«لجعل العنف أقل جاذبية».. شباب ليبيون يرسمون طريق حل أزمة بلدهم
طرح شباب ليبيون ما يرونها الحلول العاجلة والوحيدة اللازمة لحل أزمة بلدهم، الممتدة منذ عام 2011، وإنهاء الانقسام والصراع على الحكم.
وعلى رأس هذه الأزمات توحيد المؤسسات، وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، وإجراء الانتخابات، وتنفير الشباب من الانضمام للمليشيات.
وفي ورشة عمل رعتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، الأربعاء في طرابلس، حضرها 14 شابا وشابة من مختلف أنحاء ليبيا، بحث المشاركون، مع خبراء قسم مراقبة وقف إطلاق النار في البعثة، أفكارهم وتوصياتهم حول كيفية دعم الشباب لاستمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة، والموقّع عام 2020.
ملفات على الطاولة
ناقشت مجموعات العمل في الورشة انعدام الأمن في ليبيا، وتأثيره على الاقتصاد والنسيج الاجتماعي، والمخاطر التي تهدد اتفاق وقف إطلاق النار، خاصةً "الانسداد السياسي".
و"الانسداد السياسي" مصطلح يقصد به في ليبيا حالة الجمود في العملية السياسية، نتيجة الخلافات المستمرة بين القوى الليبية بشأن مَن له شرعية الحكم، والفشل منذ عام 2014 في إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تنهي هذه الخلافات.
توصيات ومطالب
شملت التوصيات، التي وضعها المشاركون، خطوات يلزم اتخاذها من الناحية الأمنية، وما يخص الانتخابات، وكذلك دور الشباب في اتخاذ القرار وإدارة البلاد.
ومِن هذه التوصيات، وفق ما نشره موقع بعثة الأمم المتحدة، الخميس:
* توحيد المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية، للحفاظ على وحدة ليبيا وإنهاء الانقسام.
* إجراء الانتخابات باعتبارها الطريقة الوحيدة لحل الأزمة.
* إجراء الانتخابات يعوقه وجود المقاتلين الأجانب والمرتزقة الذين يؤججون الصراعات؛ ولذا يجب إخراج هؤلاء من البلاد، وحل المليشيات، ونزع سلاحها، ودمج المقاتلين الليبيين في برامج تدريب شاملة وبرامج نفسية اجتماعية.
* إطلاق حوار وطني شامل، دون شروط مسبقة، لتطوير خارطة طريق للخروج من الأزمة.
* تطوير وتنفيذ برامج للحد من العنف المجتمعي، وتعزيز الفرص التعليمية والوظيفية للشباب لتقليل جاذبية الانضمام إلى الجماعات المسلحة، مع تشجيعهم على إعادة الاندماج في المجتمع.
* رفع الوعي لدى الشباب والمجتمعات، خاصة الأمهات، بشأن عواقب انضمام الشباب إلى الجماعات المسلحة.
* العمل بشكل أوثق مع منصات التواصل الاجتماعي والإعلام، لمكافحة خطاب الكراهية في ليبيا، والحد من انتشار المعلومات المضللة.
* تعزيز مراقبة وقف إطلاق النار، وفرض عقوبات في حال رصد أي انتهاكات.
* بناء قدرة منظمات المجتمع المدني لتمكينها من التأليف بين المجتمعات المحلية، من خلال مبادرات السلام والتربية المدنية.
* تدريب الشباب ومنظمات المجتمع المدني على دعم دور اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5" في تنفيذ وقف إطلاق النار، مع تطوير منصة رقمية تتيح للأشخاص الإبلاغ عن انتهاكات وقف إطلاق النار.
ولجنة "5+5" تشكّلت عام 2020، وتتكوَّن من 5 عسكريين يمثلون المنطقة الغربية في ليبيا، و5 يمثلون المنطقة الشرقية (القيادة العامة للجيش)، والمهام المكلفة بها هي السعي لإعادة توحيد المؤسسة العسكرية، وحماية اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين القوى الليبية المتنازعة، وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد.
تمكين الشباب
تطرّق المشاركون إلى ما قالوا إنها "مجموعة مناصرة للشباب" تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يكون من أدوارها تنظيم مهرجانات ثقافية وأنشطة لجمع الناس، وبناء الثقة بين المجموعات الاجتماعية المختلفة.
وانتقد أحد الشبان المشاركين في الورشة أن "عملية اتخاذ القرار في ليبيا لا تزال مغلقة أمام الشباب"، معتبرا أن "هذا الأمر يجعل من الصعب إيصال صوت الشباب"، ودعا المجتمع الدولي والشباب أنفسهم إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات لإسماع صوتهم وتمكينهم، وفق ما ورد في منشور البعثة الأممية.
وأشار شاب آخر إلى أن "المشكلة تكمن في الوضع الاقتصادي"، مؤكدا أن "ليبيا تحتاج إلى مبادرات تعالج البطالة، وتحسن التعليم لجعل العنف والجماعات المسلحة أقل جاذبية للشباب".
وهذه الورشة واحدة من سلسلة ورشات تنظمها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا كجزء من برنامج "الشباب يشارك" الذي يستهدف انخراط 1000 شاب وشابة من جميع أنحاء ليبيا في أنشطته.
وسيتم جمع التوصيات المقدّمة من الشباب في جميع الورش ونشرها في تقرير في يونيو/حزيران 2025، يفصل ما أوصوا به لمستقبل ليبيا في القضايا الرئيسية.
وتناولت الورش السابقة قضايا مثل العدالة الانتقالية، وتعزيز الفضاء المدني، والتغيرات المناخية، وتطوير الفضاءات الرقمية الشاملة.
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yNSA= جزيرة ام اند امز