خبراء ليبيون: ألف طريقة لحل الأزمة بعد طرد الإخوان
محللون سياسيون ليبيون يؤكدون أن المجتمع الدولي لم يستطع تشخيص الأزمة بشكل جيد
وصف محللون سياسيون ليبيون الأزمة الراهنة في بلادهم بالحساسة والمعقدة، مشيرين إلى أن المجتمع الدولي لم يستطع تشخيصها بشكل جيد.
وأوضح المحللون أن الشرعية الاجتماعية المتمثلة في المجالس الاجتماعية للقبائل والمدن الليبية هي الفيصل الحقيقي لإنهاء الأزمة في فترة وجيزة.
وأكد المحللون أن الأزمة في ليبيا ستنتهي بمجرد سقوط المشروع الإخواني والقضاء على الإرهاب والخونة الذين استدعوا الاحتلال التركي إلى ليبيا.
جاء هذا بعد العديد من المحاولات الدولية للوصول لحل سياسي للأزمة الليبية التي تفاقمت نتيجة التدخل العسكري التركي وإرسال المرتزقة السوريين بهدف حماية مصالحها التي ترعاها حكومة فايز السراج.
ويقول دكتور مبروك أبوعميد رئيس المجلس الاجتماعي لقبيلة ورشفانة –إحدى قبائل العاصمة طرابلس- إن المشكلة الحقيقية التي تعاني منها البلاد هي التدخل الخارجي من أطراف دولية نقلت مجموعات إرهابية وتدعمهم بالمال والعتاد خاصة قطر وتركيا.
وأكد أبوعميد، في حديث لـ"العين الإخبارية" أن هذه الأطراف لو رفعت يدها عن ليبيا لتمكنت القبائل والمدن من الوصول لحل وتوافق داخلي في فترة وجيزة.
وأوضح أبوعميد أن الشرعية الاجتماعية هي الفيصل الحقيقي في مثل هذه القضايا الحساسة، خاصة أن للقبلية مكانة خاصة في المجتمع الليبي.
وتابع أبوعميد أن الجيش الوطني الليبي هو الضمانة الوحيدة لبناء الدولة الليبية، مؤكدا أن أعداء الجيش الليبي يعلمون هذا ولذلك يحاولون تشخيص الجيش في شخص المشير خليفة حفتر.
وفي السياق ذاته، اعتبر عبدالله الترهوني المحلل السياسي الليبي، أن المؤتمرات والندوات المنعقدة في الخارج لن تحقق الهدف المرجو منها لمشاركة طرف منبوذ داخل ليبيا اجتماعيا فيها.
وأشار، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أن جميع دول العالم أصبحت مدركة أن حكومة السراج "غير الشرعية" منبوذة اجتماعيا ولا حاضنة لها وليس لها قوات نظامية تحميها ولذلك لجأت للاستعانة بقوة خارجية في محاولة تثبيت أقدامها.
وأوضح عبدالله أن الالتفاف الاجتماعي حول القيادة العامة للجيش الليبي يعطيها حافزا حقيقيا لمواصلة نضالها في تخليص الأرض الليبية من المرتزقة المجلوبين من تركيا والمجموعات الإرهابية،
مشددة على أن الحل في يد "القيادة العامة للجيش الليبي" فالتركيبة المجتمعية لليبيا تؤهلها لحلحلة الأمور داخليا بعيدا عن التدخل التركي السافر.
من جانبه، يرى عبدالله الكعيمي المحلل السياسي الليبي أن الأزمة ستنتهي بمجرد سقوط المشروع الإخواني الذي ترعاه تركيا وقطر في الأراضي الليبية.
وأشار، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أن التركيبة الاجتماعية والثقافية لليبيين رافضة للتطرف والعنف.
واعتبر أن الحل الوحيد للأزمة هو القضاء على تنظيم الإخوان في ليبيا، قائلا: "سنجد ألف طريقة للحل بمجرد ترك حزب العدالة والبناء الإخواني لسياسته التآمرية التي لا تصب إلا في مصلحة المتآمرين على وحدة ليبيا".
وألمح الكعيمي إلى دور المجالس الاجتماعية وأعيان القبائل الملتفة حول الجيش الليبي لمواجهة المخاطر المحدقة بليبيا.
وتسري في ليبيا عملية وقف إطلاق النار وفقا لتفاهمات أجريت في موسكو وتعهدات في مؤتمر برلين، خلال يناير/كانون الثاني الماضي، بمشاركة دولية رفيعة، وسط مساعٍ لإيجاد حل دائم وشامل للأزمة.
إلا أن تركيا الداعم الأكبر لمليشيات طرابلس لم تتوقف عن إرسال العناصر الإرهابية، إضافة إلى خبراء عسكريين أتراك وأسلحة ثقيلة ودبابات، وصلت عبر ميناء طرابلس، في خرق واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي، ما دفع بريطانيا وألمانيا للتلويح بالتحرك ضد أنقرة في مجلس الأمن.
كما خرقت تركيا مخرجات وتعهدات مؤتمر برلين بإرسال سفينة محملة بجميع أنواع الذخائر والأسلحة الثقيلة والمرتزقة السوريين، الثلاثاء الماضي، بحماية فرقاطتين حربيتين تركيتين استغلت مهمة لهما مع حلف شمال الأطلسي "الناتو" في البحر المتوسط، لتقديم الحماية لهذه السفينة حتى أدخلتها إلى ميناء طرابلس البحري.
وانطلقت الثلاثاء، محادثات في جنيف اللجنة الأمنية العسكرية (5+5) المشكلة من عسكريين نظاميين من طرفي الصراع الليبي (الجيش الوطني الليبي وحكومة فايز السراج) كأحد مخرجات مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية، التي تتضمن 3 مسارات أمنية وسياسية واقتصادية، للإشراف على المسار الأمني، وتحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار.
ودعا المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة جميع الدول لدعم محادثات الأمم المتحدة مع الأطراف الليبية، واتخاذ موقف صارم بشأن وقف التدخل الأجنبي في النزاع.
كما أعرب سلامة عن أمله أن يصدر مجلس الأمن الدولي خلال أيام قرارا يجدد التأكيد على حظر الأسلحة إلى ليبيا.
aXA6IDMuMTQ1LjYxLjE5OSA= جزيرة ام اند امز