خبراء ليبيون عن اتفاق أردوغان والسراج: "خيانة عظمى"
إقرار البرلمان التركي لمذكرة التفاهم بين أردوغان والسراج بشأن التعاون الأمني والعسكري يثير ردود فعل واسعة
أثار إقرار البرلمان التركي مقترح قانون للمصادقة على "مذكرتي التفاهم" التي وقعها رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن التعاون الأمني والعسكري ردود فعل ليبية واسعة.
وقال مسؤولون وخبراء ليبيون إن أردوغان يواصل استفزازاته لمشاعر الليبيين، منوهين بأن السراج بتوقيعه تلك الاتفاقية قد سلم ليبيا وإراداتها وأسرارها إلى تركيا.
وكشفت مصادر أمنية ليبية أن حكومة السراج تسلمت معدات عسكرية مقبلة من تركيا إلى مطار مصراتة، إضافة إلى وصول مستشارين عسكريين أتراك إلى طرابلس لدراسة الموقف العسكري للميليشيات.
وفي تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" قال العميد خالد المحجوب مدير التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، إن توقيع هذه الاتفاقية يعد "خيانة عظمى" لدماء الشهداء اللذين سقطوا دفاعا عن الوطن ومقدراته.
وأضاف أن القوات المسلحة لن تقف مكتوف الأيدي أمام تآمر أردوغان مع المجلس الرئاسي والميليشيات الإرهابية للعبث بمصير الدولة الليبية، موضحا أن أردوغان يحاول أن يحقق مكاسب من خلال حكومة السراج التي تعيش في الرمق الأخير.
وأشار إلى أن حكومة السراج ولدت ميتة من الأساس للحصول على موطئ قدم في ليبيا تمهيدا لانطلاقه لباقي المنطقة.
وكانت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان التركي قد وافقت في وقت سابق، الإثنين، على مقترح قانون للمصادقة على مذكرة التفاهم المبرمة بين تركيا وحكومة الوفاق بشأن التعاون العسكري.
وحسب صحيفة "ديلي صباح" التركية الموالية لأردوغان، فإن اللجنة درست المقترح في اجتماع مغلق، ووافقت عليه بعد جلسة نقاش استغرقت 4 ساعات.
ورفض مجلس النواب الليبي هذا الاتفاق وعدّه يهدف إلى تزويد المليشيات الإرهابية بالسلاح، وانتهاكا لسيادة الأراضي الليبية، وهو ما يمثل تهديدا حقيقيا.
بدوره، عدّ المحلل السياسي جمال شلوف مدير مركز سلفيوم للدراسات والأبحاث السياسية أن توقيع السراج للاتفاقية مع أردوغان بمثابة عمل عدائي يمثل خطرا على الأمن القومي الليبي كونه يعطي امتيازات لدولة أجنبية للتدخل في شؤونها.
وأضاف شلوف، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن احتكار التدريب في دولة تركيا لكل العناصر الأمنية يتيح الفرصة ليتم تجنيدهم بشكل أو بآخر، مشيرا إلى أن احتكار التجهيزات أيضا يمنح تركيا فرصة أكبر للحصول على المعلومات الحساسة لأنها تستخدم تقنيتهم بشكل كامل.
ولفت إلى أن هذا الاتفاق يعد تهديدا مباشرا للأمن القومي الإقليمي والعربي بسبب التغلغل الأمني التركي، منوها بأن إطلاق يد تركيا لشحن إرهابيي سوريا والعراق أو من تبقى منهم إلى ليبيا يمثل مساسا مباشرا أيضا بأمن دول الجوار.
المحلل السياسي عيسى رشوان، قال في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، إن السراج باع جهاز المخابرات الليبي إلى المخابرات التركية، موضحا أن البندين السابع والثامن في المذكرة يرتقيان للخيانة العظمى.
وأوضح أن المذكرة تعطي الحق للجانب التركي بالمطالبة بتنفيذ مذكرة التفاهم دون موافقة الجانب الليبي بمجرد إخطاره كتابيا بالأمر.
وأشار رشوان إلى أن المادة الثامنة عشرة تحدد مدة المذكرة بثلاث سنوات قابلة للتجديد ما لم يعترض أحد وحتى لو اعترض فإن الأنشطة مستمرة.
من جانبه، عدّ عبدالرحيم الجنجان عضو الهيئة الاستشارية العليا لديوان المحاسبة بليبيا، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن الاتفاقية "خيانة عظمى" لليبيا ولها تأثيراتها المباشرة على الأمن القومي العربي، مشيرا إلى أن تركيا أصبحت أجندتها وأطماعها واضحة للقريب والبعيد.
وطالب الدول المعتدلة ومجلس الأمن بوصفه الوحيد القادر على كبح جماح تركيا، بمواجهة تحركاتها التخريبية في المنطقة.
aXA6IDMuMTQ1LjEwLjgwIA== جزيرة ام اند امز