إسرائيل ترسم بالنار خارطة جنوب لبنان.. القصف يمتد لـ«الليطاني»
عمقت إسرائيل، السبت، قصفها الجوي في الجنوب اللبناني حتى تخوم نهر الليطاني، وهي المنطقة التي يتردد عزم الجيش الإسرائيلي اجتياحها بريا.
وفي تصعيد عسكري جديد عمقت إسرائيل، اليوم السبت، قصفها الجوي في جنوب لبنان، مستهدفة مناطق قريبة من نهر الليطاني، الذي يشكل خطا فاصلا عن النطاق البري المحتمل لعمليات الجيش الإسرائيلي.
ولليوم الثاني على التوالي شنت القوات الإسرائيلية غارات واسعة النطاق على ما قالت إنه أهداف لحزب الله، بما في ذلك منصات إطلاق الصواريخ.
ولكن القناة "الإخبارية 12" الإسرائيلية قالت "يشن الجيش الإسرائيلي هجمات من بين مواقع أخرى في منطقة نهر الليطاني في عمق لبنان على بعد نحو 30 كيلومترا من الحدود".
وغالبا لم يكن القصف الجوي الإسرائيلي يصل إلى هذا العمق إلا في حالات استثنائية، مثل عمليات الاغتيال في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ولا تخفي إسرائيل أن هجماتها على حزب الله، بما فيها الاغتيالات وتفجيرات أجهزة الاتصالات اللاسلكية، تهدف إلى الضغط على حزب الله للقبول بالانسحاب من جنوب لبنان حتى نهر الليطاني.
وسبق لقائد المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلي أوري غوردين أن اقترح قبل أسبوعين على المستوى السياسي الإسرائيلي تنفيذ عملية برية تجبر حزب الله على التراجع شمالا حتى ما بعد نهر الليطاني، وأن يقود الجيش الإسرائيلي باحتلال هذه المنطقة وتحويلها إلى منطقة عسكرية مغلقة حتى يوافق حزب الله على وقف هجماته على إسرائيل.
ويعتقد غوردين أن الفترة الحالية مناسبة لتنفيذ هذه العملية، مدعيا أنه من ناحية غادر الكثير من اللبنانيين سكان المنطقة منازلهم بسبب تبادل إطلاق النار على طرفي الحدود، ومن ناحية ثانية فإن المئات من قوات الرضوان التابعة لحزب الله قتلوا خلال هجمات إسرائيلية في المنطقة منذ بداية الحرب.
ولكن الجيش الإسرائيلي يدرك أنه حتى مع تنفيذ الهجمات أمس واليوم وفي الأشهر الماضية فإن حزب الله ما زال يمتلك القدرات على مهاجمة شمالي إسرائيل.
ولذلك فإنه مع بدء الهجمات على لبنان فقد أعلن الجيش الإسرائيلي عن حالة تأهب في عدة تجمعات سكانية في الشمال.
وأشارت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية إلى أن الإرشادات شملت الجليل الأعلى، حرمون، غوش حالاف، روش بينا، صفد، ميتولا، كريات شمونة، كاتسرين وشمال الجولان.
وقالت "التعليمات هي أنه يجب تقليل الحركة في الفضاء، ويجب تجنب التجمعات والبقاء بالقرب من الأماكن المحمية".
وكان حزب الله رد على القصف الإسرائيلي بقصف كثيف على البلدات الإسرائيلية الحدودية حتى مدينة صفد، وهو ما أكدته هيئة البث الإسرائيلية برصد إطلاق 85 صاروخا من لبنان منذ ساعات الصباح.
وأضافت: "تعمل 3 فرق إطفاء على إخماد حريق اندلع في منزل في كاديتا تضرر بشكل مباشر. وتعمل عشرة طواقم في عدة مواقع في بريا بالقرب من صفد، أما الحرائق التي اندلعت في بيت هليل وغوش حالاف فقد تمت السيطرة عليها".
وبحسب الجيش الإسرائيلي تم استهداف 100 موقع في المنطقة خلال ساعات النهار.
وتعتبر إسرائيل منطقة نهر الليطاني حيوية، حيث تسعى لإجبار حزب الله اللبناني على سحب قواته منها، مما يمكّن عشرات الآلاف من الإسرائيليين من العودة إلى منازلهم التي هجروها منذ بدء الحرب في شمال البلاد.