آلية التصويت بتونس.. لغم الإخوان للسطو على المشهد الليبي
أكد محللون سياسيون ليبيون أن آلية التصويت كانت وراء فشل الملتقى السياسي الليبي في تشكيل السلطة التنفيذية.
وقال الخبراء، في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، إن آلية التصويت "غير منضبطة" ومصممة لأن تسمح بترشح شخصيات إخوانية لتولي المناصب التنفيذية.
وأكدوا أن عناصر تنظيم الإخوان المسيطرين على الحوار استغلوا ثغرات موجودة بهذه الآلية لكي يهيمنوا على السلطة التنفيذية الجديدة.
وفشل أعضاء لجنة الحوار السياسي الليبي في التوافق على آلية اختيار رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي الجديد، والحكومة الانتقالية، المنتظر تشكيلهما، حتى الانتخابات المحدد لها 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.
آلية غامضة
المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، قال إن آلية التصويت ظلت طي الكتمان والغموض عند التحضير للاجتماعات بشكل متعمد.
وأشار إلى أن الترتيب المسبق والمتفق عليه سلفًا، بين البعثة وغالبية الحاضرين حول الشخصيات التي ستتولي المناصب المتفق عليها كان لا يحمل أي خطر في الحصول على الأغلبية الساحقة لتمرير هذه الشخصيات.
وأضاف المرعاش، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن ما فجر الخلافات في تونس، مطالب فتحي باشا أغا وزير داخلية السراج من خلال ممثليه في الاجتماعات بأن ينتزع كل الصلاحيات مقابل تقليص صلاحيات رئيس المجلس الرئاسي، ما أدى إلى انهيار كل الترتيبات المسبقة.
واعتبر أن المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة اضطرت إلى التدخل وتحديد نسبة الـ75% من بين المشاركين للموافقة على التعديلات التي أصر عليها فتحي باشا أغا الذي كان يدير ممثليه عن بعد، واستخدم كل الاساليب من ترغيب ورشاوي وترهيب للحصول على منصب رئيس الحكومة مفصلا على مقاسه، مما أدى إلى إثارة غضب ستيفاني وليامز التى سارعت بإنهاء الاجتماعات بشكل مفاجئ وتجنب مزيد من الفضائح، وأطلقت تشبيه "الديناصورات" على الذين أفسدوا الاجتماعات.
وأشار إلى أن تنظيم الإخوان استغل آلية التصويت واصطف بناء على تعليمات محددة من تركيا لدعم ترشح باشا أغا لرئاسة الحكومة مقابل أن يحصل التنظيم على وزارات سيادية وهي الخارجية والمالية وقيادة الحرس الوطني الذي وعد باشا أغا بإنشائه فور تسلمه لمهامه.
آلية معقدة
المحلل السياسي الليبي، عز الدين عقيل، يرى في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن آلية التصويت في ملتقى تونس سمحت في تداول أسماء شخصيات إخوانية لتولي مناصب تنفيذية في السلطة المقبلة وعرقلة الاتفاق على أسماء وطنية.
وقال إن الإخوان الذين يشكلون الأغلبية في الحوار، يحاولون السيطرة على مستقبل ليبيا واقتناص أكبر حصة ممكنة من المناصب.
وأشار إلى أن تنظيم الإخوان يستقوي بالخارج (في إشارة إلى تركيا) للاستحواذ على المناصب في ليبيا واستنزاف ثروات البلاد لصالح قوى أجنبية.
متفقا مع ما سبق ومنتقدا آلية التصويت بملتقى تونس، قال ناصف فرجاني المحلل السياسي الليبي، إن آلية التصويت معقدة جدا، وهي نتاج مقترحات من المتحاورين، مشيرًا إلى أن كل طرف حاول أن يقطع الطريق على الطرف الآخر.
وأوضح فرجاني، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن آلية الاختيار تأثرت بالأجواء السائدة داخل القاعة، حيث كانت أسماء المتنافسين شبه معروفة، ولذلك تم تحوير الآلية من الأطراف الإخوانية المسيطرة على الحوار حسب أهدافها.
ثغرات بآلية التصويت
من جانبه، يرى عبدالمنعم اليسير، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالمؤتمر الليبي العام (2012 – 2014)، إن آلية التصويت المقترحة مصممة لأن تسمح بترشح شخصيات إخوانية لتولي مناصب تنفيذية، مشيرًا إلى أن بها ثغرات استغلها تنظيم الإخوان وسيطر على مجريات الأمور في ملتقى تونس.
وأوضح اليسير، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الوثائق المسربة عن الملتقى، صاغها تنظيم الإخوان الذي تمكن من إقناع موظفي البعثة بها، مشيرًا إلى أن الوضع يبشر بمؤامرة جديدة على ليبيا أسوأ من "مؤامرة الصخيرات".
وأشار إلى أن ملتقى تونس، شابه المال الفاسد وشراء الأصوات بسبب عدم وجود شفافية في تعامل البعثة الأممية واعتمادها على الطرق الملتوية التي عرفها عنها من وصفهم بـ"المتربصين" من تجربتهم الأولى معها في "الصخيرات".
وأكد أن تنظيم الإخوان لا يريد أن يكون هناك استقرار في ليبيا أو سلطات موحدة ودولة تتحكم في منافذها، لأنه يتعارض مع مشروعهم.
وأشار إلى أن الإخوان "حاولوا وسيكررون محاولاتهم للدفع بكل من هو مرتشٍ ليتصدر المشهد السياسي في ليبيا، مستخدمين المال السياسي للترغيب وميليشيات مصراتة لترهيب المعارضين."
وتوقع المحلل السياسي الليبي، عرقلة من الإخوان لأي شيء ينزع سيطرتهم من المنطقة الغربية، أو يؤثر على الموقف الحالي الذي يتمتعون به الآن، مشيرًا إلى أن تنظيم الإخوان لن يرضى بأن يكون طرفًا سياسيًا في المشهد مع شركاء له، بل سيحاول الاستحواذ على كل شيء.
وحذر من محاولة المجتمع الدولي فرض تنظيم الإخوان والميليشيات المسلحة على مستقبل ليبيا، قائلا: "واهم من يظن حدوث استقرار في ليبيا بوجود الميليشيا والإخوان".
شرك جديد لليبيا
عادل ياسين رئيس مجلس العلاقات الدولية في ليبيا شن هجومًا حادًا على آلية التصويت في الملتقى السياسي بتونس، مؤكدًا أنها من صنع البعثة الأممية التي تحاول وضع تنظيم الإخوان كشرك في ليبيا وتدوير الأزمة في ليبيا.
وقال عادل ياسين في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن البعثة الأممية والتي شكلت الملتقى السياسي بتونس، تعلم أن ثلثي المشاركين من تنظيم الإخوان والمتعاطفين معهم، إلا أنها حاولت من خلال آلية التصويت التي اقترحتها وبالتعاون مع قطر وتركيا، تنصيب الإخوان المسلمين الذين لم يعد لهم قاعدة شعبية في ليبيا.
وأكد أن البعثة الأممية تقود لعبة دولية خطيرة ستدفع بليبيا إلى الهاوية، محذرًا من الدور "الخبيث" للبعثة في إطالة الأزمة الليبية، على شاكلة الصومال.
aXA6IDUyLjE1LjIzOC4yMjEg جزيرة ام اند امز