رسائل دعم غربية مباشرة وغير مباشرة لكييف، قدمها زعماء وقادة غربيون، في ذكرى عامين على بدء العملية العسكرية الروسية، سواء بشكل شخصي أو عبر قرارات مساندة.
وصباح السبت، وصل 4 من الزعماء الغربيين بينهم رؤساء وزراء كندا وبلجيكا وإيطاليا إلى كييف، لإظهار التضامن في الذكرى الثانية للعملية العسكرية الروسية.
- عامان من الحرب.. مستشار وزير خارجية أوكرانيا يقدم لـ«العين الإخبارية» كشف حالة
- كيف كانت حربا أوكرانيا وغزة دليلا على نهاية النظام القائم على القواعد؟
وقالت الحكومة الإيطالية، في بيان، إن "رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ونظيره البلجيكي ألكسندر دي كرو، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، سافروا معا إلى العاصمة الأوكرانية بالقطار من بولندا المجاورة".
ومن المقرر أن تستضيف ميلوني مؤتمرا عبر الفيديو في وقت لاحق اليوم من كييف يشارك فيه قادة مجموعة الدول السبع الكبرى وكذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي وجهت له دعوة للانضمام إلى النقاش.
وفور وصولها، أشادت رئيسة المفوضية الأوروبية من كييف بـ"المقاومة" الأوكرانية في الذكرى الثانية للحرب.
وقالت على شبكات التواصل الاجتماعي إنها "في كييف في الذكرى السنوية الثانية للحرب الروسية على أوكرانيا، وللاحتفاء بالمقاومة الاستثنائية للشعب الأوكراني".
وأضافت: "أكثر من أي وقت مضى نقف بحزم إلى جانب أوكرانيا. ماليا واقتصاديا وعسكريا وأخلاقيا وصولاً إلى نيلها حريتها".
تعهدات دعم
أما على صعيد قرارات الدعم، فقد تعهدت بريطانيا بتقديم 250 مليون جنيه استرليني (317 مليون دولار)، لتعزيز إنتاج قذائف مدفعية أوكرانيا مع دخول الحرب عامها الثالث.
وكانت المدفعية عاملا مهما في مقاومة أوكرانيا للعملية العسكرية الروسية، وتهدف الحزمة التي تبلغ قيمتها 245 مليون جنيه استرليني والتي تم الإعلان عنها اليوم السبت إلى تعزيز احتياطيات كييف من ذخيرة المدفعية.
وخلال الإعلان اليوم السبت، قال وزير الدفاع البريطاني غرانت تشابس، إن "التصميم الراسخ والمرونة" لدى أوكرانيا يواصلان "إلهام العالم".
وأضاف تشابس، في تصريحات صحفية: "على عكس المتوقع، صدت القوات المسلحة الأوكرانية الغزاة الروس لتستعيد نصف الأراضي التي احتلها بوتين، مع تقليص قدرات روسيا بشكل كبير، وتدمير أو إلحاق أضرار بنحو 30% من أسطول البحر الأسود الروسي، فضلا عن تدمير آلاف الدبابات والمركبات المدرعة".
وأكد تشابس: "لكنهم لا يستطيعون الانتصار في هذه الحرب بدون دعم المجتمع الدولي- ولهذا السبب نواصل القيام بكل ما يلزم لضمان استمرار أوكرانيا في القتال حتى تحقيق النصر".
وأوضح أن "نحو ربع مليار جنيه استرليني من التمويل البريطاني سيعزز مخزونهم الحيوي من ذخيرة المدفعية، بينما يكمل سلاح الجو الملكي تسليم المزيد من الصواريخ المتقدمة المضادة للدبابات".
وأضاف "معا، سوف نضمن فشل بوتين وتحقيق انتصار للديمقراطية والنظام القائم على القواعد والشعب الأوكراني".
«لا مفاوضات»
من جانبها، رفضت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الجمعة، الدعوات لإجراء مفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل إنهاء الصراع في أوكرانيا.
وقالت بيربوك: "نسمع هذه الأصوات التي تقول تفاوضوا مع بوتين، ولكن بوتين يوضح تماما أنه لا يرغب في التفاوض من أجل إحلال السلام".
وأضافت الوزيرة الألمانية لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، الجمعة، إن "بوتين يشير مرارا إلى انتصاراته".
وسألت بيربوك المجلس "روسيا، وهي عضو دائم في المجلس، ترغب في أن تتنازل دولة مستقلة عن حقها في الوجود. أين سنكون إذا ساد هذا المبدأ".
وتساءلت بيربوك: "أي منا سيكون التالي الذي يتعرض للغزو من جار لا يرحم؟.. إذا رضخنا لهذا، ستكون هذه نهاية الميثاق الخاص بالأمم المتحدة. لذلك لن نوقف دعمنا لأوكرانيا، ليس الآن وليس غدا".
دعوات لوقف الحرب
وفي سياق متصل، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعوته إلى وسيا الجمعة لوقف عمليتها العسكرية بأوكرانيا، بينما طالبت مجموعة تضم 50 دولة من الأعضاء في الأمم المتحدة موسكو بالانسحاب الفوري وذلك عشية الذكرى السنوية الثانية لبدء الحرب.
وقال غوتيريش في جلسة لمجلس الأمن الدولي إن "ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي هما دليلنا لخلق عالم خالٍ من آفة الحرب. ومع ذلك، فإن غزو روسيا الشامل لأوكرانيا ينتهك الاثنين بشكل مباشر".
وتابع: "منذ بدء عملية روسيا العسكرية الشاملة لأوكرانيا، مررنا بعامين من القتال، عامين من المعاناة، عامين من تأجيج التوترات الدولية وتوتر العلاقات الدولية"، مضيفا: "كفى".
روسيا تتفقد جنودها
ومن جانبه، تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قواته في مناطق التي تسيطر عليها قواته في أوكرانيا.
وقال للجنود في أحد مراكز القيادة: "اليوم، من حيث نسبة القوات، فإن الأفضلية لنا".
وجاء في بيان الجيش أن شويغو أُبلغ أن "القوات الروسية في وضع هجومي بعد السيطرة على مدينة أفدييفكا الصناعية الاستراتيجية".
وكان نحو 50 دولة من أعضاء الأمم المتحدة ومن بينهم الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، فضلا عن الاتحاد الأوروبي، قد أصدرت بيانا، الجمعة، قرأه وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، يدعو روسيا إلى الانسحاب الفوري من أوكرانيا ويدعو دولا من بينها كوريا الشمالية إلى التوقف عن تزويد موسكو بالأسلحة.
كما طالب الموقعون على البيان روسيا بوقف الحرب في أوكرانيا و"ضمان السحب الكامل والفوري وغير المشروط لكل القوات والمعدات الروسية من الأراضي الأوكرانية داخل الحدود المعترف بها دوليا".
وتحل الذكرى الثانية لبدء العملية العسكرية الروسية الشاملة بأوكرانيا اليوم السبت الـ24 من فبراير/شباط.