حفتر ومشروع بناء الدولة الوطنية في ليبيا
مشاركة المشير خليفة حفتر في اجتماع باريس تؤكد فشل المشروع القطري والتركي، وتعزز الشرعية الدولية لمشروع الجيش الوطني الليبي الذى يقوده.
دخلت ليبيا حالة من الفوضى العارمة وعدم الاستقرار عقب سقوط نظام معمر القذافي، وأصحبت الساحة الليبية مرتعا للجماعات المتطرفة والدول الطامعة للقفز على مقدرات الشعب الليبي وسلبها، وهو التحرك الذي أدخل البلاد في مستنقع الفوضى الأمنية والمؤسساتية.
ودعمت عدد من الدول الإقليمية والدولية المليشيات والكتائب المسلحة في ليبيا، ورفضت حل تلك الكتائب ومواجهة أي مشروع وطني لبناء جيش موحد، وهو التحرك الذي كانت تقوده إمارة الإرهاب القطرية، التي رفضت دعوات بعض أعضاء المجلس الانتقالي الليبي لحل الكتائب المسلحة وتشكيل جيش وطني.
- "العين الإخبارية" تنشر بنود مخرجات اجتماع باريس حول ليبيا
- قرقاش: مؤتمر باريس أبرز دور حفتر المحوري في المعادلة السياسية
ورفض "تنظيم الحمدين" أي تحرك ليبي لبناء جيش وطني قوي، وعمل على دعم تواجد المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية، وروجت الدوحة لفكرة الحرس الرئاسي الذي يتولى حماية الحدود ومؤسسات الدولة، رافضة بشكل قاطع بناء جيش ليبي.
ومع هيمنة جماعة الإخوان الإرهابية والجماعة الليبية المقاتلة على المشهد السياسي الليبي، وباتت قرارات المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته تمرر بقرار أمراء الحروب، الذين استخدموا الرصاص لتمرير قرارات تتماشى مع وجهة نظر قطر، وهي الحالة التي عززت نفوذ المليشيات المسلحة والكتائب المتشددة في العاصمة طرابلس.
وفي ظل حالة التشتت والفوضى التي عاشتها ليبيا، خرج خليفة حفتر من قلب مدينة بنغازي التي أسقطت نظام القذافي، حاملا الراية الوطنية الداعية لبناء جيش وطني ليبي موحد لمكافحة الإرهاب والتطرف، والبدء في بناء مؤسسة وطنية قوية قادرة على حماية القرار الليبي من العبث التركي والقطري، الذي دعم ومول وسلح الجماعات المتطرفة في التراب الليبي.
وعلى الرغم من الحملات الإعلامية والسياسية التي قادتها قطر وجماعات الإسلام السياسي المتشددة ضد المشروع الوطني الليبي الذي يقوده حفتر، إلا أن الأخير تحدى رعاة الإرهاب ومضى بخطوات ثابتة في بناء جيش وطني، وارتفع عدد المنضوين تحت راية الجيش الليبي إلى 60 ألف مقاتل، مقارنة بما يقرب من 300 مقاتل انضموا لحفتر في مهد عملية الكرامة.
ومع النجاحات المستمرة والدعم الشعبي الليبي لمشروع المشير خليفة حفتر الوطني، بدأت الدول الإقليمية والدولية تدرك أنه بات الرقم الصعب في المشهد الليبي، وذلك بسبب دور الرجل القوي في توحيد أبناء الشعب حول مشروع يقودهم إلى التحرر من التدخلات الخارجية ويحقق تطلعات أبناء الشعب الليبي.
وبالتزامن من النجاحات التي حققها المشير حفتر، تدخلت دول "الاعتدال العربي" لدعم الجيش الوطني الليبي في المحافل السياسية وعبر وسائل الإعلام، وهو التحرك الذي قوبل بترحيب شعبي ورسمي ليبي، وتأكيد على تقدير ليبيا للدعم الذي تقدمه الاعتدال العربي إلى الشرعية الليبية.
لم تصمت الدوحة وأنقرة وتحركا معا لإفساد الحالة الوطنية التي يقودها المشير خليفة حفتر، وذلك بتمويل جرافات الموت التي تحمل المتفجرات والأسلحة إلى مدن الشرق الليبي، إضافة للدور الخبيث الذي لعبته الدوحة جنوب ليبيا عبر إرسال طائرات تحمل الذخيرة إلى مليشيات وكتائب متشددة، وذلك لمواجهة تمدد الجيش الوطني الليبي في منطقة الهلال النفطي وجنوب البلاد.
مشاركة المشير خليفة حفتر في اجتماع باريس يؤكد فشل المشروع القطري والتركي الذي سعى إلى "شيطنة" الرجل الوطني القوي في ليبيا، وتأكيد على دعم الشرعية الدولية لمشروع الجيش الوطني الليبي الذي يقوده، ما يؤكد اقتناع المجتمع الدولي بحاجة ليبيا إلى مؤسسة وطنية عسكرية قوية قادرة على دحر الإرهاب.