قائد عسكري ليبي لـ"العين الإخبارية": دعم قطر للإرهاب في درنة لن يؤخر تحريرها
قائد غرفة عمليات عمر المختار اللواء سالم الرفادي قال إن الجيش يستعد للمرحلة الثانية من تحرير درنة بعد نجاح مرحلتها الأولى
قال قائد غرفة عمليات عمر المختار اللواء سالم الرفادي إنه الدعم غير المحدود من قطر للعناصر الإرهابية في درنة لن يؤخر تحرير المدينة الاستراتيجية، منوها بالنجاح الباهر للمرحلة الأولى من تحرير المدينة رغم الإمكانيات المحدودة المتاحة للجيش.
وأكد الرفادي في حوار مع "العين الإخبارية" تحرير 1200 كيلومتر من درنة منذ انطلاق عملية التحرير في 7 مايو/أيار الماضي، مشيرا إلى الخسائر الكبيرة في صفوف التنظيمات الإرهابية التي سقط غالبية قادتهم بين قتيل وجريح.
ولفت قائد غرفة عمليات عمر المختار إلى أوامر القيادة العليا بالمعاملة الحسنة لمن يسلمون أنفسهم من عناصر التنظيمات الإرهابية، وأوضح أنه تم تشكيل لجنة تضم عناصر من الاستخبارات والأجهزة الأمنية ومشايخ وأطباء للتعامل مع من يسلم نفسه من هؤلاء وحيث وفر لهم الجيش أماكن للإيواء.
وتابع الرفادي قائلا إن توصيات القيادة العامة كانت واضحة بحسن المعاملة تفهما لكون الشباب الذي عمره حاليا 16 عاما، كان عمره في 17 فبراير/شباط 2011 8 سنوات، ما يعني أن هؤلاء قضوا 8 سنوات من عمرهم في درنة لا يعرفون سوى الجماعات الإرهابية وتعليماتها ضد الجيش الليبي.
وإلى نص الحوار:
ما هي الأهمية الاستراتيجية لمعركة تحرير مدينة درنة؟ وما هي خططكم لطرد الجماعات الإرهابية؟
مدينة درنة من المدن الرئيسية في البلاد؛ فهي مدينة ساحلية، بها ميناء تجاري، فضلا عن كونها مدينة سياحية ذات تراث ثقافي عريق، وبشكل عام أي بقعة في ليبيا هي بقعة استراتيجية على الجيش حمايتها.
فيما يتعلق بعملية التحرير، الجيش وضع كل الخطط اللازمة بعد صدور قرار القائد العام المشير خليفة حفتر بتحرير درنة، وتم توفير كل احتياجات غرفة عملية الكرامة.. وقد تم تنفيذ كل الخطط بنجاح، وسيطرنا على أكثر من 1200 كم، من منطقة تمتد بين مرتوبة والحيلة إلى النوار إلى النصب التذكاري الأول والثاني إلى مشارف درنة وحتى محور كسه. والمهام التي أسندت للقوات نفذت باقتدار، ونستعد لتنفيذ الخطط التالية لاقتحام درنة وتحريرها.
ما هو تقيمكم للعمليات العسكرية الحالية ومراحلها المقبلة؟
علينا ألا ننسى أن جنود الجيش الليبي يقاتلون ويخوضون معاركهم البطولية بأقل الإمكانيات.. لهذا فإن الجيش جنود وقادة يسطرون كل يوم في معركة درنة وغيرها من المعارك صفحات مضيئة في تاريخ الفنون العسكرية، والجندي الليبي قادر على الهجوم بقوة كبيرة أذهلت العالم، رغم أنه يقاتل بأقل الإمكانيات لكن القادة والضباط على وعي كامل بما يفعلونه، فنحن نحدد أهدافنا بدقة وبأقل الخسائر الممكنة. لكن لا بد من التأكيد على أن الجيش الليبي يحتاج إلى الدعم.
ما هي أخطر التنظيمات في درنة؟ ومن يمولها؟
كل من يحمل السلاح خارج الشرعية هو إرهابي، والتنظيمات على مختلف أنواعها لها نفس الأهداف والأجندات التي تضر بالأمن القومي الليبي. هناك تنظيم داعش وهو تنظيم عمره قصير، وقد هزم في العراق وفي سوريا وسيهزم في ليبيا أيضا. كما يوجد بالمدينة أيضا عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي. والقيادة العليا أصدرت أوامرها بالمعاملة الحسنة لمن يسلمون أنفسهم من هذه الجماعات. وتم تشكيل لجنة تضم عناصر من الاستخبارات والأجهزة الأمنية ومشايخ وأطباء للتعامل مع من يسلم نفسه من هؤلاء ووفرنا لهم أماكن للإيواء، ومن خلال اعترافات عدد من هؤلاء العناصر يمكن أن تري كل التنظيمات داعش أو "بوسليم" أو "المقاتلة" أو "مجلس الشورى"، المؤكد أن لهم جميعا الأجندات نفسها والرعاة نفسهم.
هل لا يزال الدعم التركي والقطري للتنظيمات الإرهابية في درنة مستمر إلى هذه الساعة؟
لمسنا دعما مقدما لتلك الجماعات من الخارج.. كنا نرى جرافات وسفنا تُفرغ في الليل، كان هناك دعم قوي يأتي من غرب ليبيا هو يأتي من الخارج ويتم تفريغه في الغرب ومن هناك يوزعونه، وصرح الجيش بأسماء هذه الدول في أكثر من محفل. قطر تدعم الإرهاب في ليبيا منذ زمن، تدعم التنظيمات الإرهابية في سرت ومصراته وطرابلس ودرنة. لكن عليهم أن يدركوا أن المواقع التي تم تحريرها في درنة حتى الآن أكبر من مساحة قطر.
هل تم التنسيق مع مصر عقب انطلاق عملية تحرير درنة؟
مثل هذه الأمور من شأن القائد العام للجيش، وعلى العموم، مصر جارة عظيمة لها تاريخ طويل في التعاون مع القوات الليبية، ضد التنظيمات المتطرفة، كما أن لها الحق في أن تؤمن حدودها وتضع قواعد أمنية واستراتيجية مع الدول المجاورة، كما أن لليبيا الحق نفسه، لهذا هناك تعاون مستمر مع الأشقاء في مصر.
ما هي الخسائر في صفوف الجيش؟
منذ انطلاق عملية تحرير درنة، قمنا بمعركة رائعة، وتم تحرير 1200كم في 12 اشتباكا أو أكثر، لم يخسر الجيش خلالهم أكثر من 12 شهيدا، أغلبهم استشهدوا بسبب الألغام والمفخخات والأعمال الخبيثة للإرهابيين.
هل لديكم حصر بخسائر الإرهابيين؟
ليس هناك حصر دقيق لكن لدينا ما يؤكد أن خسائر الإرهابيين بلغت أكثر من 60 قتيلا وأكثر من 120-130 جريحا، في حالات خطرة ومتفاوتة. كما يمكننا أن نؤكد أيضا تم أن معظم قيادتهم قتلوا أو أصيبوا إصابات خطرة. ومن هو على قيد الحياة، يعلم الجيش تماما أين يختبئ.
وهم موجدون تحت الأرض، في المساجد والمزارع، يعلم الجيش من يحموهم ويوفر لهم المأكل والمشرب والملجأ، وسيصل إلى كل من يتعاون مع هذه القيادات وسيحاكمهم. سيتم التعامل بقوة مع من يحمي هذه القيادات. ففي النهاية درنة ستتحرر ولهم في بنغازي عبرة.
ما هي الخطط المتبعة في معاملة الإرهابيين الذين يسلمون أنفسهم لقوات الجيش؟
كما أسلفت شكلنا لجنة بتوجيهات القائد العام تتكون من آمر (قائد) شرطة عسكرية، وفيها كل الأجهزة الأمنية: مندوب عن الاستخبارات العسكرية، مندوب عن مكافحة الإرهاب، مندوب عن الأمن الداخلي، مندوب عن مديرية الأمن، مشايخ، وللجنة الحق الاستعانة بمن تراه مناسبا. وتم إعطاؤهم الأوامر باستقبال الناس استقبالا لائقا، تنفيذا لأوامر القائد العام، وما يوصي به ديننا الحنيف والأخلاق العسكرية. يتم وضعهم في مكان آمن وهو مركز إيواء وليس سجن، صحيح يتم حراسته من قبل القوات الأمنية والشرطة العسكرية إلا أنه ليس سجنا. وتنبثق عن هذه اللجنة لجنة أخرى للتحقيق وتحويل الملفات إلى جهات الاختصاص.
توصيات القيادة العامة كانت واضحة بحسن المعاملة تفهما لكون الشباب الذي عمره حاليا 16 عاما، كان عمره في 17 فبراير/شباط 8 سنوات، ما يعني أن هؤلاء قضوا 8 سنوات من عمرهم في درنة لا يعرفون سوى الجماعات الإرهابية وتعليماتها ضد الجيش الليبي، لهذا نسمح لنزيل من هؤلاء الشبان بمكالمتين في الأسبوع مع الأهل، بحضور رجل أمن لمدة دقيقة لتطمين ذويهم أنهم بخير، فنحن نرغب في حقن الدماء.
لكن ستكون يدنا قوية تجاه الإرهابيين، ولن نسمح أيضا بإراقة دماء المدنيين، خاصة وأن هؤلاء الإرهابيين يعتمدون في قتالهم على 3 أساليب الأول محاربتنا في تخوم درنة وهي مرحلة خسروا فيها. أما الأسلوب الثاني فهو الاعتماد على المفخخات والآن الجيش يعمل على تفكيكها. وثالث أساليبهم وهي الاغتيالات، التي تتم، للأسف، بواسطة هؤلاء الشباب، وهم في بين سن الـ14-15 -16، ما يعني أنهم لم تتجاوز أعمارهم في 17 فبراير الـ 7-8 سنوات.