منح الثقة للحكومة الليبية.. ترحيب دولي وعربي واسع
رحب أنطونيو جوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، بمنح حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا ثقة البرلمان.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة، في بيان، الحكومة الليبية الجديدة على تلبية احتياجات الشعب بالتعاون مع مجلس النواب، وإجراء الانتخابات الوطنية في 24 ديسمبر دون تأخير.
ورحبت دول عربية وأوروبية بمنح الثقة للحكومة الليبية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، مشددة على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها أواخر 2021.
ومنح مجلس النواب الليبي، الأربعاء، الثقة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة، بعدد أصوات وصل إلى 132 نائبًا من إجمالي 188.
وتقدم السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، بالتهنئة للحكومة الليبية الجديدة بمناسبة نيلها الثقة، مشددًا على ضرورة أن تمهد الحكومة الجديدة الطريق أمام انتخابات ديسمبر/كانون الأول 2021.
تمهيد الطريق
وقال السفير نورلاند في تغريدة نشرتها السفارة الأمريكية في ليبيا: "مثل الكثير من الليبيين، شاهدنا البث المباشر لجلسة مجلس النواب التاريخية في سرت. مبروك تشكيل حكومة وحدة وطنية لتمهيد الطريق أمام الانتخابات في ديسمبر /كانون الأول المقبل".
بدوره، أشاد السفير الألماني في ليبيا أوليفر أوفتشا، بما وصفه "التصويت التاريخي" الذي أجراه مجلس النواب اليوم، ومنحه الثقة لحكومة الدبيبة، قائلا: "مبروك لكل ليبيا".
وقال السفير الألماني، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "تصويت تاريخي ودليل على الوحدة الوطنية ووعد للمستقبل"، مشيرًا إلى أن "الفرصة الآن كبيرة ومسؤولية كبيرة للحكومة المؤقتة والبلد بأسره".
تعهد أوروبي
وتعهد السفير الألماني بوقوف بلاده إلى جانب ليبيا وحكومة الوحدة الوطنية، حتى الوصول إلى انتخابات ديسمبر/كانون الأول 2021.
من جانبه، قال هايكو ماس وزير الخارجية الألماني إن منح حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا ثقة البرلمان يمهد الطريق للعملية السياسية من أجل المضي قدمًا".
من جانبه، رحب السفير البريطاني في ليبيا في تغريدة عبر حسابه بـ"تويتر"، بتصويت منح الثقة لحكومة الدبيبة، قائلا: "أرحب بتصويت مجلس النواب بالموافقة على حكومة الوحدة الوطنية، والتي تُمهد الطريق للانتخابات الوطنية في ديسمبر/كانون الأول 2021".
وهنأت السفارة الفرنسية في ألمانيا، رئيس الحكومة الليبية ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، والشعب الليبي بمناسبة منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية.
ونقلت السفيرة الفرنسية لدى ليبيا بياتريس دوهيلين، تهنئة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى كل الليبيين بمناسبة هذا "اليوم التاريخي".
وقالت بياتريس، في تغريدة نشرتها السفارة الفرنسية في ليبيا عبر حسابها في "تويتر": "تهاني الرئيس ماكرون بالنجاح من أجل ليبيا موحدة ومستقرة وذات سيادة ومزدهرة و متجهة نحو انتخابات 24 ديسمبر".
وفي سياق متصل، رحب الاتحاد الأوروبي بالحكومة الليبية، مؤكدا دعمه لها في تحقيق أهدافها المتمثلة في إرساء السلام والاستقرار.
ورحبت إيطاليا بتصويت مجلس النواب الليبي لصالح منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية، واعتبرتها نتيجة مهمة تفتح الطريق لانتقال مؤسسي فعال باتجاه وحدة البلاد.
دعم عربي
ورحبت جامعة الدول العربية بتصويت منح الثقة، مشيدةً بما وصفته "التوافق العريض" الذي ميز النقاشات التي دارت بين أعضاء المجلس والأغلبية الكبيرة التي نالتها الحكومة الجديدة.
وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة إن "الجامعة تثمن عالياً الدور الذي اضطلع به رئيس وأعضاء مجلس النواب من أجل توحيد المجلس وإتمام هذا الاستحقاق الرئيسي والمهم"، معربًا عن أمله في "أن يتم الآن الشروع في تنصيب السلطة التنفيذية الجديدة في أقرب فرصة".
وأكد المصدر التزام الجامعة بمواصلة جهودها في مرافقة ومساندة الأشقاء في ليبيا في سبيل استكمال بقية استحقاقات المرحلة التمهيدية، وتوحيد مؤسسات الدولة الليبية، وتمكين السلطة التنفيذية الجديدة من تنفيذ مجمل المهام المكلفة بها من قبل مجلس النواب ووفق خارطة الطريق التي اعتمدها ملتقى الحوار السياسي الليبي، وصولاً إلى إجراء الانتخابات الوطنية المقررة نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل.
بدوره، رحب رئيس البرلمان العربي عادل بن عبد الرحمن العسومي بمنح البرلمان الليبي الثقة لحكومة الوحدة الوطنية، واصفًا إياها بالخطوة المهمة والمفصلية في مسيرة استكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية في ليبيا، والدخول في مرحلة جديدة تتوحد فيها صفوف الليبيين نحو تحقيق الأمن والسلام والبناء والتنمية.
وأكد العسومي، في بيان، أن التوافق بشأن منح الثقة للحكومة الوطنية الليبية يعكس وجود إرادة حقيقية وإصرار لدى الأشقاء في ليبيا نحو بناء دولة واحدة قوية تنهي المعاناة التي عاشها الشعب الليبي على مدار السنوات الماضية، مطالبًا جميع الأطراف الليبية بالاصطفاف والبناء على هذا الإنجاز التاريخي، والعمل على إنجاح المسارات الأخرى، بهدف التوصل إلى حل نهائي ومتكامل للأزمة في ليبيا بإرادة ليبية خالصة.
ودعا رئيس البرلمان العربي الدول العربية والدول الصديقة إلى التعاون الكامل مع الحكومة الجديدة وتعزيز العلاقات معها وتقديم جميع أشكال الدعم لها، على نحو يمكنها من إتمام باقي الاستحقاقات السياسية والأمنية والدستورية التي تقود إلى إجراء الانتخابات الوطنية في البلاد نهاية العام الجاري.
إنهاء الانقسام
ودعا إلى أهمية توحيد جهود المجتمع الدولي في هذه اللحظة الدقيقة خلف هذه المسيرة الليبية والوطنية الخالصة، وتحت رعاية الأمم المتحدة، بغية إنجاح عملية الانتقال المهمة التي تمر بها ليبيا وإنهاء حالة الانقسام التي عانت منها طيلة الأعوام السابقة، وبالشكل الذي يعيد لليبيا سيادتها الكاملة، بعيداً عن كل أشكال التدخلات الخارجية والتواجد العسكري الأجنبي على كامل أراضيها.
وباركت دولة الإمارات، الأربعاء، لدولة ليبيا حكومةً وشعباً، قرار مجلس النواب بمنح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة.
كما هنأت الإمارات، في بيان لوزارة الخارجية، رئيس المجلس الرئاسي الدكتور محمد يونس المنفي ونائبيه ورئيس الحكومة وجميع الوزراء، متمنية لهم التوفيق في أداء مهامهم ومسؤولياتهم لتحقيق تطلعات الشعب الليبي الشقيق.
ونقلت كذلك تهانيها وتقديرها للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، وأعضاء بعثة الأمم المتحدة، الذين ساهموا في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي.
وأكدت دعمها الكامل لما تبقى من مسارات خاضعة لإشراف بعثة الأمم المتحدة لإتمام خارطة الطريق.
أما السعودية فقد رحبت أيضاً، بقرار مجلس النواب الليبي منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية، وأكدت عبر وزارة الخارجية أن منح الثقة خطوة تاريخية مهمة من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا.
وأكدت السعودية تضامنها مع ليبيا، ودعمها لكل الجهود الخيرة الرامية إلى التوصل لحل سياسي للأزمة الليبية.
وأعربت عن تطلعها في أن تحقق هذه الخطوة الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا، مثنيةً على جهود الأمم المتحدة المثمرة في ذلك.
وعبرت عن أملها في أن يحافظ هذا الإنجاز على وحدة وسيادة ليبيا، ويمنع التدخل الخارجي الذي يعرض الأمن الإقليمي العربي للمخاطر.
وفي سياق متصل، هنأ الرئيس التونسي قيس سعيد، رئيس المجلس الرئاسي الليبي الدكتور محمد المنفي بمناسبة نيل ثقة حكومة الوحدة الوطنية من مجلس النواب الليبي بالأغلبية العظمى.
من جانبها، رحبت مصر بنيل حكومة الوحدة الوطنية الليبية ثقة مجلس النواب، وأكدت تطلعها للعمل مع الحكومة الجديدة في المرحلة الانتقالية ودعم جهودها للوفاء بالتزاماتها وفقاً لخارطة الحل السياسي.
كما رحبت كل من البحرين والكويت أيضاً بتصويت مجلس النواب الليبي لصالح منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية.
في السياق ذاته، رحبت الجزائر، الأربعاء، بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا بعد نيلها ثقة مجلس النواب الليبي.
وبحسب بيان عن الرئاسة الجزائرية، فقد أعرب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن تأييده واستعداده التام لمساعدة الحكومة الليبية الجديدة.
استعادة الاستقرار
وبحسب المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي الليبي فإن اتصالا جرى بين المنفي وسعيد، بحثا خلاله أوجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات وزيادة التنسيق والتعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ورحبت وزارة الخارجية المصرية بنيل الحكومة الموحدة الليبية ثقة مجلس النواب اليوم، مثمنة دور المجلس في تحمل مسؤولياته وإعلاء المصلحة العليا لدولة ليبيا للتحرك قدماً نحو استعادة ليبيا لاستقرارها وأمنها وسيادتها، وبما يرفع المعاناة عن الشعب الليبي.
وأعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية عن تطلع مصر للعمل مع حكومة الوحدة الوطنية خلال المرحلة الانتقالية، ودعم جهودها للوفاء بالتزاماتها المقررة وفقاً لخارطة الطريق للحل السياسي، بهدف عقد الانتخابات في موعدها المحدد نهاية العام الجاري، وتطبيق المخرجات الصادرة عن اللجنة العسكرية المشتركة ٥+٥ واجتماعات المسار الاقتصادي بما يصون مقدرات الشعب الليبي الشقيق، ويخرج ليبيا من أزمتها، ويحقق أمن واستقرار المنطقة.
خطوة رئيسية
من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الأربعاء، إن منح مجلس النواب الليبي الثقة للحكومة "خطوة رئيسة على طريق العملية السياسية المستهدفة حل الأزمة واستعادة ليبيا أمنها واستقرارها".
وكتب الصفدي في تغريدة عبر تويتر: "نبارك للأشقاء في ليبيا منح مجلس النواب الثقة للحكومة خطوة رئيسة على طريق العملية السياسية المستهدفة حل الأزمة واستعادة ليبيا الشقيقة أمنها واستقرارها".
وأكد أن الأردن "سيظل يقف إلى جانب ليبيا، داعما لكل جهود التوصل للحل السياسي الذي يحمي ليبيا ومقدراتها ويلبي تطلعات الشعب الليبي".
اليمين الدستورية
وكشف رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، أن الحكومة الجديدة ستؤدي اليمين الدستورية الإثنين بمدينة بنغازي (شرق).
ودعا رئيس مجلس النواب، في ختام جلسة منح الثقة، الحكومة الجديدة إلى جولة في سرت للاطلاع على ما تعانيه المدينة من دمار خلفه "داعش" ، قبل تحريرها من براثن التنظيم الإرهابي.
من جانبه، توجه رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، بالشكر إلى مجلس النواب على التئامه ومنحه الثقة لحكومة الوحدة الوطنية، داعيًا البرلمان إلى الالتئام في كل المدن، ورفع شعار ليبيا الواحدة، وتعويض فترة الانقسام الماضية.
وقال الدبيبة إن البرلمان الليبي أمامه استحقاقات كثيرة عليه الاجتماع بشأنها قبل انتهاء الفترة الانتقالية، وهي الميزانية الموحدة وقانون الاستفتاء وقانون الحكم المحلي ثم انتخابات ديسمبر/كانون الأول 2021.
وتعهد رئيس الحكومة الدبيبة، بدعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات والوصول بليبيا إلى الانتخابات المقررة أواخر العام الجاري.
وطالب الدبيبة، مجلس النواب بدعم الحكومة في الأشهر القليلة المقبلة، قائلا، إن "المهمة صعبة.. وبجهود النواب سنصل بليبيا إلى بر الأمان".