البعثة الأممية تعدل خطتها لحل الأزمة الليبية عقب التحولات العسكرية
رغم المحاولات والمبادرات الدولية لحلّ الأزمة ورأب الصدع بين الفرقاء، لم ينجح المبعوث الخاص للأمم المتحدة، غسان سلامة، في حلحلة الأمور
تشير شواهد على الأرض في ليبيا إلى تراجع بعثة الأمم المتحدة، برئاسة غسان سلامة، عن خطتها لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ربيع هذا العام، بسبب التحولات السياسية والعسكرية التي تشهدها البلاد.
ومنتصف الشهر الماضي، أعلن الجيش الليبي انطلاق عملية عسكرية في الجنوب لبسط سيطرته الكاملة على المنطقة التي تعد أحد أبرز المواقع الاستراتيجية في البلاد.
ورغم المحاولات والمبادرات الدولية لحلّ الأزمة ورأب الصدع بين الفرقاء، لم ينجح المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، في حلحلة الأزمة الليبية.
ومع دعوة الاتحاد الأفريقي إلى تنظيم مؤتمر دولي حول ليبيا مطلع يوليو/تموز المقبل بهدف إيجاد حل للنزاع الداخلي، يعود إلى الواجهة الحديث عن استعصاء الحل الليبي، وفشل سلامة في لململة الأطراف المتنازعة على طاولة واحدة.
كان مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، يسعى إلى عقد ملتقى وطني جامع في الأسابيع الأولى من 2019، مع ترجيح إجراء الانتخابات في يونيو/حزيران المقبل قبل أن يلمح إلى تأجيلها.
ويجري المبعوث الأممي إلى ليبيا مشاورات مكثفة مع مكونات سياسية بهدف الاستماع إلى رؤيتهم لحل الأزمة الراهنة التي تعيشها البلاد، فضلا عن التنسيق والتشاور مع المجلس الرئاسي الليبي ومجلس الدولة (كيان استشاري) للوصول لنقاط تلاقٍ مع مجلس النواب الليبي والقائد العام للجيش المشير خليفة حفتر، للبدء في وضع موعد محدد لعقد الملتقى الوطني الجامع والاتفاق حول خارطة طريق محددة بضمانة أممية.
واستهل المبعوث الأممي إلى ليبيا لقاءاته بعقد اجتماع مع رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، الذي أكد ضرورة المضي قدماً في إنهاء المرحلة التي تعيشها الدولة الليبية، وذلك عبر الاستفتاء على الدستور الدائم للبلاد وإجراء الاستحقاق الأهم وهو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية.
كما شهدت الفترة الماضية لقاء غسان سلامة بمسؤولين مصريين والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، في إطار محاولات إنقاذ خطوات الطريق التي يعكف على التحضير لها حاليًا، وتستهدف عقد الملتقى الوطني الجامع سريعا.
إلا أن مراقبين اعتبروا أن انتصارات الجيش الوطني الليبي تسببت في تغيير المبعوث الأممي إلى ليبيا من خطته، فضلا عن حالة الرفض الشعبي لعقد الملتقى الذي لم تتضح ملامحه أو الرؤية التي سيطرحها المبعوث الأممي خلال الملتقى.
إضافة إلى تخوف البعض من هيمنة تيار بعينه على الملتقى وتحديدا جماعة الإخوان الإرهابية العدو الرئيسي للمؤسسة العسكرية الليبية.
وأكدوا أهمية استناد البعثة الأممية إلى مؤسسات الدولة الليبية وعلى رأسها الجيش الوطني، في أي عملية سياسية لحل الأزمة التي تعصف بليبيا منذ 2011 .
ودفعت التحولات الأخيرة في المشهد الليبي غسان سلامة إلى التلميح لإمكانية تأجيل إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في ليبيا، مشيرا إلى أن الأزمة تحتاج إلى تسوية تاريخية شاملة.
وشدد غسان سلامة، في مؤتمر صحفي عقد بالعاصمة المصرية القاهرة، مطلع الشهر الجاري، على ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي في دعم العملية السياسية في ليبيا.
ونجح مجلس النواب الليبي في إنجاز قانون الاستفتاء على الدستور، وشدد على ضرورة البدء في قانون مشروع الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس للبلاد.
كما حذر المجلس من الدور الخبيث الذي تقوم به أطراف محسوبة على تيار “الإخوان المسلمين” ومجلس الدولة برفضهم للقانون بعد المطالبة بإصداره، وهو ما يؤكد عدم رغبة جماعة الإخوان في حل الأزمة في البلاد، ورفضهم الذهاب لإجراء الانتخابات في البلاد.
ومنذ عام 2017، يعمل المبعوث الأممي الخاص غسان سلامة على خطة إجراء الانتخابات لكنها تأجلت في ظل الانقسام الذي يهيمن على المشهد العام بليبيا.
وتعاني بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا خلال الأشهر القليلة الماضية من رفض بعض القوى غسان سلامة؛ بسبب موقفه الرافض لعمليات الجيش الوطني الليبي في جنوب البلاد، وهي التصريحات التي تراجع عنها سلامة، بل إشادته بالعملية العسكرية التي تلاحق الإرهابيين في مدن الجنوب الليبي.
aXA6IDE4LjExOS4xMDUuMTU1IA== جزيرة ام اند امز