قطر وتركيا.. إفشال الحوار الليبي لخلق "صومال جديد"
أجمع خبراء ليبيون على أن التدخل القطري التركي في ملتقى تونس كان وراء فشل الحوار في تشكيل المجلس الرئاسي والحكومة.
وفشل أعضاء لجنة الحوار السياسي الليبي في التوافق على آلية اختيار رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي الجديد، والحكومة الانتقالية، المنتظر تشكيلهما، حتى الانتخابات المرتقبة 24 سبتمبر/ أيلول 2021.
وأوضح الخبراء، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن قطر وتركيا دعمتا شراء الأصوات عبر المال الفاسد لاستمرار الوضع الليبي وتحويله إلى عراق وصومال جديد، ما سيؤدي حتما إلى عدم التوصل لحل للأزمة الليبية.
عراق وصومال جديدان
وأرجع السفير رمضان البحباح، الدبلوماسي الليبي المتقاعد، فشل الحوار إلى الدولة الغربية التي تدخل بشكل غير واضح في الأزمة الليبية بواسطة قطر وتركيا.
ورأى أن المشكلة الليبية صنعت كي لا تحل حتى يتم العبث بها وفق مشاريعهم وأجنداتهم.
وتابع البحباح، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن ما يحدث في ليبيا هو سيناريو صناعة عراق وصومال وأفغانستان جديدة عبر تدمير الدولة وممارسة العبث في المنطقة من خلالها.
وحذر من مخطط تدمير الدولة الليبية لخلق جيب في بوابة إفريقيا الشمالية والسيطرة على القارة السمراء وتعاد كمزرعة خلفية للغرب الرأسمالي.
ووصف تركيا وقطر بالمعاول وأدوات لتبرئة الجريمة الغربية في حق الدول العربية لزرع بذور الكراهية بين شعوب المنطقة لنقل الصراع بينها نيابة عن الغرب الذي سيستولي على المنطقة تحت ذريعة انهاء الصراع.
وأكد البحباح أننا ندفع الثمن الباهظ جراء الصراع الدولي للسيطرة على مصادر الطاقة وثروات الشعوب، مشيرا إلى أن الغرب شيطن الأنظمة وأطاحوا بها وصولا إلى هذه الغاية باستخدام بعض الدول الخبيثة مثل قطر وتركيا.
تحركات قطرية تركية
ويقول الدكتور محمد المصباحي، رئيس ديوان المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا، إن أسباب فشل الملتقى السياسي بتونس إلى التدخل التركي القطري وسيطرته على أعضاء الإخوان المشاركين بالحوار.
وأضاف المصباحي، لـ"العين الإخبارية"، أن الدولتين الراعيتين للتنظيم الإرهابي كانتا ترغبان في ذلك لاستمرار السراج في منصبة ورعايته للمليشيات المسلحة في طرابلس.
ولفت إلى أن من أسباب فشل الحوار إصرار الإخوان على رفض منع من تقلدوا مناصب تشريعية وتنفيذية من الترشح للسلطة التنفيذية الجديدة مما يضيع فرصة قيادات المليشيات من تقلد المناصب على رأسهم باشا أغا الذي ينتمي لجماعة الإخوان الإرهابية، وينحدر من مصراتة.
وأوضح المصباحي أن التحركات التركية القطرية في المنطقة خلال الشهر الماضي كانت للضغط لنقل الحوار إلى تونس حتى يدار بواسطة ورعاية حركة النهضة الإخوانية لتنفيذ أجندة المرشد، متوقعا فشل الحوار السياسي في حال استمراره بطريقة العمل هذه وسيطرة الإخوان.
وأكد أن المال الفاسد لشراء الأصوات لصالح الأسماء الإخوانية المرشحة للمناصب العليا لقيادة المرحلة الانتقالية في ليبيا يتسبب في فشل الحوار وذلك بعد اعتراف المبعوثة الأممية بوجوده.
إيمان الإخوان بالعنف
ويرى الخبير السياسي الليبي خالد الترجمان أن فشل الحوار كان متوقعا ومجرد تحصيل حاصل بسبب تواجد الإخوان والمليشيات وإيمانهم بالعنف والقوة والسيطرة على المشهد.
وأضاف الترجمان أن الاخوان لا يؤمنون بتقاسم السلطة أو أي حوار ديمقراطي، مشيرا إلى أن الضربة القاصمة جاءت من اللجنة العسكرية المشتركة بعد إثبات أن ولاءها للوطن والمؤسسة العسكرية واتفاقهم على أسس بناء الدولة المدنية من تفكيك المليشيات وطرد المرتزقة وخروج الاستعمار التركي.
وتابع أن ما جرى في تونس يوصف بـ"القباحة" بسبب محاولة شراء الأصوات مما يؤكد سطوة الإخوان على المشهد السياسي، مشيرا إلى أن هؤلاء لا يمكن إعطاء أمان لهم.
وكشف عن تواجد عدد من أعضاء المخابرات التركية متنكرين بصفة صحفيين داخل فندق الحوار من أجل دعم الإخوان ومساندتهم.
وأشار إلى أن التواجد القطري التركي ينتشر بقوة في كافة فنادق منطقة قمرت التونسية لإتمام المؤامرة ضد ليبيا.
ولفت الترجمان إلى أن تونس تعرضت لضغوطات تركية قطرية كبيرة واستخدامها في مرور السلاح والطيران المسير والمرتزقة إلى ليبيا، مؤكدا أن البلدين هما السبب الرئيسي لفشل الحوار الليبي.