الفراغ الأمني بالجنوب الليبي.. ثغرة الفوضى وتفاقم الأطماع
مسؤول عسكري ليبي قال إن عصابات الجريمة باتت تسيطر على مساحة كبيرة جنوبي البلاد.
فراغ أمني في الجنوب الليبي الزاخر بالثروات الطبيعية والنفطية، خلق ثغرات واسعة استفادت منها العصابات، لتتخذ من المنطقة مرتعا لجرائم النهب والقتل والخطف التي تروع الليبيين وتقض مضجعهم.
مسؤول عسكري ليبي أكد لـ"العين الإخبارية" أن عصابات الجريمة باتت تسيطر على مساحة كبيرة جنوبي البلاد.
ولفت المسؤول الذي فضل عدم نشر هويته كونه غير مخول بالتصريح للإعلام، إلى أن هذه العصابات ترتكب جرائم السرقة والنهب وسط غياب تام لسلطة الدولة الليبية.
واستشهد المسؤول ببعض الهجمات التي وقعت وآخرها تصدي كتيبة "سبل السلام" التابعة للجيش الليبي، لمسلحين أفارقة يتمركزون في مناطق جنوب شرقي البلاد، وتحديدا بالقرب من منطقة "الجغبوب".
جرائم باتت تروع الليبيين بشكل متزايد، في وقت بات فيه الفراغ الأمني يشكل تهديدا حقيقيا لمنطقة تعتبر الأهم في البلاد، لما تزخر به من ثروات طبيعية ونفطية، وكميات كبيرة من الذهب واليورانيوم والماس.
فعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، عانت مدن الجنوب الليبي من انقطاع الكهرباء لأكثر من 18 ساعة يوميا، وانقطاع خدمة الانترنت، وعدم توفر المياه الصالحة للشرب بعد موجة الجفاف التي تضرب عددا من المدن.
كما يعجز أبناء المنطقة عن الحصول على أي سبيل للعيش الكريم، فيما يرتفع عدد المتنازعين على المنطقة، ليشمل أطرافا أخرى مثل تركيا وقطر، الساعيتين لبسط نفوذهما هناك، وإيجاد موطىء قدم لهما في دول الساحل والصحراء الإفريقية.
فوضى وغياب للأمن.. ثنائية كان من البديهي أن توفر للانتهازيين فرصة الانقضاض على الوضع، حيث حاولت شخصيات سياسية ليبية رفع راية الانفصال عن الجسد الليبي، فضلا عن دعوات يسمع صداها لإعادة البلاد إلى أقاليمها التاريخية ( برقة – طرابلس – فزان ).
دعوات تعني تقسيم البلاد إلى ثلاث دويلات، وهو ما يهدد أمن واستقرار دول الجوار الليبي.
ورجح مراقبون أن تعتمد السلطات الليبية على الشراكة الاستراتيجية مع الدول التي ترتبط بحدود مع الجنوب الليبي، للقيام بعمليات استطلاع ومسح جوي للمناطق التى تشهد فراغا أمنيا.
ووفقا لتقارير استخباراتية غربية، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لترسيخ وجودها في مدن الجنوب الليبي، وخاصة في سبها وأوباري والكفرة وغات.
وتحاول واشنطن، عبر ما تقدم، الحصول على مناطق نفوذ لها في تلك المنطقة الأهم لقوات القيادة العسكرية الأمريكية في آفريقيا، المعروفة اختصارا بـ "أفريكوم"، والتي تقوم بتنفيذ عمليات جوية جنوبي ليبيا وفي كل من تشاد والنيجر.
مصدر مصري شدد، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، على تمسك القاهرة بتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، مشيرا إلى أن تحقيق هذا الهدف يظل مرهونا بالحراك السياسي.
واعتبر المصدر أن اجتماعات العسكريين الليبيين في مصر، "إيجابية" وأحرزت تقدما كبيرا.
وفي سياق متصل، تواصل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا اجتماعاتها لبحث الترتيبات الأمنية الجديدة في العاصمة طرابلس، وآلية تطبيقها خلال الأسابيع المقبلة.
وتأتي تلك الترتيبات التزاما باتفاق الزاوية الذي أكد على ضرورة وضع ترتيبات أمنية جديدة وحل الميليشيات المسلحة وخروجها من العاصمة.
ومطلع الشهر الجاري، توصلت الأطراف المتحاربة في طرابلس، برعاية أممية، لاتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الاقتتال الذي شهدته المدينة منذ 26 أغسطس/آب الماضي.
aXA6IDE4LjIyNi4xODcuMjEwIA== جزيرة ام اند امز