تطورات "خطيرة ومتسارعة" تهدد العملية السياسية في ليبيا
تطورات خطيرة ومتسارعة تهدد بنسف العملية السياسية في ليبيا، وسط مخاوف من إعادة البلد الأفريقي إلى المربع الأول، وتقاتل أبنائه مرة أخرى.
فمن مجاهرة عدد من التيارات السياسية في ليبيا برفض قانون الانتخابات الرئاسية والتلميح برفض نتائج الاستحقاق الدستوري المقبل، وسحب مجلس النواب الثقة من حكومة الدبيبة ورد الأخير على البرلمان بعدم الاعتراف به، سيناريوهات فرضت نفسها على الساحة الليبية، تهدد بنسف العملية السياسية المقبلة.
دعوة عاجلة
وسط كل هذه الأحداث الساخنة التي ألهبت الشارع الليبي، دعا 46 عضوا بملتقى الحوار الليبي لعقد جلسة طارئة لملتقى الحوار الليبي بسبب ما وصفوه بـ"التطورات الخطيرة المتسارعة" التي تهدد وحدة البلاد واستقرارها وأمنها، وقد تعيق تحقيق الاستقرار والسلام وتخل بالمسار الديمقراطي.
وقال أعضاء ملتقى الحوار الليبي، في رسالتهم التي وجهوها إلى المبعوث الأممي إلى ليبيا واطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منها: نجدد الدعوة الموجهة إليكم بطلب عقد جلسة طارئة لملتقى الحوار السياسي الليبي، للوقوف على المسؤوليات المناطة به تجاه ما يعيق تنفيذ خارطة الطريق للمرحلة التمهيدية ولاقتراح المعالجات المناسبة بما يعترض تطبيقها والتي تهدد بانهيار العملية السياسية والمسار بأكمله.
إلا أن إلهام سعودي، إحدى العضوات في الملتقى، قالت في تغريدة عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الإثنين، إن تلك الرسالة تشكل ثالث طلب موجه في الآونة الأخيرة إلى المبعوث الأممي يان كوبيش، الذي لم يرد حتى الساعة أو يحدد موعدا لمناقشة الأمر.
سيناريوهات مستقبلية
وحول هذه التطورات، والدعوة الليبية للمبعوث الأممي، استطلعت "العين الإخبارية" آراء محللين سياسيين، حول السيناريوهات المستقبلية، وتبعات الأحداث على الاستحقاق الدستوري المقبل، وموقف كوبيش، وهل سيوافق على عقد جلسة للملتقى أم لا.
عودة مليون عامل مصري إلى ليبيا.. القصة الكاملة
المحلل السياسي الليبي حسين المسلاتي، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن مجاهرة عدد من التيارات والشخصيات السياسية في ليبيا بعد الاعتراف بقانون الانتخابات الرئاسية والتلميح برفض قانون انتخاب البرلمان المتوقع إصداره الأسبوع المقبل، ورفض الإخواني خالد المشري الذي يرأس ما يعرف بـ"المجلس الأعلى للدولة" نتائج الانتخابات المقبلة، حال فوز أشخاص بعينهم يهدد بنسف العملية السياسية في ليبيا.
تنصل إخواني
وأوضح المسلاتي، أن عددًا من الأطراف في ليبيا، بينها عناصر تنظيم الإخوان تنصلت من اتفاقات خارطة الطريق، والتي أُسست على القبول بنتائج العملية السياسية، ما قد يعيد ليبيا إلى المربع الأول.
وحذر من أن تلك التطورات قد تؤثر على سير أو إجراء الانتخابات المقبلة، مناشدًا المجتمع الدولي بمساندة مجلس النواب في صياغة قانون الانتخابات البرلمانية والتلويح بعقوبات ضد المعرقلين، مشيرًا إلى أن حال تجاهل ذلك، ستدخل ليبيا في جولة جديدة من المفاوضات تدفع لتأجيل العملية السياسية، ما يضعها في وضع حرج، تكون فيه كل السيناريوهات محتملة.
وأشار إلى أن سبب عدم رد المبعوث الأممي كوبيش على طلبين سابقين لأعضاء الملتقى الحوار الليبي، أنه تأكد أن التوافق بين أعضاء الملتقى بات مستحيلا، مؤكدًا صعوبة عقد جلسة للملتقى حاليًا.
ورغم صعوبة عقد الملتقى، إلا أن المسلاتي قال إنه في حالة عقده، سيكون التواصل بين أعضائه أمرًا صعبًا بل مستحيلا، مستشهدًا بنتائج الجلسات السابقة للملتقى والتي لم تحدث أي اختراق في العملية السياسية، بسبب الاختلافات بين أعضائه.
مغامرة خطيرة
كامل المرعاش المحلل السياسي الليبي وافق المسلاتي في رؤيته، مشيرًا إلى بعض مما وصفه بـ"التطورات الخطيرة" والتي تمثلت في تمرد حكومة عبدالحميد الدبيبة على البرلمان وحشد الميليشيات والأنصار لإسقاطه، ما يهدد بشكل مباشر عملية تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية، المتفق عليها في خارطة الطريق.
النواب الليبي يعلن تأجيل جلسة مناقشة قانون انتخاب البرلمان
وأوضح المرعاش، أن رئيس حكومة تصريف الأعمال عبدالحميد الدبيبة يخوض ما وصفه بـ"المغامرة الخطيرة"، التي قد تعيد الحرب من جديد بين شرق وجنوب ليبيا وبين شمال غربها، خصوصًا بعد أن فتح خزائن الدولة لشراء الولاءات والذمم، في إشارة إلى قرار الدبيبة بزيادة مرتبات المعلمين، وتخصيصه مليارين ومائتين وخمسين مليون دينار ليبي لصالح وزارة التربية والتعليم لدعم المرتبات، بداية من مرتبات شهر سبتمبر/أيلول الجاري.
وحول إمكانية عقد ملتقى الحوار، قال المرعاش، إن كوبيش سيفعل أي شيء لإنقاذ الموقف، مشيرًا إلى أن خيار دعوة ملتقي الحوار ليس مستبعدًا، لكن يبقي تأثير ذلك محدودًا، لأن أعضاء ملتقي الحوار أيضا منقسمين بشكل حاد وسبق أن فشلوا في إقرار القاعدة الدستورية التي مازالت تشكل العقدة الأساسية بين الأطراف المتصارعة على السلطة في ليبيا.
ملتقى منقسم
وأشار المحلل السياسي الليبي إلى أن الملتقى –حال عقده- لن يأتي بجديد ما دام نفس الأعضاء موجودين، مؤكدًا أن تصريحات بعضهم تشجع الدبيبة على التمرد على البرلمان وتجاوزه، وخصوصًا الأعضاء الممثلين لتيار الإسلام السياسي.
الرئاسي الليبي: المرتزقة خطر على الجوار وليس بلادنا فقط
المحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن ما وصفه بـ"الكارثة" ليست فيما يجري من تطورات "خطيرة"، التي يعني أصحاب تلك المقولة إلى انهيار النظام السياسي الحالي، بل فيما يعنيه هذا الانهيار من العودة إلى مربع العنف مرة أخرى.
كارثة سياسية
وأوضح المحلل السياسي الليبي، أن دعوة أكثر من 40 عضوًا من ملتقى الحوار الليبي (يشكلون الأغلبية) دون استجابة تمثل "كارثة"، كونها المرة الأولى في تاريخ الأمم المتحدة التي تتحول فيها الأخيرة من مجرد وسيط -كما يقتضي دورهم الطبيعي- إلى "مؤسسة حكم ليبية تشارك بها باقي مؤسسات أخرى في حكم الليبيين، وإن كانت هي أعلاهم".
وأشار إلى أنه رغم تلك الحقيقة التي وصفها بـ"الصادمة" فإن ملايين الليبيين لا يدركونها، مؤكدًا أن إمكانية عقد الملتقى من عدمها بيد رئيس البعثة الأممية في ليبيا يان كوبيش، فيما لا يملك الليبيون من أمرهم شيئًا.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4xNDkg جزيرة ام اند امز