بينما تتوافق مواقف دول العالم حول وقف إطلاق النار في غزة، فإن أنظار تلك البلدان تترقب في كل مناسبة لتخفيف معاناة الفلسطينيين في مجلس الأمن، حول تلك السيدة السمراء.
تلك السيدة هي ممثلة واشنطن لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، التي تجلس في مجلس الأمن وأمامها كلمات تحمل اسم الولايات المتحدة الأمريكية. تنتظر بهدوء وتسمع بترقب، لتعلن في نهاية الأمر رفع الفيتو الأمريكي الذي يسحق أي أمل في وقف حرب غزة.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار قدمته الجزائر في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، الثلاثاء.
وقالت ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، لمجلس الأمن، إن القرار الذي اقترحته الجزائر سيؤثر سلبًا على المفاوضات الحساسة الجارية في المنطقة.
فمن هي حاملة لواء الفيتو الأمريكي؟
بحسب وزارة الخارجية الأمريكية، فإن السفيرة ليندا توماس غرينفيلد رُشحت في 20 يناير/كانون الثاني 2021، من قبل الرئيس جو بايدن لتكون ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، وكذلك ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وأقر مجلس الشيوخ الأمريكي تعيينها في 23 فبراير/شباط 2021، وأدت اليمين الدستورية في 24 فبراير/شباط 2021 أمام نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت شغلت في الفترة من عام 2013 إلى عام 2017، منصب مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، لتقود -آنذاك- مهمة وزارة الخارجية، في تطوير وإدارة سياسة الولايات المتحدة تجاه أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
قبل هذا التعيين، شغلت منصب المدير العام للخدمة الخارجية ومدير الموارد البشرية (2012-2013)، وقادت فريقًا مسؤولًا عن القوى العاملة في وزارة الخارجية البالغ عددها 70 ألف موظف.
وفي العام 2017، عادت السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، -وهي دبلوماسية محترفة-، إلى الخدمة العامة بعد تقاعدها من 35 عامًا من العمل في وزارة الخارجية الأمريكية.
مناصب دبلوماسية
تتضمن السيرة المهنية للسفيرة توماس غرينفيلد مناصب هامة؛ فتولت منصب سفير في ليبيريا (2008-2012)، ومناصب في سويسرا (في بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، جنيف)، وباكستان، وكينيا، وغامبيا، ونيجيريا، وجامايكا.
وفي واشنطن، عملت كنائبة رئيسية لمساعد وزير الخارجية في مكتب الشؤون الأفريقية (2006-2008)، ونائبة لمساعد وزير الخارجية في مكتب السكان واللاجئين والهجرة (2004-2006).
بعد تقاعدها من وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2017، قادت السفيرة توماس غرينفيلد الممارسات الأفريقية في مجموعة أولبرايت ستونبريدج، وهي شركة دبلوماسية تجارية استراتيجية ترأسها وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت.
وكانت أيضًا أول زميل مقيم متميز في الدراسات الأفريقية في معهد دراسة الدبلوماسية بجامعة جورج تاون من خريف 2017 إلى ربيع 2019.
حصلت السفيرة توماس غرينفيلد على جائزة هيوبرت همفري للقيادة العامة من جامعة مينيسوتا لعام 2017، وحصلت على جائزة الأسقف جون تي ووكر للخدمات الإنسانية المتميزة عام 2015.
كما حصلت -كذلك- على جائزة وارن كريستوفر لعام 2000 للإنجاز المتميز في الشؤون العالمية. وهي حاصلة على درجة البكالوريوس من جامعة ولاية لويزيانا ودرجة الماجستير من جامعة ويسكونسن.
وتمكنت من الحصول على درجة الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة ويسكونسن في مايو/أيار 2018 ودكتوراه فخرية في الفلسفة من جامعة ليبيريا في مايو/أيار 2012.