خبراء لـ"العين الإخبارية": الجيش الليبي أحبط مخططات قطر في جنوب البلاد
خبراء سياسيون ليبيون يؤكدون أن قطر تدعم الإرهاب في الجنوب الليبي لنهب ثروات البلاد اعتمادا على عميلها الإرهابي إبراهيم الجضران
اعتبر خبراء ومحللون سياسيون أن إعلان الإرهابي الليبي إبراهيم الجضران الممول من "تنظيم الحمدين" القطري، يوم الثلاثاء، عن تحرك مسلح لمواجهة عمليات قوات الجيش الليبي في جنوب البلاد، ودعوته قبائل "التبو" الوقوف إلى جانبه، محاولة أخيرة من جانب الدوحة لإنقاذ مخططاتها في الجنوب الليبي من الانهيار.
وأكد الخبراء في الشأن السياسي الليبي الذين تحدثوا لـ"العين الإخبارية" أن عملية الجيش الليبي بجنوب البلاد أفشلت مخطط الدوحة، بنشر "مرتزقة" تشاديين وسودانيين جنوب ليبيا، وخلق مناطق نفوذ لها في دول الساحل والصحراء.
وفي أول تحرك تقوم به الدوحة لعرقلة عمليات الجيش الوطني الليبي، قال الإرهابي الجضران -المدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن والولايات المتحدة الأمريكية- إنه سيواجه الجيش الوطني الليبي في الجنوب، زاعماً أن هذه الخطوة تأتي لنصرة قبائل التبو ضد وحدات المعارضة السودانية.
وحرض الجضران عبر تسجيل صوتي قبائل التبو بالوقوف معه ضد قوات الجيش الوطني الليبي.
الدكتور محمد الزبيدي، أستاذ القانون الدولي والمحلل السياسي الليبي، أكد أن قطر تريد السيطرة على القيادة العسكرية في ليبيا، وكسر شوكة القوات المسلحة العربية الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر، لأن الجيش الليبي أفشل العديد من مخططات الدوحة التخريبية، مؤكدا أن الإرهابي إبراهيم الجضران يعد أبرز أدواتها لتنفيذ تلك الخطط الخبيثة.
إبراهيم الجضران إرهابي وأحد قادة المليشيات المسلحة المخربة لليبيا بإيعاز من قطر، كما يعد من أشد المؤيدين لتقسيم ليبيا وإنشاء إقليم انفصالي في "برقة".
وبدعم مالي وإعلامي من قطر ارتكب الجضران والعناصر المسلحة التابعة له العديد من الجرائم، من خلال محاولاته وجماعته السيطرة على منطقة الهلال النفطي، ما أسهم في تكبيد الاقتصاد الليبي خسائر كبيرة، قبل أن يأتي الجيش الليبي ويقطع يده الممتدة إلى ثروات ليبيا.
وكان الجيش الوطني الليبي أعلن الأسبوع الماضي دخوله منطقة غدوة جنوب مدينة سبها، للبدء في التمركز بها وتطهيرها من الإرهابيين المدعومين من قطر، والانطلاق نحو الحدود الجنوبية للبلاد لتأمينها بشكل كامل من العصابات المسلحة التشادية والسودانية.
وأضاف الزبيدي لـ"العين الإخبارية" أن الدوحة تستغل العصابات التشادية في الجنوب وغيرها من الجماعات الإرهابية المسلحة لتشكيل كيان عسكري لإيقاف تقدم الجيش الليبي الوطني في تطهير البلاد من الإرهاب.
وأكد الجضران -الذي استعان بعدد من المرتزقة الممولين من قطر خلال هجماته على الهلال النفطي- أن الجميع سيتجرع من الكأس نفسه، في إشارة منه إلى العمليات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية في بنغازي ودرنة وضد المرتزقة في الهلال النفطي إذا تقاعسوا عن مواجهة القوات المسلحة الليبي في الجنوب.
وتهدف عصابات المعارضة التشادية المسلحة بقيادة المتمرد تيمان أرديمي، المقيم في العاصمة القطرية الدوحة، إلى جمع الأموال والأسلحة لاستخدامها ضد الرئيس التشادي في العاصمة أنجامينا وضد الجيش الوطني الليبي الذي يواجه جرائمه حاليا بالجنوب.
وتعد عصابات "المعارضة التشادية" المسلحة رأس الحربة في أي هجوم يستهدف المناطق النفطية الليبية، الذي يقوده الإرهابي الجضران، إضافة إلى استهداف تلك العصابات قواعد الجيش الليبي، بسبب وقوفه بالمرصاد لطموحات تلك الجماعات، وعلاقته الوثيقة بالرئيس التشادي إدريس ديبي.
عيسى رشوان الخبير في الشؤون السياسية الليبية، قال لـ"العين الإخبارية"، إن قطر تقف وراء دعم الجماعات الإرهابية والعصابات المسلحة بشكل كامل في البلاد، وتحديدا في الجنوب الغني بالثروات الطبيعية، من أجل استمرار نهب ثروات ليبيا الطبيعية والتي يأتي على رأسها الغاز والنفط.
والجنوب الليبي المعروف تاريخياً باسم "إقليم فزان" غني بمعادن اليورانيوم الخام وكذلك النفط، كما يعتبر حوض "غدامس" النفطي مكمناً نفطياً عملاقاً مشتركاً بين ليبيا والجزائر.
الناشط السياسي المدني الليبي عبدالحكيم الباشا، قال لـ"العين الإخبارية" إن العناصر التشادية المسلحة التي تنتمي لحركات المعارضة تعمل على تهريب المخدرات والسلاح والبضائع الليبية المدعمة، كما تمارس جرائم القتل والخطف والاغتصاب بالجنوب مما أدى لتفاقم أزمات فزان.
وأضاف الباشا أن الجنوب "مساحته واسعة ودروبه وعرة، ومن ثم فهو أرض خصبة لنمو الجماعات الإرهابية وفلول المعارضة التشادية، التي أوضح أنها تتمركز في عدة مناطق جنوب ليبيا، منها جبال تربو، وبن غنيمة، ومنطقة "أم الأرانب"، وسلسلة جبال الهروج جنوبي قاعدة الجفرة الجوية.
ويعاني جنوب ليبيا من انتشار العصابات الإجرامية وجماعات المعارضة التشادية والسودانية الممولة من قطر، والتي تمارس الحرابة والخطف ضد الليبيين، وتتخذ من الأراضي الليبية منطلقاً لعمليات عنف ضد المواطنين، الأمر الذي دفع الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لشن عملية عسكرية شاملة لتطهير الجنوب من تلك العصابات.
وتشن قناة "الجزيرة" القطرية حملة إعلامية ممنهجة لتشويه صورة القوات المسلحة الليبية والعمليات العسكرية ضد الجماعات المتطرفة، زاعمة أن المشير خليفة حفتر يمارس حملات تطهير ضد قبائل التبو في جنوب البلاد.
وبالتزامن مع تحريض الإرهابي إبراهيم الجضران زعمت المنطقة العسكرية الغربية التابعة للمجلس الرئاسي بقيادة أسامة جويلي أن ما حدث من اشتباكات الأيام الماضية في الجنوب الليبي بمثابة فرض لسياسة الأمر الواقع وإجهاض الحلول السياسية، مدعية مشاركة مليشيات مسلحة مع وحدات الجيش الليبي في منطقة غدوة.
وفي المقابل، أصدر نشطاء "حراك ليبيا" بالجنوب الليبي بياناً نددوا فيه بتصريحات الجويلي، قائلين "تابعنا البيان الصادر عن المنطقة العسكرية الغربية التابعة لحكومة الوفاق غير الدستورية وإدانتها العملية العسكرية الشريفة التي أطلقتها القوات المسلحة العربية الليبية في الجنوب ضد عصابات الإرهاب والجريمة والمرتزقة".
وأضاف البيان الذي اطلعت عليه "العين الإخبارية" "في الوقت الذي باتت تشهد فيه مدينة سبها ظروفاً أمنية ممتازة افتقدتها منذ سنوات وفيما تسعى الحكومة المؤقتة لتوفير الخدمات العاجلة لأهلها وقد تحققت انفراجة على مختلف الأصعدة، يفاجئنا أسامة جويلي بهذا البيان الذي يوجه فيه اتهامات للجيش ما أنزل الله بها من سلطان".
وأكد "حراك ليبيا" أن الاتهامات للقوات المسلحة مرفوضة جملة وتفصيلاً، محذراً من مغبة أي عمل عسكري تفوضه حكومة الوفاق هو أو غيره للتحرك نحو الجنوب وتعكير صفو الأجواء خدمة للأجندات المشبوهة .
وحمل "الحراك" حكومة فائز السراج مسؤولية أي تحرك عسكري طائش يقوم به الجويلي أو أي قوات معه، معتبرين أي عمل من هذا القبيل سيكون بمثابة إعلان حرب أهلية على فزان لنصرة الجماعات الإرهابية وعصابات المرتزقة الأفريقية .
وتشهد هذه الفترة اشتداد العمليات العسكرية للجيش الليبي ضد الجماعات التشادية، خاصة بعد تمكن الجيش من تحرير الشرق الليبي من الجماعات الإرهابية والعصابات الأفريقية المسلحة.
aXA6IDE4LjIxOS4yMzEuMTk3IA== جزيرة ام اند امز