التوتر المزمن والإصابة بالسرطان.. دراسة تكشف العلاقة
توصلت دراسة جديدة إلى الصلة بين التوتر المزمن وخطر الإصابة بالسرطان.
من المعروف أن التوتر له تأثير سلبي كبير على الصحة، ولكن يبدو أن فهم كيفية تأثيره على ظهور مرض السرطان وتطوره قد بدأ يتكشف للتو.
وتوصل فريق من مركز "روزويل بارك" الأمريكي للسرطان لآلية مهمة يعمل من خلالها التوتر المزمن على إضعاف جهاز المناعة وتعزيز نمو الأورام، وفقاً لموقع "نيوز ميديكال" الأمريكي.
وأشار الموقع، في تقرير نشره، السبت، إلى أن نتائج الدراسة قد حددت "مستقبلات بيتا الأدرينالية" باعتبارها المحرك الذي يؤدي لإضعاف جهاز المناعة وتعزيز نمو السرطان كاستجابة للتوتر، ما يفتح المجال لإمكانية استهداف هذا المستقبل في علاج السرطان والوقاية منه.
وفي الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة "Cell Reports"، وجد الفريق البحثي أنه مع نمو الأورام فإنها تصبح أكثر حساسية لإشارات التوتر القادمة من الجهاز العصبي، إذ اكتشف الباحثون أن هناك مجموعة من الخلايا المناعية تظهر زيادة في التعبير عن مستقبلات بيتا الأدرينالية، وهو جزيء يتحكم في وظيفة الخلايا المناعية الرئيسية.
ورأى الموقع أن نتائج هذه الدراسة ستساعد الباحثين على التوصل لفهم أفضل للسبب الذي يجعل جهاز المناعة أقل فعالية بعد التعرض للتوتر لمدة طويلة، إذ أنه ستقوم الأبحاث المقبلة على البناء على أبحاث "روزويل بارك" الرائدة في العلاقة بين التوتر والسرطان.
ولفت الموقع إلى أنه يمكن استخدام هذا الفهم الأفضل لكيفية تأثير التوتر على السرطان، لا سيما فيما يتعلق بتراجع المناعة ضد الخلايا السرطانية، لتطوير عقاقير أو علاجات جديدة يمكن أن تساعد في تقليل الآثار السلبية للتوتر المزمن وتعزيز العلاج المناعي للسرطان.
وذكر الموقع أن فريق الباحثين يخطط لإجراء تجارب سريرية ومعملية جديدة لتحديد العلاجات المناسبة، ناقلاً عن مؤلف الدراسة الدكتور هين محمدبور قوله: "هذه الدراسة مهمة بشكل خاص بالنسبة لمرضى السرطان الذين يتعرضون في كثير من الأحيان لمستويات متزايدة بشكل كبير من التوتر بعد تشخيصهم بالمرض، بما في ذلك القلق والاكتئاب".