحسناوي مسؤول الدعم اللوجستي للمنظمات الإرهابية في منطقة الساحل الليبي، ولجماعة أنصار الدين في مالي، كما كان أحد أبرز المقربين من القيادي الجزائري في تنظيم القاعدة، مختار بلمختار، وهو مدرج على رأس قائمة الإرهاب التي أصدرتها الدول العربية.
وتضم مليشيات التباوي عددا كبيرا من المرتزقة التشاديين الذين استغلوا حالة الفراغ الأمني في ليبيا في أعقاب أحداث الـ17 من فبراير/شباط 2011، لتتخذ من الجنوب الليبي مقرا آمنا لها، لتنفيذ هجمات داخل الأراضي الليبية بالتحالفات مع تنظيم القاعدة الإرهابي وجماعات تهريب البشر.
تكليف السراج
مؤخرا حصل "التباوي" على مبالغ كبيرة من المجلس الرئاسي بزعامة السراج لشراء مرتزقة تشاديين مجدداً بعد أن طردهم الجيش الوطني الليبي من الجنوب، ولتوفير المقاتلين في الجبهات المختلفة في طرابلس والجنوب.
ارتكب التباوي من خلال "مليشيات حماية الجنوب" عددا من الجرائم المسلحة في مدينة "مرزق" و"سبها" و"غدوة" وغيرها من المدن منذ إعلان الجيش الليبي إطلاق عملية "طوفان الكرامة" لتحرير العاصمة طرابلس في 4 أبريل/نيسان الماضي من المليشيات كنوع من تخفيف الضغط على المليشيات المتحالفة معها بعد اشتداد ضربات الجيش الليبي.
ويوم أمس الأربعاء هاجم التباوي رفقة 35 سيارة مسلحة حقل الفيل النفطي في محاولة للسيطرة عليه، ما تسبب في وقف الإنتاج، إلا أن الجيش الليبي طرده من الحقل واستهدف سياراته بالطيران ودمرها جميعا، وكتب نهاية التباوي.
وأعلن الجيش الليبي، الخميس، مقتل الإرهابي التباوي مسؤول تجنيد المرتزقة لحكومة فايز السراج وتدمير 35 قطعة من آلياته.
وأعاد الجيش الليبي تأمين حقل الفيل النفطي، كما أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبي استئناف الإنتاج في حقل "الفيل" الذي يبلغ إنتاجه نحو 70 ألف برميل يومياً، وتتشارك في إدارته المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس مع شركة إيني الإيطالية.
aXA6IDMuMTI5LjI0Ny4yNTAg جزيرة ام اند امز