قبيل اختيار البرلمان الليبي.. من المرشحون الـ3 لخلافة الدبيبة؟
سويعات قليلة وتبدأ جلسة البرلمان الليبي المخصصة للاستماع لبرامج المرشحين لمنصب رئيس الحكومة، الذي يعول عليه لقيادة المرحلة الانتقالية.
إلا أنه رغم المنافسة الحادة على خلافة رئيس حكومة تصريف الأعمال عبدالحميد الدبيبة، فإنها انحصرت بين أسماء قليلة تقدمت بملفات ترشحها، بحسب برلمانيين ليبيين أكدوا أن البرلمان تسلم ملفات ثلاثة مرشحين هم فتحي باشاغا ومروان عميش وأحمد معيتيق.
وهو ما أكده البرلماني الليبي عبدالمنعم العرفي الذي قال إن المرشحين سيحضرون جلسة اليوم الإثنين، لعرض برامجهم أمام النواب، على أن يصوت المجلس غدًا الثلاثاء، لاختيار أحدهم لقيادة الحكومة.
أسماء ثلاثة مرشحة لخلافة الدبيبة، كانوا تقدموا جميعًا قبل أشهر للسباق الرئاسي الذي تم تأجيله، إلا أن اثنين منهم وهما وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، وأحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسي السابق، هما الأوفر حظًا حتى اللحظة.
لكن ماذا نعرف عن المرشحين الثلاثة لمنصب رئيس الحكومة؟
فتحي باشاغا
تخرج فتحي باشاغا في الكلية الجوية بمدينة مصراتة، برتبة ملازم ثان، كطيار مقاتل، وعمل في سلاح الجو مدة عامين، قبل أن يستقيل في 1992، ويلتحق بمجال الأعمال الحرة.
برز اسم باشاغا بين الناشطين العسكريين ضد نظام الرئيس الراحل معمر القذافي في مدينة مصراتة، إبان أحداث فبراير/ شباط 2011، لينخرط بعدها في مجالات أخرى في مدينته، منها الهيئة الوطنية للمصالحة، وعضوية مجلس شورى المدينة، قبل أن يعلن ترشحه للانتخابات البرلمانية عام 2014، كأحد نواب مصراتة.
كان أحد الموقعين على اتفاق الصخيرات في المغرب، ليرشحه لاحقًا رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، لرئاسة مجلس الأمن القومي باعتباره أحد الأجهزة الأمنية العاملة على توحيد المؤسسة الأمنية في البلاد، إلا أنه اعتذر.
بعدها بأعوام، وتحديدًا في أكتوبر/تشرين الأول 2018، تولى وزارة الداخلية بحكومة الوفاق بتكليف من المجلس الرئاسي، خلفا لعبد السلام عاشور.
المليشيات المسلحة
إلا أن جهوده حينما كان وزيرا للداخلية لم تكلل بالنجاح الكافي، بسبب المليشيات المسلحة التي فهمت تحركاته في إطار مساعي قادة مصراتة للسيطرة على طرابلس وإقصائها، وباتت العلاقات متوترة بينه وتلك التشكيلات المسلحة.
وقبل أيام قليلة من تنصيب الحكومة الجديدة في شباط/فبراير الماضي، نجا من محاولة اغتيال، عندما فتحت عربة مصفحة النار على موكبه غرب العاصمة طرابلس، في حادث أعقبه توتر أمني كبير انتهى بعد تدخل أطراف سياسية وقادة مجموعات مسلحة نافذة.
وبدأ يشتبك مع القضايا السياسية والأمنية في بلاده، منذ أن سلم منصبه للسلطة التنفيذية الجديدة في فبراير/شباط 2021، والتي كان يطمح في الفوز بها، حتى أعلن عن ترشحه لمنصب رئيس البلاد في الانتخابات الرئاسية التي تعذر إجراؤها في موعدها الذي كان محددًا له تاريخ 24 ديسمبر/كانون الأول 2021.
ولم تمض أيام معدودة، بعد تعذر إجراء الاستحقاق الدستوري، حتى زار ونائب رئيس المجلس الرئاسي السابق أحمد معيتيق وآخرين، في ديسمبر/كانون الأول، القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، في مدينة بنغازي شرقي ليبيا، للتفاهم حول المرحلة المقبلة في ليبيا.
وما إن بدأ البرلمان الليبي إجراءات تغيير الحكومة، لأسباب عديدة، حتى أصبح اسمه المرشح الأوفر للنيل بمنصب قيادة الحكومة، نظرًا لما يملكه من رؤى، اعتبرها مراقبون مفاتيح الحل في ليبيا.
أحمد معيتيق
ولد معيتيق عام 1972، وتخرج في مركز الدراسات التجارية الدولية بالجامعة الأوروبية بمدينة بارما الإيطالية، كما حصل على شهادة في الدراسات الاقتصادية العالمية من جامعة لندن في العام 1994.
عاد إلى ليبيا بعد انتهاء دراسته، لإدارة شركاته العائلية في مجال البناء والتطوير العقاري؛ وهو عضو في مجلس الأعمال الليبي الذي يعمل على زيادة فعالية دور القطاع الخاص في تنمية الاقتصاد الليبي.
كانت له تجارب سياسية بعد الإطاحة بنظام القذافي، دخلها عبر بوابة الاقتصاد، أولها كان اختياره مستشارا للمؤتمر الوطني العام في 2013، فيما كانت ثاني تجاربه، عندما انتخب في 4 مايو/أيار 2014، كرئيس وزراء جديد لليبيا، إلا أن عملية انتخابه جرت في ظل ظروف لا تزال محل إثارة للجدل، ورفضها أعضاء في المؤتمر الوطني، لتبوء بالفشل.
اختير نائبًا أول لرئيس المجلس الرئاسي في 2015، بعد التوقيع على اتفاق الصخيرات، باعتباره ممثلا للقوى الرأسمالية في مصراتة، مدينة المال والصناعة والميلشيات في غرب البلاد.
إصلاح شامل
وعرف الموقع الرسمي لمعيتيق، بأنه "السياسي الليبي الذي يحمل رؤية واضحة وعميقة لإصلاحات مستقبل مزدهر لليبيا، مع وضع خطط راسخة للإصلاح الاقتصادي، من خلال ضمان الوفاء بالاحتياجات الحيوية للمواطنين الليبيين".
اهتمام معيتيق الرئيس بحسب تصريحات سابقة له- ينصب "على الوصاية على برامج التنمية الاقتصادية والعلاقات الدولية والمصالحة الوطنية والتعمير، كما هو محدد في الاتفاق السياسي الليبي الذي وقع في الصخيرات.
إلا أن رؤيته، لقيت صدامًا مع رئيس المجلس الرئاسي السابق فايز السراج؛ ففي أغسطس/آب 2020، نشب بين الرجلين خلاف في حول المؤسسة الليبية للاستثمار، وهي الصندوق السيادي لليبيا الذي يدير مليارات الدولارات، وكثيرًا ما عارض السراج في بعض الموضوعات.
وما إن تسلمت السلطة التنفيذية الجديدة مهامها في فبراير/شباط 2021، حتى اتجه السياسي الليبي إلى عقد لقاءات مع مختلف القوى السياسية ومسؤولين أمميين وغربيين، طارحًا رؤى للمرحلة المقبلة في ليبيا.
وبعدها بأشهر، تقدم بأوراق ترشحه لمنصب رئاسة ليبيا، ليكون السياسي المنحدر من مصراتة، المنافس الأبرز عن الغرب، للمرشح فتحي باشاغا، الذي ينحدر من نفس المدينة.
مروان عميش
لا يعرف الكثير عن الرجل، الذي تقدم بأوراق ترشُّحه في الانتخابات الرئاسية التي أرجئت، إلا أنه يرأس منظمة سرت الوطن للاستقرار والسلم الاجتماعي، وهي منظمة مستقلة وضعت 5 أهداف تعمل على تحقيقها، وفقًا للمعلومات المتاحة عبر صفحتها بـ"فيسبوك".
والمرشح الرئاسي البالغ من العمر 37 عامًا، هو ناشط حقوقي وسياسي وأحد مؤسسي مبادرة المرشحين الرئاسيين التي انطلقت في بنغازي، في ديسمبر/كانون الأول المقبل، بمشاركة مرشحين رئاسيين أبرزهم: خليفة حفتر وفتحي باشاغا وأحمد معيتيق وعارف النايض وآخرون.
ويحمل السياسي الليبي، مشروعًا سياسيًا، يقوم على 5 عناصر؛ أولها خلق تواصل بين الأجسام الإدارية والتنفيذية في الحكومة بما يشمل جميع الخدمات، فيما كان ثانيها إطلاق مشروع محلي للسلم الاجتماعي والمصالحة الوطنية.
ثالث تلك العناصر -بحسب المنظمة التي يرأسها- العمل على تحفيز الاقتصاد والاستثمار لخلق فرص عمل للشباب بما يكفل تحقيق الاستقرار المجتمعي، فيما كان ربعها: تكوين قاعدة من الأكاديميين والخبراء في كافة المجالات لقيادة مراحل العمل في المدينة، والمساهمة في وضع خطط للتنمية الاستراتيجية.
نهضة حقيقية
أما خامس تلك الأهداف فيتمثل في الاهتمام بالدعم النفسي والاجتماعي لمعالجة آثار ما بعد الحرب، وخاصة لشريحة الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وتنبي هذه البرامج بالتعاون مع القطاعات التنفيذية المختصة.
وهو ما أكده السياسي الليبي في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، مشيرًا إلى أن بلاده تحتاج إلى نهضة حقيقية في البنية التحتية والمعرفية والمعمارية، متخذًا من النموذج المصري، إطارًا طالب باستنساخه وتدريسه في المدارس مع كتب محاربة الفكر المتطرف.
وتعهد عميش بالعمل حال اختاره مجلس النواب لخلافة الدبيبة لإعداد البلاد حقيقيا للانتخابات، من خلال حل الجماعات المسلحة، ومحاربة الجماعات المتطرفة وجماعات الإسلام السياسي التي تخطف عقول الشباب، وتهيئة الوضع أمنيا ومعرفيا وثقافيا للاستحقاق.