12 عاما على ثورة ليبيا.. "17 فبراير" بانتظار حلم الاستقرار
12 سنة مرت على نهاية حكم العقيد الليبي معمر القذافي واندلاع الثورة لكن أكثر من عقد من الزمن لم يفلح في رسم طريق الاستقرار.
ففي مثل هذا اليوم قبل 12 عاما، وتحديدا في 17 فبراير/شباط 2011، شهدت ليبيا أحداثا استمرت لثمانية أشهر أدت في نهايتها لإسقاط نظام القذافي الذي حكم البلاد لـ42 عاما كاملة.
أحداث بدأت باحتجاجات في مدينة بنغازي شرقي ليبيا ضد نظام القذافي وسرعان ما تحولت في اليوم التالي لحرب أهلية بعد أن هجم مناهضو الزعيم السابق على معسكراته المسلحة في المدينة ووقع ضحايا بين المحتجين الذين كانوا في بادئ الأمر دون سلاح.
وفي 20 من الشهر نفسه، تمكن المحتجون المسلحون من السيطرة على كامل مدينة بنغازي بعد ارتفاع وتيرة الاحتجاجات بتفجير مواطن يدعي المهدي زيو لسيارته على أسوار مقر كتيبة "الفضيل أبوعمر" وهي أقوى الكتائب في المدينة آنذاك.
ذلك كان الحدث الأبرز الذي حول مسيرة الانتفاضة الليبية من احتجاجات إلى حرب بعد اقتحام محتجين لمخازن السلاح التابعة لقوات أمن القذافي في المدينة، حيث قدر مختصون ذلك الوقت أن تلك المخازن تضم نحو مليوني قطعة سلاح.
البيضاء
وفي تلك الأثناء، وبالتزامن مع "انتفاضة بنغازي" كما سميت، وقعت مناوشات في مدينة البيضاء شرقي البلاد، وهي رابع أكبر مدن ليبيا حيث كان ذلك خلال مباراة لكرة قدم بين فريق نادي الأخضر الليبي وفريق نادي المريخ السوداني.
واندلعت مناوشات بين المشجعين الذين وصلتهم أنباء الاحتجاجات في بنغازي مع قوات الأمن، الأمر الذي أسفر عن وقوع قتيلين كانا أول ضحايا الأحداث في ليبيا حينها.
وحدثت تلك المناوشات بين المشجعين المحتجين مع الأمن الداخلي بالمدينة وكتيبة حسين الجويفي المتمركزة في مطار الأبرق بالبيضاء واستمر القتال يوما واحدا أعلن فيه خروج منتسبي الأجهزة الأمنية التابعة للقذافي من المدينة، لتصبح بذلك البيضاء أول مدينة تخرج عن سيطرة وحكم القذافي.
البريقة
بعد سقوط البيضاء وخروج الأمن من مدينة درنة (شرق) وسيطرة الثوار على بنغازي، قرر مناهضو القذافي المسلحين حديثا آنذاك الزحف إلى سرت قاصدين السيطرة عليها لبلوغ غايتهم الأخيرة وهي العاصمة طرابلس المعقل الحصين للقذافي.
وأثناء الزحف، وقعت معركة البريقة وهي منطقة تتوسط بنغازي وسرت حيث اصطدم الثوار المسلحون بكتائب القذافي ومنها كتيبة "32 معزز" التي يقودها نجل القذافي الأصغر خميس، وتعد من أقوى وأهم وأكبر أجهزة النظام في ذلك الوقت.
وخلال تلك المعركة التي استمرت ليوم واحد، تراجعت كتيبة نجل القذافي نحو مدينة رأس لانوف ثم إلى بن جواد.
وفي بن جواد، انقلبت الأمور بشكل جذري، حيث استعادت قوات القذافي زمام السيطرة وتراجع الثوار من تلك المدن تحت قصف الطيران الحربي للقذافي، وهو الأمر الذي دعا قوات القذافي للتفكير في إرجاع الثوار إلى بنغازي ومحاولة السيطرة عليها من جديد.
معركة بنغازي الثانية
في 19 مارس/آذار من العام نفسه، زحفت قوات القذافي نحو بنغازي بأعداد كبيرة، إلا أن المجتمع الدولي تدخل بإطلاق عملية عسكرية جوية وبحرية سميت "فجر الأوديسا"، واستخدمت القوات الفرنسية المشاركة اسم عملية "هارماتان"، والبريطانية تسمية "عملية إلامي"، والكندية تسمية "عملية موبيل".
وأسفرت العملية عن إبادة جيش القذافي المنحدر إلى مدينة بنغازي بالكامل وتثبيت سيطرة الثوار على المدينة، وهم الذين زحفوا بغطاء طائرات حلف شمال الأطلسي "الناتو" المشارك حديثا في الأحداث إلى باقي المدن الليبية للسيطرة عليها.
معارك الغرب والوسط
وفي غضون ذلك، كانت معارك أخرى تحدث بين ثوار المدن وأجهزة القذافي الأمنية والعسكرية في معظم مدن غرب البلاد مثل تاورغاء ومصراتة والزاوية والزنتان وغريان، حيث انتهت جميعا بسيطرة الثوار المدعومين بطائرات "الناتو" على تلك المدن.
ذلك الأمر أعطى أسبقية للثوار للزحف من شرق البلاد على باقي المدن نحو سرت الواقعة في الوسط، والتي وصلوا إليها في 15 يونيو/حزيران من العام ذاته، حيث وقعت اشتباكات في القرى ما قبل سرت انتهت بسيطرة الثوار عليها.
وبعد بلوغ سرت، وقعت المعركة الرئيسية بين الثوار الليبيين وكتائب القذافي للسيطرة على المدينة الساحلية الاستراتيجية.
وفي 25 أغسطس/آب من العام نفسه، تراجع الثوار عبر الطريق الساحلي وقاموا بتعزيز مواقعهم في ميناء رأس لانوف لكي يصبحوا خارج مدى صواريخ كتائب القذافي، حيث وقعت في تلك الأثناء اشتباكات عنيفة على طريق رأس لانوف-بن جواد.
وقتها، نفذ حلف "الناتو" غارات جوية على مقار كتائب القذافي في سرت، وهو ما مكن الثوار من التقدم من جديد نحو المدينة، والسيطرة على قرى بن جواد والنوفلية وهراوة وأم القنديل.
طرابلس
طرابلس وهي عاصمة البلاد ورمز الحكم في ليبيا، وفيها دارت معارك منتصف أغسطس/آب، بين الثوار وكتائب القذافي كجزء من حرب الجبل الغربي وذلك بهدف السيطرة عليها وحسم الصراع الطويل الذي استمر آنذاك ثمانية أشهر.
وبدأت الاشتباكات عندما بدأ ثوار من داخل طرابلس بالتحرك بالتنسيق مع آخرين من الخارج في المدن المحيطة، فبدأ هؤلاء بالزحف نحو العاصمة في حين انتفض ثوار الداخل وبدؤوا اشتباكات عنيفة كانت غالبيتها في شرق المدينة، خصوصاً منطقة تاجوراء.
وفي المساء عادت الاشتباكات للاندلاع مجدداً وتمكن "الثوار" بعدها من السيطرة بشكل كامل على معظم شرق العاصمة بالإضافة إلى أجزاء أخرى من وسطها وغربها، ومن المناطق التي سيطروا عليها قاعدة معيتيقة وتاجوراء وفشلوم والسبعة والظهرة وبن عاشور وغيرها.
وتوسعت الاشتباكات لتشمل مناطق وأحياء عديدة، منها سوق الجمعة وفشلوم وجنزور، أما في منطقة "باب العزيزية" فقد بدأت بمحيطها مواجهات عنيفة، حيث حاصر الثوار المنطقة من عدة جهات وبدؤوا بمحاولة اقتحام المكان للسيطرة عليه، فخرجت قوات الكتائب من داخل المنطقة متسلحة بالدبابات.
وفي 23 أغسطس/آب، أصدر قائد كتيبة حماية طرابلس والمسؤول عن تأمين باب العزيزية وهو ابن عم القذافي أوامر لجنوده بإلقاء السلاح وفتح البوابات في وجه الثوار ليعلنوا سيطرتهم على المكان بشكل كامل.
aXA6IDUyLjE0LjYuNDEg جزيرة ام اند امز