خبراء ليبيون لـ"العين الإخبارية": عمليات الجيش ضد الإرهاب كبحت نفوذ الإخوان
الخبراء أكدوا أن العمليات العسكرية أثرت بشكل كبير في نفوذ تنظيم الإخوان الذي عارض بكل قوة تلك التحركات عبر المليشيات المسلحة
"كبح جماح مخططات الإخوان".. هكذا وصف خبراء في الشأن الليبي عمليات الجيش الوطني ضد الإرهاب، والتي بدأت من بنغازي عام ٢٠١٤ حتى عملية تطهير العاصمة طرابلس التي انطلقت الشهر الجاري.
ويرى الخبراء أن تلك العمليات العسكرية أثرت بشكل كبير في نفوذ تنظيم الإخوان، الذي عارض بكل قوة تلك التحركات عبر طريق المليشيات المسلحة، كما هو الحال الآن في عملية "طوفان الكرامة" التي أطلقها الجيش لتطهير طرابلس من تلك المليشيات.
الجيش الليبي وتقليم نفوذ الإخوان
الرابع من أبريل/نيسان الجاري.. وتحت عنوان "طوفان الكرامة" أمر القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر قواته بالتوجه نحو العاصمة طرابلس لتطهيرها من المليشيات التي تسيطر عليها منذ سنوات.
وتأتي العملية استكمالا لعملية أطلقها الجيش الوطني في ٢٠١٤ وعرفت بـ"عملية الكرامة"، التي انطلقت للتصدي لعمليات الاغتيالات الواسعة في صفوف الجيش ورموزه، وأدت لمقتل المئات من قادة الجيش الليبي.
وبنجاح عملية الكرامة في تطهير مدينة بنغازي من الجماعات الإرهابية المتحالفة مع القاعدة والإخوان، اتجه الجيش لتأمين منطقة الهلال النفطي، المصدر الرئيسي لقوت الليبيين، بعد أن خضعت لسطوة مليشيات المطلوب دوليا "إبراهيم الجضران" المقرب من قطر وتركيا.
ولم تنتهِ جهود الجيش في تطهير البلاد عند ذلك الحد، ليتجه الجيش لتحرير مدينة درنة، أقصي شرق البلاد، والتي كانت آخر مناطق الشرق الخاضعة للجماعات المتطرفة والإرهابية.
وفي أواخر يونيو/حزيران الماضي، أعلن الجيش سيطرته على أغلب المدينة، التي عانت من براثن الإرهاب لنحو 7 سنوات.
وبعد تطهير شرق البلاد بالكامل، توجهت بوصلة الجيش الوطني ليطلق عملية عسكرية جديدة، منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، لتطهير جنوب غربي البلاد من بقايا الإرهابيين المتحالفين مع داعش والإخوان والقاعدة، فضلا عن العصابات التشادية والسودانية.
وبعد أسابيع، تمكن الجيش من السيطرة على الجنوب ليتجه لتحرير المناطق الغربية وصولا إلى العاصمة طرابلس، وهو الأمر الذي أثار جنون تنظيم الإخوان، ليسخروا كل مليشياتهم -وبها مطلوبون وأعضاء على قوائم الإرهاب الدولية- ضد تحركات الجيش.
الإخوان مصدر الفوضى
فسر رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح موقف الإخوان بالقول: "الإخوان لا يعترفون بجيش ولا شرطة ولا دولة مدنية ولا انتخابات وهذا أساس عقيدتهم، ومن ثم فغير مستغرب كونهم ضد الجيش الوطني الليبي حتى لو لم يتحرك الجيش إلى طرابلس، فقد سبق لهم التحريض ضد الجيش في عملياته لتحرير بنغازي ودرنة والجنوب الليبي".
وذكّر صالح، في حوار أجرته معه "العين الإخبارية"، أن الإخوان قاموا باغتيالات واسعة ضد الجيش، مشيرا إلى أنهم يشوهون صورة الجيش الوطني بادعاء أنه يستهدف المدنيين.
وأشار صالح إلى أن هناك مؤامرة من بعض الدول على ليبيا حتى لا تستقر، مؤكدا أن هذه الدول تقوم بإبعاد النماذج الوطنية ودعم من يقوم بتنفيذ المهمات التي تقوم بها هذه المليشيات في طرابلس.
ويقول جمال شلوف، الباحث الليبي ورئيس مؤسسة السليفيوم للأبحاث والدراسات، إنه مع بدء "طوفان الكرامة" في طرابلس صار واضحا جنون الإخوان في محاولتهم إطالة أمد وجودهم عبر استقطاب حلفائهم القدامى والجدد ليحاولوا من خلالهم تأخير سيطرة الجيش على العاصمة ما أمكن واستمرار حالة الفوضى.
وتابع شلوف، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أن الإخوان "منتظرين ما تقوم به دبلوماسيات دولهم الداعمة في أوساط مجلس الأمن، محاولين استصدار أي قرار يوقف طوفان الكرامة الذي سيخمد نيران مخططاتهم الفوضوي في ليبيا".
وأشار شلوف إلى انحسار التيار الإخواني في مناطق بعينها في غرب ليبيا مثل طرابلس والزاوية ومصراتة، بعد تطهير شرق البلاد وجنوبها من الجماعات التابعة لهم وتنظيمي القاعدة وداعش.
الجغرافيا الإخوانية تختفي من الخريطة الليبية
ورجّح شلوف أن تختفي الجغرافيا الإخوانية من المشهد السياسي والسلطوي في ليبيا بعد نجاح الجيش في تطهير طرابلس بالكامل.
وتخوف الباحث السياسي الليبي من عودة الإخوان مرة أخرى عبر تغيير جلدهم، مذكرا بالتحالفات التي نجح الإخوان في عقدها للسيطرة على المجلس الانتقالي 2011، ثم المؤتمر الوطني العام في 2012، ثم مجلس النواب الذي تم انتخابه عام 2014، على الرغم من أن نسب الأصوات التي حصل عليها التنظيم الإرهابي في انتخابات المؤتمر أو مجلس النواب كانت ضعيفة.
وأوضح شلوف أنه بعد إطلاق عملية الكرامة للجيش الوطني، وفّرت الإخوان الدعم التشريعي والسياسي والمالي وحتى اللوجيستي للجماعات الإرهابية التابعة لها في مدن بنغازي ودرنة وأجدابيا.
وتابع أن "نفس التحشيد تقوم به الإخوان ضد الجيش في عملية "طوفان الكرامة"، بعد سيطرتها على مفاصل حكومة الوفاق ومجلس الدولة، لتبني جناح عسكري جديد مولته من أموال الشعب الليبي وهو مليشيات طرابلس التي يحاربها الجيش الوطني الليبي حاليا".
من جانبه، يقول عيسى رشوان، الباحث السياسي الليبي، لـ"العين الإخبارية" إن "الإخوان يعيشون من الناحية السياسية في مرحلة حرجة جدا. في غرفة الإنعاش السياسي، فقد دخلوا فيما يمكن أن نطلق عليه حالة الموت السريري، لكن جغرافيا هم متواجدون في بعض المناطق داخل بعض مدن الغرب الليبي بعد عمليات الجيش الوطني لتطهير البلد".
ونجح الجيش الوطني الليبي في الأيام الماضية من تحقيق انتصارات داخل العاصمة طرابلس، التي عانت من المليشيات المسلحة المدعومة من تنظيم الإخوان الإرهابي.