كرة القدم لعبة إنسانية في المقام الأول، ابتكرها الإنسان، ومارسها الإنسان، وشجعها الإنسان، لتمنحنا مع كل قصة من قصصها درسًا إنسانيًا قلَّ أن تجود به الحياة ذاتها.
ومن آخر تلك الدروس، ما قدمه لنا فريق نادي الزمالك المصري لكرة القدم، بعد تتويجه بلقب الدوري المصري لموسم 2021-2022، في لقبٍ قد يكون الأصعب على الإطلاق، نظرًا للظروف التي مرَّ بها النادي على مدار عامين.
ليس هناك ظرف أصعب من خسارة النهائي الأهم في تاريخ النادي، نهائي القرن، ضد الغريم التقليدي الأهلي، في دوري أبطال أفريقيا، خسارة اعتبرها البعض كفيلة بتدمير مسيرة النادي دون أي عوامل أخرى.
فكيف إنْ تبع ذلك تعاقب 4 رؤساء على إدارة النادي في عام واحد، وتبديل الأجهزة الفنية، ورحيل أبرز النجوم، بل والفشل في تعويضهم بلاعبين جدد، ولو بمستوى أقل، بعد الحرمان من إبرام تعاقدات جديدة.
إذا أخبرتك عن نادٍ عانى من مثل هذه الظروف، ثم سألتُك عن توقعك لما يمكن أن يحدث له، فلو كنتَ من أكثر الناس تفاؤلا فقد تحدثني عن غيابه عن الساحة لبضع سنوات قبل أن يجمع شتاته.
ولكن لأن هذا النادي من بلد الزعيم الراحل مصطفى كامل، فقد عمل بمقولته الخالدة: "لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس"، حتى حقق معجزة كروية، لن يصدقها أبدًا مَن لم يعايشْها.
هذا النادي يا عزيزي نجح لعامين عانى فيهما على كل المستويات في أن يحصد جميع البطولات المحلية، التي شارك فيها، فرغم خسارة كأس مصر 2020 بعد أسبوع من نهائي القرن، حصد لقب الدوري مرتين، وكأس مصر 2021.
تُوفي الزعيم المصري مصطفى كامل عن 34 عامًا فقط، ولكنه ترك لنا في عمره القصير إرثًا عظيما ما زلنا نفخر به في المقاومة والصبر وتحدي كل المصاعب، ليخرج إلى النور بعد 3 سنوات من وفاته كيانٌ جديد تمسّك بتلك القيم وعبّر عنها في كل محفل من المحافل الكروية.
تأسس الزمالك في 1911، وبعد مرور أكثر من 111 عامًا على ميلاده، ضرب لنا مثلا من أمثلة عديدة شهدتها اللعبة الأكثر شعبية على مدار تاريخها الطويل، أمثلة أكدت أنه لا مجال للتشبث بالحُجج والأزمات، وأن كرة القدم لا تعرف المعجزات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة