"لا مفر من التأجيل".. خطاب رسمي في ليبيا يقر باستحالة إجراء الانتخابات
بعد أيام من الصمت وقبل 48 ساعة من الموعد المحدد لإجراء انتخابات ليبيا، صدر أول إعلان رسمي بشأن "استحالة" إجراء الاستحقاق الدستوري.
وانتهت اللجنة المشكلة من مجلس النواب الليبي لمتابعة العملية الانتخابية، إلى "استحالة" إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية خلال موعدها المحدد بعد يومين.
وقال رئيس اللجنة الهادي الصغير، في خطاب وجهه إلى رئيس البرلمان عقيلة صالح، إن إجراء الانتخابات بالموعد المقرر بقانون الانتخابات في 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أصبح مستحيلا.
وأشار إلى أن القرار الذي توصلت إليه اللجنة جاء بعد لقاءات واجتماعات مع المفوضية الوطنية العليا للانتخابات والمجلس الأعلى للقضاء، وكل الأطراف المعنية بالعملية الانتخابية، وبعد اطلاعها على التقارير الفنية والقضائية والأمنية.
خارطة طريق
وطالب الهادي الصغير، في خطابه الذي اطلعت عليه "العين الإخبارية"، رئيس النواب باستئناف عمله ومباشرة رئاسة مجلس النواب وقيادة جلساته، بما يضمن تحشيد وتكريس الجهود الوطنية للنهوض بالعملية السياسية وإعادة رسم خارطة طريق تتماشى مع المعطيات والمتغيرات الناجمة عن عرقلة الانتخابات.
ويأتي بيان اللجنة البرلمانية بعد ساعات من قرارات أصدرها رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح مهدت له، بعد أن أمر بحل اللجان الانتخابية وإنهاء أعمالها، وتسوية كل المستحقات والالتزامات المالية التي ترتبت على التحضير للعملية الانتخابية بما لا يتجاوز تاريخ 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
كما أمر السايح بعدم تجديد كل العقود الموسمية لجميع المكاتب والفروع، واستمرارها للعاملين الذين أثبتوا كفاءتهم خلال المدة الماضية في الإدارة العامة فقط، مطالبًا بإعادة العمل بالدوام العادي اعتبارا من الأول من يناير/كانون الثاني المقبل، بعد زيادة ساعات الدوام نتيجة التحضير للانتخابات، واتخاذ الإجراءات اللوجستية التي تضمن المحافظة على الجاهزية العملياتية، والمواد التي كان من المقرر استخدامها في تنفيذ العملية الانتخابية.
ورأى مراقبون في قرارات السايح مقدمة للإعلان عن استحالة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد سلفًا، رغم تصريحاته السابقة عن جاهزية المفوضية فنيا لتنظيم الاستحقاق الدستوري الذي كان يعول عليه لإنهاء الانقسام.
خطوة مفاجئة
وفي خطوة مفاجئة عقد القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، ووزير الداخلية السابق في حكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا، ونائب رئيس المجلس الرئاسي السابق أحمد معيتيق، بالإضافة إلى عدد من المرشحين للرئاسة الليبية بينهم الشريف الوافي، ومروان عميش، وعبد المجيد سيف النصر، أمس الثلاثاء، اجتماعًا في مدينة بنغازي شرقي ليبيا، للتنسيق للمرحلة المقبلة.
وقال باشاغا في بيان مشترك صدر في ختام الاجتماع، إنهم اتفقوا على استمرار التنسيق والتواصل، وتوسيع إطار هذه المبادرة الوطنية لجمع الكلمة ولم الشمل واحترام إرادة الليبيين.
وأكد أن مرشحي الرئاسة الذين اجتمعوا في بنغازي اتفقوا على وضع المصلحة الوطنية الجامعة فوق كل اعتبار، مؤكدًا أنها خيار وطني جامع لا تراجع عنه.