سياسة
هل تلقي الحرب الروسية الأوكرانية بظلالها على ليبيا؟.. خبراء يجيبون
أثارت الحرب الروسية الأوكرانية العديد من التساؤلات حول تأثيرها المحتمل على الوضع في ليبيا، والخوف من عودة الصراع.
ويسيطر الخوف على المشهد السياسي الليبي من أن تلقي الحرب الروسية الأوكرانية بظلالها القاتمة على الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد، خصوصا فيما يتعلق بقضايا الهجرة والطاقة والأمن.
وتوقع محللون وسياسيون ليبيون أن تضغط روسيا لاستبدال المستشارة الخاصة الحالية للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا ستيفاني ويليامز، وتعيين رئيس جديد لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
كما يتوقع أن تستمر موسكو في تقويض العملية السياسية الغربية الحالية في ليبيا، من خلال الإصرار على عملية جديدة وأكثر شمولاً، من أجل استقطاب مؤيدي النظام السابق إلى مقاعد رئيسية على طاولة المفاوضات، بحسب خبراء ليبيون.
ورأى المحلل السياسي الليبي الدكتور كامل المرعاش، أن روسيا لا تبحث عن فتح جبهات جديدة ضد الغرب، ولكنها في نفس الوقت لن تسمح لأوروبا أو حتى للولايات المتحدة بفرض حل في ليبيا على حساب مصالحها.
وأضاف المرعاش في تصريحات لــ" العين الإخبارية"، أن هذا يعني أنها لن تبادر بالضغط على أوروبا إلا في حالة محاولة الولايات المتحدة وأوروبا إنهاء أي دور لها في ليبيا.
ولفت إلى أن روسيا ستسعى على بقاء الوضع الراهن في ليبيا حتى تنتهي أزمة أوكرانيا، وهذا أيضا يفرض على أمريكا وأوروبا أن تحافظ على الأوضاع في ليبيا وعدم المغامرة بإبعاد روسيا بشكل نهائي عن الملف الليبي.
وعن ورقة النفط والضغط على روسيا، أفاد المحلل الليبي بأن ليبيا لن تستطيع زيادة إنتاجها نظرا لما تعانيه عمليات الإنتاج من صعوبات بسبب حالة الحقول النفطية التي تحتاج إلى ضخ أموال طائلة لتطويرها وهو ما لن يتوفر قبل سنتين، بحسب بعض الدراسات الفنية.
والملف الأخير المهم بحسب ما بينه المحلل السياسي الليبي، هو تشكيل البعثة الأممية الذي أكد أنها ستبقى بدون رئيس لأن الاتفاق على أي شخصية الآن داخل مجلس الأمن الدولي مسألة مستحيلة، وربما يحدث توافق على تمديد عمل البعثة لـ 6 أشهر أخرى.
وأشار إلى أن هذا يعمل لصالح بقاء ستيفاني وليامز في منصب مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة، كموقف اضطراري اتخذه الأمين العام لعدم التوافق داخل مجلس الأمن، وهو ما يدفع إلى بقاء الأزمة الليبية على حالها، واستمرار أمريكا في إدارة الأزمة ومحاولة السيطرة على الأمور في ليبيا وبقاء أي حكومة في طرابلس تحت الهيمنة الغربية.
المبعوث الأممي
وتوافق مع المرعاش، أستاذ العلوم السياسية رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد جامعة درنة الليبية، الدكتور يوسف الفارسي، إذ قال إن مسألة المبعوث الأممي سوف تظهر الخلاف بين القوة الدولية.
وأوضح الفارسي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أنه من المقرر أن يمدد مجلس الأمن مهمة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، نهاية أبريل المقبل، ولذا يتعين على الأمين العام تقديم أسماء مرشحيه قبل هذا الموعد بفترة للتداول حولها.
وتابع أن الوضع في ليبيا مرتبط بالأزمة الأوكرانية، وسوف تخضع المواقف الدولية حاليا للمساومة والتفاوض، ومحاولة تحقيق مكاسب في جهة، مقابل التنازل في منطقة أخرى.
وتوقع أستاذ العلوم السياسية الليبي، استمرار محاولة "تجميد هذا الملف"، في إشارة إلى إمكانية تمديد بعثة الأمم المتحدة في أبريل دون توافق على من يتولى منصب المبعوث الأممي، على أن تستمر وليامز في مهمتها كمستشارة خاصة، دون اعتراف روسي أو صيني بذلك.
وأكد أن ليبيا تشكل قلقا كبيرا لأوروبا خاصة في ملف الهجرة أو انتشار الإرهاب نظرا لقربها من السواحل المتوسطية.
وتفض الولايات المتحدة تكليف الدبلوماسية الأمريكية ستيفاني وليامز بالمنصب، لسابق توليها رئاسة البعثة بالإنابة، كما أنها تعمل حاليا كمستشارة خاصة لجوتيريش في ليبيا، وهو الأمر الذي يلقى معارضة شرسة من روسيا.
بينما يدفع الاتحاد الأفريقي نحو اختيار أفريقي لهذا المنصب، وهو الأمر الذي سعى إليه بالفعل عقب استقالة المبعوث الأسبق غسان سلامة، لكنه لم ينجح في ذلك وقتها؛ بسبب رفض واشنطن، واليوم تساند موسكو وبكين المقترح بشدة.