ليبرمان يغسل عار حرب غزة بتصريحات للاستهلاك المحلي
خبراء فلسطينيون قالوا إن تصريحات ليبرمان ضد غزة محاولة لغسل عار الحرب، حيث كشف تقرير تم رفعه للكنيست عن إخفاقات حدثت خلالها
يرى خبراء فلسطينيون أن تهديدات وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ضد غزة وقوله إن نهاية أي مواجهة قادمة ستكون برفع الرايات البيضاء من المقاومة، جزء من الحرب النفسية ومحاولة لغسل عار الحرب على غزة، حيث كشف تقرير تم رفعه للكنيست عن إخفاقات كثيرة في أداء الجيش الإسرائيلي خلالها.
ويقول اللواء واصف عريقات الخبير العسكري لـ"بوابة العين": إن ليبرمان ضعيف سياسياً وعسكرياً وهذا التهديد ليس الأول له، وبالتالي هو يحاول أن يعوض ضعفه برفع سقف التهديدات كشكل من أشكال الحرب النفسية، فضلاً عن التوظيف الداخلية لهذه التصريحات".
وكان لبيرمان قال مساء أمس الثلاثاء، إن المواجهة القادمة مع قطاع غزة ستكون الأقوى، ولن تنتهي إلا برفع حماس الراية البيضاء.
وأضاف "أن المواجهة القادمة لن تتوقف في المنتصف، وإن هذه التوجيهات تلقاها الجيش الآن ويجب أن تكون الحرب في صورة قوية جداً قدر الإمكان".
وشنّت إسرائيل حرباً على غزة، في يوليو 2014، استمرت 51 يوماً أسفرت عن استشهاد أكثر من 2322 فلسطينياً، وهدم 12 ألف وحدة سكنية، بشكل كلي، فيما قتل 68 "إسرائيلياً "منهم 65 ضابطاً وجندياً في المواجهات مع المقاومة الفلسطينية وفقد اثنان من الجنود.
معركة داخلية
ويشدد عريقات أن تصريحات ليبرمان جزء من معركة داخلية في ضوء تقرير مراقب الدولة والتقرير الأمني الاستراتيجي الذي يتحدث عن إخفاقات كثيرة في أداء الجيش في الحروب على غزة.
وكان مراقب الدولة في إسرائيل القاضي المتقاعد يوسف شابيرا قدم الأحد الماضي للجنة الفرعية في الكنيست تقريره الخاص حول أداء المجلس الوزاري "الإسرائيلي" المصغر ” الكابنيت” خلال الحرب على غزة صيف 2014، والذي سمي "إسرائيلياً" بـ"عملية الجرف الصامد".
ورأى عريقات أن ليبرمان يحاول أن يصعد في لهجة التهديد في ظل الضغوط القضائية ضد نتنياهو على خلفية اتهامات بالفساد وتلقي رشاوي، وكذلك الضغوط السياسية على خلفية انتقادات دوره في تقرير مراقب الدولة، بحيث يريد أن يستقطب هو أصوات اليمين ويقدم نفسه كمرشح محتمل.
بدوره، قلل المحلل السياسي والأمني اللواء يوسف الشرقاوي من قيمة تهديدات ليبرمان، معتبراً أن فكرة أن ترفع المقاومة الرايات البيضاء ليس إلا أكذوبة غير قابلة للتحقق.
تصريحات مستهلكة
وأشار الشرقاوي في حديثه لـ"بوابة العين" إلى إن تصريحات ليبرمان مستهلكة موجهة للرأي العام الإسرائيلي بالتزامن مع النشر الجزئي لتقرير مراقب الدولة حول الحرب الأخيرة على غزة، والذي تحدث بشكل واضح، وفق التسريبات، عن إخفاقات في أداء الجيش وقادته.
ووفق تسريبات إعلامية إسرائيلية فإن التقرير الذي لم ينشر علناً يوجه انتقادات شديدة إلى كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في إسرائيل وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق موشيه يعلون، ويتحدث عن إخفاقات في أداء الجيش.
وقال الشرقاوي: "اليوم هناك إدراك حتى من الخبراء الإسرائيليين، أن جيش إسرائيل غير قادر على حماية نفسه فضلاً عن تحقيق انتصارات كاسحة"، لافتاً إلى أنه جرب في الحرب الأخيرة وما قبلها كل أشكال الأسلحة والتدمير والنتيجة كانت صفر.
وشهد قطاع غزة المحاصر 3 حروب مدمرة بين العامين 2008 و2014 بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية منذ سيطرة حماس على القطاع عام 2007.
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuOTMg
جزيرة ام اند امز