السراج يرتدي قناع أردوغان بكلمة ليبيا أمام الأمم المتحدة
خبراء أكدوا أن السراج في حديثه عن الدولة المدنية والتبادل السلمي للسلطة تناسى آلاف المرتزقة في شوارع العاصمة طرابلس والمدن الأخرى
وصف خبراء سياسيون خطاب رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، اليوم الخميس، أمام الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة بـ"المتناقض" و"غير المنطقي".
وزاد الخبراء في وصف كلمة السراج أمام المنظمة الدولية باعتباره تحدث بصفة "ناطق باسم أردوغان" وليس رئيس حكومة لبلد مستقل فعكس عبث وجود تلك الحكومة غير الدستورية.
وأشار الخبراء في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية" إلى أن السراج في حديثه عن الدولة المدنية والتبادل السلمي للسلطة تناسى آلاف المرتزقة والإرهابيين الذين يتجولون بحرية في شوارع العاصمة طرابلس والمدن الأخرى التي تسيطر عليها حكومة الوفاق.
ويقول الخبير السياسي الليبي، عبدالحكيم فنوش، "أصبح من المزعج جدا الاستماع لما يتفوه به السراج من مصطلحات جوفاء وجمل مكررة لا تعكس إلا عبثية وجوده المجرد من أي قيمة عوضا عن الحديث عن شرعية بقائه".
وتابع فنوش في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن "حديث السراج عن الدولة المدنية والتبادل السلمي للسلطة التي يحميها أبوالغضب وأتباعه -في إشارة إلى مرتزق سوري بارز- ومحاربة الإرهاب الذي يدفع له من مصرف ليبيا المركزي وحديثه عن الوطن وليبيا وهو الذي يستدعى كصبي من قبل أردوغان يجعل خروجه للنطق باسم الوطن عبارة عن تجسيد للمأساة التي يعيشها الليببون".
ويرى أن السراج لا يزال يجاهد من أجل البقاء في السلطة، وما حديثه عن الانتخابات إلا وسيلة للبقاء أطول فترة ممكنة في السلطة وإعلان مبطن برفض أي تفاوض عليها من الممكن أن يطيح به.
واعتبر فتوش "مزاعم السراج بمباركة أي حوار لا يتماشى مع كون الأمر ليس بيده، إذ لا يتعدى كونه "تابعا" لأردوغان.
واتفق الحقوقي والسياسي الليبي محمد صالح جبريل اللافي مع ما ذهب إليه عبدالحكيم فنوش، معتبرا أن السراج يتمسك بدور ممثل أنقرة في الغرب الليبي، وأمام دول العالم في الأمم المتحدة، وأن تصريحاته لا تتعدى التعبير بلسان أردوغان.
وأضاف اللافي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن "الليبيين لا يقبلون ممثلا عنهم لم ينتخبوه بل اغتصب السلطة بمباركة دولية دون أي حق دستوري أو قانوني واستجلب الاحتلال التركي، وزحم العاصمة بآلاف المرتزقة والإرهابيين متعددي الجنسيات".
وأشار إلى أن السراج بعد أن أعلن عزمه تسليم مهامه إلى السلطة الجديدة التي ستتشكل وفقا لمخرجات المفاوضات السياسية كان عليه أن يدرك أنه لا يمثل كل الليبيين وأن يعتذر عن الكلمة، منوها إلى أن مجلس النواب والقيادة العامة للجيش الليبي هما وحدهما الجهات الشرعية التي تمثل الإرادة الحرة لليبيين.
وحول تصريحات السراج شدد على أنها لم تختلف كثيرا عنها في أي وقت سابق، ما يؤكد أن السراج مستمر في تلقي الأوامر من أنقرة وتمثيلها أمام دول العالم، وجميعها متهافتة منطقيا وواقعيا على الأرض التي تسيطر عليها المليشيات والمرتزقة الأجانب.
بدوره يرى الحقوقي والمحلل السياسي الليبي عبدالله الخفيفي أن تصريحات فايز السراج مندوب أنقرة في ليبيا وممثل المليشيات أمام العالم تتناقض مع الواقع، حيث إن جميع ما يحاول نفيه عنه هو حقيقته، فهو من قوض طموحات بناء الديمقراطية وتداول السلطة سلميًا في ليبيا.
وتابع في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن السراج صدق في تعبيره أن الشعب الليبي مصمم على الوقوف ضد كل من يريد القضاء على حلمه بإقامة الديمقراطية في البلاد، لكنه لا يجرؤ على قول من هو الذي يقوم بذلك فعلا، وهو سيده في الباب العالي بإسطنبول.
وأردف أن السراج سبق وتراجع عن العديد من تعهداته الدولية في باليرمو وباريس، بل عن بنود الاتفاق السياسي المصوغ الوحيد لوجوده في ليبيا، اصة الترتيبات الأمنية التي تقضي بتفكيك المليشيات ونزع سلاحها، وإخراجها من العاصمة والمدن وتسليم المقار للجيش الليبي.
وطالب الخفيفي السراج الذي يتحدث عن الدول المتدخلة في ليبيا بإعادة النظر في مواقفها وإخراج المرتزقة ومحاربة الإرهاب أن يوجه الحديث إلى أنقرة إلا أنه يعجز عن فعل ذلك، باعتباره ليس أكثر من مندوبها في ليبيا.
كان السراج قد زعم في كلمته أمام الأمم المتحدة أن حكومته على التمسك بالخيار السلمي القائم على الحوار البناء كخيار وحيد لتجاوز الأزمة الليبية، وقال "تفاعلنا بشكل إيجابي مع كل المبادرات التي هدفت إلى تسوية الأزمة في بلادنا وبرهنا على كوننا دعاة سلام".
ومتناسيا التدخل التركي في بلاده تابع السراج في كلمته: "نطالب الدول المتدخلة في ليبيا بإعادة النظر في مواقفها والبحث مع حكومة الوفاق على إرساء قواعد التعاون القائم على الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
وبلغ السراج ذروة التناقض حين زعم أنه وحكومته يتمسكون بخروج جميع المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية ونزع سلاح منطقتي سرت والجفرة، مضيفا "نتطلع لدعم المجتمع الدولي لإنجاح الانتخابات التي ستنهي أزمة الشرعيات التي أنهكت ليبيا".