الليبيون يتخوفون من مخططات أردوغان حال فوز "بايدن"
مع اقتراب المرشح الديمقراطي جو بايدن من البيت الأبيض، يتخوف الليبيون من تزايد نفوذ تنظيم الإخوان الإرهابي وتركيا في بلدهم.
كما يحذر الخبراء الليبيون في تصريحات لـ"العين الإخبارية" من استغلال تركيا لحالة الانشغال الداخلي الأمريكي، بتنفيذ عملية عسكرية وخرق وقف إطلاق النار، أو تكرار تجربة سياسة الديمقراطية الأمريكية على طريقة أوباما في ليبيا، ما يمكن التنظيمات الإرهابية من البلاد.
وطالب الخبراء الليبيين بالاعتماد على أنفسهم والاصطفاف وراء الجيش الوطني وعدم الانشغال بالخارج، وأن يتوصلوا سريعا لحل ليبي ليبي.
بلطجة تركيا
ويقول جمال شلوف رئيس مؤسسة سلفيوم الليبية للأبحاث والدراسات، إنه لا شك أن فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في السباق الانتخابي الأمريكي سيدخل السياسة الخارجية للولايات المتحدة إلى حالة أشبه بالجمود حتى ينتهي من ترتيبات الاستلام وتكليف الوزراء ومستشار الأمن القومي وكبار المسؤولين.
وتابع شلوف في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن هذه الحالة يمكن أن يستغلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومنهجه الذي يمكن تسميته بـ"البلطجة السياسية" في اختراق وقف إطلاق النار عبر مليشياته ومرتزقته غربي ليبيا.
وأضاف أن أردوغان، الذي استغل حالة الجمود العالمي بأزمة كورونا في إرسال المعدات العسكرية والمرتزقة إلى غرب ليبيا، سيحاول فرض واقع جديد على الأرض مستغلا التزام الجيش الوطني الليبي بتعهده وإعادة انتشاره وتمركزه.
واختتم أن زيادة تعزيزات تركيا العسكرية من خلال الجسر الجوي إلى كلية مصراتة وقاعدة الوطية الجوية مؤشر على هذه النية التركية المبيتة.
كلاهما مر
قال الخبير السياسي الليبي رضوان الفيتوري، إنه على الليبيين أن يعولوا على أنفسهم وعدم انتظار من يربح الانتخابات وعقد الآمال، بل الاقتدء بالشقيقة مصر والاعتماد على الجيش الوطني للمرور من أزمة البلاد.
وأضاف في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن الديمقراطيين في عهد أوباما كانت سياساتهم كارثية بكل ما تعني الكلمة، في ليبيا وسوريا والعراق، ولكن في الوقت نفسه الذي مكن للاحتلال التركي البغيض في ليبيا هو ترامب الجمهوري.
ومن جانبه يرى المحلل السياسي الليبي، الدكتور وليد مؤمن، أن انتخابات الإدارة الأمريكية سواء كانت لصالح للديمقراطيين أو الجمهوريين لن تختلف كثيرا على مستوى الشرق الأوسط والدول العربية خاصة.
وتابع في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن الليبيين يتذكرون تجربة الديمقراطيين السابقة غير صحيحة خاصة أنهم من جلبوا مشروع الإسلام السياسي للمنطقة، في حين أن الإدارتين لم تختلفا كثيرا في الملف الليبي.
وأعرب عن تخوف الليبيين من نجاح بايدان لأنه من يقف وراءه هي إدارة أوباما السابقة والتي عانى منها الليبييون كثيرا والتي قد تعني عودة الإسلاميين من جديد، إلا أن التنبوء الآن صعب رغم المخاوف حتى يتم تعيين الشخصيات التي ستدير الملفات الهامة بالمنطقة.
وحول الموقف من تركيا ودول أوروبا وتأثير ذلك على الملف الليبي أكد أن إدارة بايدان سوف تقوي علاقاتها مع دول الاتحاد الأوروبي ولكنها ستبقى تركيا ورقة يتم الزج بها متى أرادوا.
وأشار إلى أن البعثة الأمريكية القادمة في ليبيا هي التي سوف يتضح من خلالها رؤيه الإدارة وأن على الليبيون مسابقة الزمن في إنهاء الخلاف السياسي بعد نجاح المسار العسكري حتى لا ينتظروا كثيرا التدخلات الأمريكية والتعويل على الحل الليبي الليبي.
تزايد النفوذ الأمريكي
وقال الدكتور يوسف الفارسي، أستاذ العلوم السياسية والأمن القومي الليبي، إن الولايات المتحدة الأمريكية سجلت موقفا ضبابيا ومتناقضا في التعاطي مع ملف الأزمة الليبية خصوصا مع بداية تنفيذ الجيش لعملية عسكرية ضد الغزو التركي منذ أبريل/نيسان عام 2019.
وأضاف في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن الولايات المتحدة في إدارة ترامب الجمهوية دعمت العدوان التركي بشكل مباشر، وعقب عودة الجيش من طرابلس عادت واشنطن بقوة مجددا للدخول على خط الأزمة عبر حراك دبلوماسي لدفع جهود الحل السلمي.
وأضاف أنه من الصعب التكهن بمدى الانخراط الأمريكي في الأزمة الليبية إذا ما فاز الديمقراطيون في الانتخابات المقبلة، إلا أن ثمة احتمالا كبيرا أن ينخفض مستوى التفاعل الأمريكي إذا فاز بايدن.
واختتم أنه من المتوقع أن تستمر واشنطن في سياستها في ليبيا سواء كان على هرم الإدارة في البيت الأبيض ترامب أو بايدن.