استمرار السيول على غات الليبية.. وتحذيرات من كارثة إنسانية
المركز الوطني للأرصاد الجوية الليبي أكد استمرار تدفق السيول من الحدود الجزائرية بسبب الوضع الطبوغرافي للأرض وهطول الأمطار الغزيرة
توقع المركز الوطني للأرصاد الجوية الليبي استمرار هطول الأمطار على مدينة "غات" المنكوبة والمناطق المحيطة بها حتى الخميس، وسط تحذيرات بكارثة إنسانية نتيجة نقص الغذاء والمساعدات.
وقال المركز في بيان إن السيول ستستمر في التدفق من الحدود الجزائرية بسبب الوضع الطبوغرافي للأرض وهطول الأمطار الغزيرة على المناطق الجبلية بجنوب شرق الجزائر، بمحاذاة مدينة غات.
وأوضح البيان أنه من المحتمل أن تزداد حدة معاناة سكان مدينة غات من السيول، مشددا على وجوب أخذ الحيطة والحذر، حتى لا تزداد الأوضاع الإنسانية تدهورا.
ونوَّه البيان بضرورة التنسيق مع جهاز التنبؤات الجوية بمطار معيتيقة قبل إقلاع طائرات الإغاثة والمساعدات وتوخي الحيطة والحذر.
وكان المجلس البلدي لمدينة غات حذر من كارثة إنسانية في بعض أحياء البلدية، نتيجة اختلاط مياه الأمطار بالمياه السوداء والمخلفات العضوية، ما ينذر بكارثة صحية خاصة مع ارتفاع منسوب المياه في تلك الأحياء.
وأوضح أن الأحوال الجوية تشير لحالة من عدم الاستقرار في بلدية غات الخميس والجمعة، مع تساقط غزير لمياه الأمطار.
وأشار المجلس إلى أن مراكز إيواء النازحين التي تم توزيعها على 4 مدارس تعاني نقصا في المياه والغذاء والخدمات.
وأكد دكتور عبدالمنعم الزايدي، الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا، أن السيول التي ضربت مدينة غات جعلتها "منكوبة"، نتيجة كمية الدمار الذي لحق البنية التحتية الهشة بالأساس.
وأضاف الزايدي لـ"العين الإخبارية" أن المدينة الواقعة بأقصى الجنوب الغربي لليبيا تواجه انقطاع الاتصالات بمناطق آيسين وأبالول والبركت والفيوت.
ونوه الزايدي بأن فريق الهلال الأحمر الليبي يسعى لتقديم المساعدات الإنسانية والعاجلة للمتضررين، على الرغم من ضعف الإمكانات وتعدد الجبهات التي يعملون عليها بين غات وطرابلس، مشيراً إلى ضرورة تقديم المساعدة الإنسانية والإعاشة وإخراج العالقين بالسيول على وجه السرعة.
ودعا الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان بليبيا جميع المنظمات المدنية العاملة في البلاد لتقديم المساعدات للهلال الأحمر الليبي لتوصيلها إلى المنكوبين في غات.
وقال المكتب الإعلامي للهلال الأحمر الليبي فرع مدينة غات إن مخيم النازحين بمدرسة أسماء بنت أبي بكر استقبل 600 شخص من أهالي المدينة.
وأضاف في بيان أن المنظمة اضطرت لإنشاء المخيم بمدينة غات مع تزايد أعداد العالقين الذين يتم إجلاؤهم من حي الشركة الصينية.
وكشف الهلال الأحمر الليبي أن 45 عائلة تم إجلاؤها بمحلة "تنجرابين"، ليتم إيواؤهم بمخيم النازحين بـ"البركة" بمعهد المتوسط للمهن الشاملة، في حين لا تزال بعض العائلات عاقة.
ونوه الهلال الأحمر بأن لجنة الطوارئ ومتابعة أزمة السيول استقبلت نداءات استغاثة من المواطنين في قرى "ابالول" و"افود" و"تنزوفت" وجارٍ العمل لإجلاء العائلات العالقة هناك، لافتاً إلى أن معظم أحياء بلدية غات تعاني انقطاعا في المياه النظيفة والكهرباء منذ أكثر من 48 ساعة.
وأشادت فرق لجنة الطوارئ بالهلال الأحمر الليبي بتعاون أهالي بلدية غات في مواجهة الأزمة ونجدة الأسر العالقة والاعتناء بالنازحين وإعداد وجبات الغداء والعشاء.
وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية" إن مدينة أوباري وجهت بقافلة مساعدات عاجلة إلى غات، في حين تعمل منظمات المجتمع المدني بمدينة طبرق على إرسال قافلة عاجلة إليها، وكذلك مدينة بنغازي التي شكلت خلية أزمة مدنية ستتجه، الخميس، إلى غات.
كما أكد دكتور قيس الفاخري، رئيس فرع الهلال الأحمر الليبي ببنغازي، أن المنظمة تستعد لإرسال 4 شاحنات مساعدات إلى سكان مدينة غات المتضررين من السيول.
وتابع الفاخري، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن المنظمة فتحت المخازن الاستراتيجية في مدينه سبها، ومدن الجنوب، لدعم المتضررين من السيول.
وأوضح أن قوافل مساعدات عدة انطلقت إلى مدينة غات، من مدن الشاطئ وسبها ومرزق والشويرف وبراك، بالمشاركة مع المجهودات الأهلية.
وأطلق ناشطون في المجتمع المدني في ليبيا حملة "الجسد الواحد"، لإغاثة أهل مدينة غات المتضررة من السيول.
وبحسب مصادر من داخل مدينة غات، فإن طائرة إغاثة وصلت، الأربعاء، إلى مطار غات قادمة من بنغازي، تحمل مهمات ومواد إغاثية من الحكومة الليبية المؤقتة.